وهم حرية التعبير و جوليان أسانج

قبل سنتين

القرار القضائي البريطاني الذي صدر يوم أمس الذي يتيح تسليم جوليان أسانج مؤسس موقع ويكليكس الشهير والذي ينص على عدم وجود ما يمنع من تسليم أسانج للولايات المتحدة الأمريكية بعد أن قدمت الحكومة الأمريكية ضمانات بسلامته الجسدية و النفسية و تقديمه للمحاكمة بتهمة المس بالأمن القومي الأمريكي . يؤكد بأن ما يقوله المجتمع الدولي و ما يرفعه من شعارات بشأن حرية التعبير و الصحافة و النشر و الإعلام هي مجرد شعارات لها حدود حمراء لا يجب تجاوزها عندما تمس المصالح الخاصة للدول و تهدد الأمن القومي للدول الديمقراطية مثلما يقال و تكشف ما هو مستور من وثائق تفضح بشكل أو بأخر ما تقوم به الدول الكبرى من انتهاكات و فظائع لحقوق الإنسان يراد لها أن تبقى طي الكتمان و لا تنشر أما مرأى و مسمع الرأي العام و الجمهور العالمي .

و ما تكشفه من وجه أخر لسياسة الخارجية و ما تحت ستار من دبلوماسية مزدوجة تتعامل بها الدول الغربية مع الدول العالم الثالث .

لقد أصبح جوليان أسانج نموذجا و ضحية لكذب شعارات حرية الرأي و التعبير و كذب ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي يتلاعب بالقيم الديمقراطية و العدل و الحرية و بكل المبادئ و القيم النبيلة  كيفما يحلو له و يتاجر بها خدمة لمصالح اقتصادية و سياسية ليس إلا .

أحمد اليعقوبي