29 مارس 2024

شراكة استراتيجية موجهة نحو الانتعاش الاقتصادي بين المغرب واليابان

شراكة استراتيجية موجهة نحو الانتعاش الاقتصادي بين المغرب واليابان

في الوقت الذي تشرع فيه المملكة في تنزيل الأوراش الكبرى للنموذج التنموي الجديد، ت علق آمال كبيرة على الشراكة الاستراتيجية التي تربط المغرب باليابان في أفق أن تشكل عنصرا أساسيا في الانتعاش الاقتصادي للعديد من مجالات التعاون.

ومن شأن هذه الدينامية التي تسم فترة ما بعد الجائحة، والتي تنفتح على العلاقات الثنائية، أن تتعزز بفضل رغبة اليابان في تحويل نموذج تعاونها مع المغرب من المساعدة على التنمية إلى شراكة رابح-رابح. ويعكس الاهتمام المتزايد للمقاولات اليابانية بالاستثمار في المملكة تعميق الشراكة الاقتصادية الثنائية. وهذا ما يتجلى من خلال ارتفاع عدد هذه الشركات من 35 شركة سنة 2014 إلى أزيد من 70 شركة سنة 2021.

فبالنسبة لليابان، التي يعود تاريخ أول بعثة دبلوماسية لها بالمغرب إلى سنة 1932، قبل افتتاح سفارتها بالرباط سنة 1961، تظل المملكة شريكا موثوقا ومتميزا بالقارة الإفريقية. وهذا ما تعزز بفضل الاستقرار السياسي للمغرب على المستوى الإقليمي، وبالنظر للمرونة التي أبان عنها إبان مكافحته للأزمة الصحية، والتي أجمع المجتمع الدولي على الإشادة بها.

وفي هذا الصدد، أبرز المدير العام للمنظمة اليابانية للتجارة الخارجية (جيترو) بالمغرب، ماساهيد هوندا، الاستجابة الفعالة التي أظهرها المغرب في مواجهة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة كوفيد-19، مؤكدا أن المملكة أبانت عن قدرتها على الصمود من خلال تكييف منظومتها الصناعية مع السياق الحالي، ولا سيما من خلال تحقيق الالتقائية بين الصناعة والإنتاج المحلي. وأكد السيد هوندا، المعين حديثا بالمغرب، في حوار حصري خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن الاستقرار السياسي الذي تتمتع به المملكة، وكفاءة مواردها البشرية، وبنيتها التحتية، وكذا مناطقها للتسريع الصناعي، واتفاقات التبادل الحر المتعددة التي أبرمتها، توفر لها إمكانات هائلة لممارسة أنشطة الأعمال، وهو ما يتجلى في التصور الإيجابي لدى الشركات اليابانية حول مناخ الأعمال بالمغرب.

وقال السيد هوندا إن المغرب يمثل مركزا نحو السوق الإفريقية الذي تعتبره المقاولات اليابانية مهما جدا لتطوير أعمالها، مشيدا بالدينامية التي تحققت في إطار التعاون بين البلدين في العديد من القطاعات الرئيسية مثل الطب والشركات الناشئة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة والفلاحة. كما أشار إلى الإمكانات الهامة التي يزخر بها المغرب في القطاع الفلاحي، الذي تتميز فيه اليابان بكفاءاتها وتقنياتها المتقدمة، موضحا، في هذا الصدد، أن (جيترو) تهدف إلى أن تكون بمثابة جسر بين البلدين لتطوير تكنولوجيا جديدة متكيفة محليا ومن شأنها أن تعود بالنفع أيضا على السوق الإفريقية في إطار التعاون الثلاثي.

وفي ما يتعلق بدعم الجهود التي يبذلها المغرب، أكد السيد هوندا أن (جيترو) تعمل، بتعاون مع نظيراتها المغربية، على تحسين حصة الاستثمارات اليابانية المباشرة في المغرب من أجل الرفع من معدل قابلية التشغيل ونقل التكنولوجيا. كما أوضح المسؤول الياباني، في هذا الصدد، أن التحول الرقمي الذي يشهده العالم فرض وضع حلول ومنصات رقمية موجهة للتقريب بين المقاولات المغربية واليابانية بهدف تيسير التفاعلات وتسريع نمو التبادلات.

وفي هذا السياق، قال السيد هوندا إن من أولوياته، خلال فترة ولايته، حث المقاولات اليابانية على الانضمام إلى التسريع الصناعي الذي يشهده المغرب اليوم من خلال استثمارات في مختلف القطاعات من قبيل السيارات والطيران والصناعات العالية التكنولوجيا التي تشكل جزءا من كفاءات الشركات اليابانية، داعيا هذه الشركات إلى الاستفادة من الامتيازات التنافسية التي يقدمها المغرب. وتعد المنظمة اليابانية للتجارة الخارجية، التي تم تأسيسها بالمغرب في دجنبر 2014، منظمة حكومية تحت إشراف وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية. وتهدف هذه المنظمة إلى تطوير التعاون الاقتصادي والصناعي بين بلد الاعتماد واليابان والنهوض بالاستثمارات الثنائية. كما يحظى التعاون المغربي-الياباني بدعم من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جيكا)، التي تواكب المغرب منذ سنة 1967 في إنجاز بعض مشاريع البنية التحتية، ولا سيما في العالم القروي والصيد البحري والفلاحة والصحة من خلال تقديم منح وقروض ميسرة.

المصدر : وكالة المغرب العربي للأنباء


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.