19 أبريل 2024

انتهاء الازمة و عودة العلاقات بين قطر و دول خليجية

انتهاء الازمة و عودة العلاقات بين قطر و دول خليجية

شهدت قطر على امتداد سنة 2021 ، العديد من الأحداث التي ميزت مشهدها السياسي ، والاقتصادي والثقافي ، وشكلت محطات حاسمة في تاريخها الحديث.

وكانت عودة العلاقات بين قطر وبعض دول الخليج إضافة إلى مصر ، من أبرز الأحداث التي ميزت سنة 2021 ، بعد إصدار إعلان القمة الخليجية الـ41 التي التأمت بمدينة العلا السعودية، والذي نص على عودة العلاقات كاملة بين أطراف الأزمة وفتح الحدود مع قطر .

ولقي إعلان القمة الخليجية ، ترحيبا عربيا ودوليا واسعا ، وإشادة بجهود الوساطة الكويتية والأمريكية ، وبمخرجات القمة الخليجية ، واعتبرها إنجازا كبيرا ، يرأب الصدع ويعزز التضامن الخليجي والعربي ، ويعزز العمل بين العرب للدفاع عن قضاياهم .

وقد تلا قمة العلا العديد من المبادرات ، عكست الرغبة الاكيدة في تطبيع العلاقات وطي صفحة الخلافات بين قطر ودول خليجية ومصر ، ميزها تبادل الزيارات بكثافة ، وفتح قنوات الحوار الجاد ، ومباحثات هامة لتعزيز علاقات التعاون .

ومن بين المحطات البارزة في قطر ، خلال 2021 ، أيضا استضافتها للحوار بين الطالبان والحكومة الأفغانية ، إذ لعبت الدوحة دورا أساسيا في مسار الملف الافغاني ، حيث اعتبر المراقبون ، منذ اللحظات الأولى ، أن “قطر تمتلك الأدوات الدبلوماسية الكفيلة بدفع الطرفين للجلوس إلى طاولة الحوار”.

ولم يكن هذا الدور حديث العهد لقطر ، بل بدأ منذ 2013، مع تحول مسار الأحداث الأفغانية ، وإقامة حركة طالبان ، مكتبا سياسيا في الدوحة ، فأخذت الحكومة القطرية على عاتقها بشكل محايد ، التقريب بين الحركة وواشنطن ، وصولا إلى “اتفاق الدوحة ” ، الذي نص على اكتمال انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان في نهاية غشت الماضي ، مقابل تعهدات من طالبان، أبرزها الدخول في مفاوضات سياسية مع حكومة كابل.

فشكل “اتفاق الدوحة ” ، حدثا بارزا على مستوى العالم ، إذ حضر توقيعه العديد من وزراء الخارجية ، وحظي باهتمام إعلامي دولي واسع.

إلا أنه وفي 15 غشت ، انهارت القوات الأفغانية بالكامل، وأحكمت حركة طالبان سيطرتها على العاصمة كابل ، وعلى القصر الرئاسي ، وباقي أراضي أفغانستان ، ولم يعد للحكومة الأفغانية وجود في المشهد السياسي، مما استدعى تحرك الوساطة القطرية ، فأخذت الدوحة على عاتقها مرة أخرى التقريب بين الغرب وطالبان وتبديد المخاوف .

وشددت قطر على موقفها ودعمها الثابت للشعب الأفغاني ، وعلى حقه في العيش بكرامة ، وتحقيق تطلعاته إلى الاستقرار والتنمية والازدهار، بالمقابل أرسلت طالبان وفدا إلى الدوحة ، لطمأنة المجتمع الدولي وكسب الثقة ، وإجراء مفاوضات لتشكيل الحكومة ، إذ كان لقطر حضور سياسي فيها .

من جهة أخرى وإثر سيطرة طالبان على الحكم ، لعبت قطر دورا هاما في إجلاء عشرات الآلاف من الأفغان والأجانب ، من مطار كابول ، من الولايات المتحدة ، وكندا وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى عديدة ، إضافة إلى ممثلي منظمات دولية ، إلى جانب المشاركة في تأهيل المطار ، وتوزيع المساعدات العينية والغذائية والطبية ، واستقبال أعداد كبيرة من اللاجئين على أراضيها، وتوفير رعاية كاملة لهم ، قبل نقل عدد منهم إلى وجهاتهم .

وكانت الدوحة على امتداد السنة التي نودعها ، قبلة لعدد هام من ملوك ورؤساء الدول والحكومات ، ضمن تعزيز علاقاتها مع العديد من الدول من القارات الخمس في مختلف المجالات .

على مستوى آخر ، حققت قطر خلال هذه السنة ، إنجازا هاما تعلق بدخول قانون الشغل المعدل ، حيز التنفيذ ، والقاضي بتحسين ظروف عيش العمالة لدى قطر ، حيث خلف ارتياحا كبيرا وسط العمال ، ولدى عدد من الهيئات الدولية ، خاصة في الشق المتعلق بالحد الأدنى الغير التمييزي للأجور ، الذي استفاد منه أزيد من 400 ألف عامل في مختلف القطاعات ، بمن فيهم المساعدات في البيوت، إضافة إلى توفير المزيد من الاستقرار والحماية القانونية لهم .

وبخصوص المؤتمرات والقمم الدولية ، احتضنت الدوحة ، في مارس ، الدورة الثامنة للمعرض الدولي للزراعة الذي نظمته وزارة البلدية والبيئة القطرية ، بمشاركة 35 دولة عربية وأفريقية ودولية ، من ضمنها المغرب ، والنسخة الأولى لمنتدى قطر الاقتصادي الذي نظم بالتعاون مع مؤسسة بلومبيرغ ، بمشاركة عدد من قادة الدول ، ونخبة من 2000 شخصية من كل مناطق العالم ، بهدف إثراء الحوار حول الاقتصاد العالمي ، ومواجهة مختلف التحديات .

وضمن اختيار الدوحة ” عاصمة الثقافة للدول الاسلامية للعالم 2021 ” ، نظمت قطر تحت شعار “ثقافتنا نور”، 70 فعالية ثقافية على امتداد السنة ، لتعزيز الموروث الثقافي الإسلامي، والتشجيع على الإبداع والابتكار ، وإثراء المشهد الثقافي العالمي ، والتركيز على التنوع الثقافي كقيمة مضافة للدول الإسلامية ، مع التعريف بالتجربة الثقافية لدولة قطر وجهودها لتعزيز الثقافة الإسلامي

المصدر: و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.