25 أبريل 2024

جو بايدن يلقي خطابه الأول عن حالة الاتحاد

Maroc24 | دولي | سلايدر |  
جو بايدن يلقي خطابه الأول عن حالة الاتحاد

في أول خطاب له عن حالة الاتحاد، اليوم الثلاثاء، من المرتقب أن يتطرق الرئيس الأمريكي جو بايدن للعديد من التحديات المحلية والعالمية المعقدة، بعد عامين من الوباء، والتي تفاقمت بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها السياسية والاقتصادية.

وإذا كانت الأجندة الوطنية تهيمن في العادة على هذا الخطاب أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي، فإن التصعيد العسكري الذي يهز أركان أوروبا وخارجها، علاوة على التهديد النووي الذي تلوح به روسيا، من شأنه أن يحظى بمكانة مهمة في خطاب الرئيس بايدن.

وهكذا، سيحاول الرئيس الديموقراطي، الذي تراجعت شعبيته بسبب الأجواء القاتمة والانقسامات السائدة، إبراز وضعية الاقتصاد الأمريكي الذي يظهر بوادر قوة بعد الركود الناجم عن الأزمة الوبائية، وذلك بفضل التقدم الذي تحقق على مستوى عملية التلقيح والمخططات المكثفة للدعم والإنعاش. ومع اقتراب انتخابات التجديد النصفي، سيكون أمام الرئيس بايدن الكثير من العمل لإقناع مواطنيه الذين يواجهون غلاء المعيشة وارتفاع نسبة التضخم إلى أعلى مستوياتها منذ ما يقارب أربعة عقود.

وفي هذا السياق، كتبت يومية “واشنطن بوست” أن الناخبين قلقون بسبب التضخم لأنهم يرونه ويشعرون به كل يوم. كما أنهم واعون بأن الأمر يتعلق بتضخم لا يمكن كبحه بين عشية وضحاها، لكن ليس لديهم سوى القليل من الصبر تجاه السياسيين الذين يرون أنهم غير مبالين بارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية والسكن وكل شيء تقريبا”، مشيرة إلى أنه يتعين على بايدن أن يتعامل مع هذا الموضوع “بالجدية التي يستحقها”.

وفي هذه الظرفية الحساسة بالنسبة للاقتصاد الأمريكي والعالمي، الذي يخرج لتوه من فترة الوباء، فإن التصعيد العسكري حول أوكرانيا يزيد من زعزعة ثقة الأسر والمستثمرين. فبالإضافة إلى الأزمة الإنسانية التي من المرجح أن تتفاقم مع تنامي الصراع، يتزايد القلق بشأن ارتفاع أسعار النفط والمواد الغذائية، واضطراب سلاسل التوريد والأسواق المالية المتعثرة.

وبالنسبة للرئيس بايدن، فإن الخطاب حول حالة الاتحاد في هذه الظرفية يعتبر بمثابة أرضية مناسبة لإظهار الريادة، وإعادة الثقة للأمريكيين وحشد الدعم لأجندته التشريعية التي يعرقلها الحزب الجمهوري واثنان من المنتخبين الديمقراطيين الرئيسيين، ولا سيما بهدف تبني خطة واسعة النطاق تتعلق بالنفقات الاجتماعية.

كما سيحث المشرعين على تأييد مرشحيه لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي يستعد لرفع معدلاته الرئيسية لمكافحة التضخم، وسيتطرق لاختياره القاضية كيتانجي براون جاكسون، التي تعد أول أمريكية من أصل إفريقي تتولى منصبا بأعلى هيئة قضائية في البلاد، في حالة تأييد مجلس الشيوخ لتعيينها. وحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، فإن الرئيس الأمريكي سيركز في جزء من خطابه على إبراز جهود الإدارة بشأن قضية أوكرانيا، لا سيما العمل الدبلوماسي والعقوبات المالية التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ضد روسيا.

كما سيسلط بايدن الضوء، وفقا للمتحدثة، على “أهمية الولايات المتحدة كرائد عالمي”، وعلى الجهود المبذولة لإرساء “تحالف عالمي يفرض عقوبات مالية قاسية” على القطاع المالي والنخب الروسية وأيضا على الرئيس الروسي. وعلى الرغم من ذلك، ستظل الأجندة المحلية هي الشغل الشاغل للرئيس الأمريكي وسط تراجع شعبيته الذي أكدته استطلاعات الرأي وانتخابات التجديد النصفي الوشيكة، والتي ستكون بمثابة التقييم الأكثر واقعية لثقة الأمريكيين في بايدن وحزبه الديمقراطي.

وفي هذا الصدد، كتبت وكالة “أسوشيتيد برس” أن “حالة الاتحاد هي الانفصال والانقسام. إنها حالة من الإرهاق بسبب الوباء (…) تتساءل البلاد عن كيفية المحافظة على سلامة الأطفال وماذا تعلمهم، بعدما سئمت من الأوامر الملزمة بارتداء الأقنعة، وعانت من مخلفات الحرب في أفغانستان، وفجأة الكثيرون قلقون بشأن التوسع الروسي”.

وبالنسبة للخبير السياسي جيمس فريمان، فإن خطاب الثلاثاء يشكل فرصة ممتازة لبايدن، الذي وعد بلم شمل الأمريكيين، من أجل “الشروع في إعادة تحديد رئاسته وفق برنامج جديد قوي ومزدهر” في بلد لا يزال منقسما بشدة.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.