04 أكتوبر 2025

موريتانيا.. منتدى دولي يدعو إلى توثيق وصون التراث الثقافي الساحلي والمغمور بالمياه

موريتانيا.. منتدى دولي يدعو إلى توثيق وصون التراث الثقافي الساحلي والمغمور بالمياه

دعا المنتدى الدولي للساحل الذي عقد دورته السابعة بموريتانيا خلال الفترة من 26 شتنبر إلى 3 أكتوبر الجاري، إلى توثيق وصون التراث الثقافي الساحلي والمغمور بالمياه عبر عمليات المسح والجرد والحفظ والتثمين العلمي.

وأكد المنتدى الذي نظم بشراكة بين وزارة الثقافة الموريتانية، ممثلة بالمحافظة الوطنية للتراث الثقافي، وجمعية السلام لحماية التراث البحري المغربية، على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي بين دول الساحل الأطلسي من خلال تطوير مشاريع مشتركة في مجالات البحث والتكوين والحماية، داعيا في هذا السياق الى إطلاق برنامج إقليمي منسجم للتراث المغمور بالمياه، يتماشى واتفاقية اليونسكو لسنة 2001 وأهداف عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات (2021–2030).

وحث المنتدى في التوصيات التي كل لت أشغاله، على إبراز الأهمية الاستثنائية للموقع الأثري لجزيرة “أرغين” وحطام سفينة لا ميدوزا بساحل موريتانيا مع الدعوة الى الإسراع بتنفيذ برنامج أثري متكامل والعمل على تثمين المواقع الأثرية والتراثية بجزيرة أرغين، بما فيها البئر العريقة التي ت عد مصدر المياه الوحيد لسكان الجزيرة.

كما شدد المنتدى الذي نظم تحت شعار “المهام الأثرية والتعاون العلمي من أجل حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه والتراث الساحلي في موريتانيا: حالة الساحل في منطقة داخلت نواذيبو”، على ضرورة إشراك الشباب والمجتمعات المحلية في جهود حماية التراث ونقل المعارف والمهارات بين الأجيال وتطوير القدرات المحلية في مجالات البحث، والإدارة، والتكوين الأكاديمي والتقني.

وقد التأم هذا المحفل العلمي الأول من نوعه الذي تستضيفه موريتانيا حول التراث الثقافي المغمور بالمياه، في إطار دينامية القافلة الأطلسية للتراث البحري التي أ علن عنها في لشبونة بتاريخ 9 ماي 2025.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال منسق القافلة ورئيس جمعية حماية التراث البحري بمدينة الداخلة، الشيخ المامي أحمد بازيد، أن تنظيم الدورة السابعة للمنتدى يأتي عقب النجاح الذي حققته النسخة السابقة التي ن ظ مت في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة سنة 2024، مشيرا الى أن القافلة انطلقت في مرحلتها الأولى من المملكة المغربية لتصل إلى موريتانيا، على أن تشمل مرحلتها الثانية السنغال والرأس الأخضر، “في مسار متكامل يعكس الرؤية المشتركة لتعزيز التعاون العلمي وحماية التراث البحري والمغمور بالمياه على مستوى الفضاء الأطلسي -الإفريقي”.

وأبرز السيد أحمد بازيد أن هذه الدورة من المنتدى شهدت مشاركة نخبة من الشخصيات العلمية والبحثية المرموقة، من بينها جون إيف بلو، مكتشف حطام سفينة لا ميدوز سنة 1980 و القبطان أوغوستو سلغادو، مدير المتحف البحري بلشبونة (البرتغال) وخوسي بيتنكور، مدير المركز الوطني للتراث المغمور (البرتغال) إلى جانب فيليب كولترمان (ألمانيا)، قائد المشروع البحثي حول جزيرة أرغين سنة 1998، والخبير الغو اص إيمانويل شارال أوليفيرا (الرأس الأخضر)، والخبير الإقليمي لليونسكو في إفريقيا، موسى ويلي (السنغال).

وأفاد بأن برنامج المنتدى تضمن مهام ا علمية ميدانية خ صصت لتوثيق التراث الثقافي الساحلي والمغمور بالمياه على خمس مراحل، وتنظيم ندوة علمية بمدينة نواذيبو قد مت خلالها القافلة الأطلسية للتراث البحري عروض ا علمية حول التراث الساحلي في موريتانيا، مع تبادل للتجارب والخبرات بين المشاركين.

كما أ جريت، يضيف المتحدث، جولة ميدانية شملت معاينة بعض المواقع الأثرية بمدينة نواذيبو، وصول ا إلى جزيرة “أرغين” التي ت عد من الجزر النادرة في الساحل الغربي لإفريقيا “بما تختزنه من تاريخ عريق وتراث ثقافي متمي ز”، وذلك في إطار مهمة أثرية أشرفت على تنسيقها المحافظة الوطنية للتراث الثقافي بموريتانيا، بالتعاون مع السلطات المعنية والحظيرة الوطنية لحوض أرغين، مشيرا إلى أنه هذه المهمة الأثرية توجت بنتائج مهمة تسهم في الكشف عن هذا التراث الثقافي.

ولفت إلى أنه في إطار المهام العلمية للمنتدى، تم القيام بأبحاث ميدانية بموقع حطام سفينة لا ميدوزا، توجت بعملية تحديد دقيقة لموقع الحطام، “وهو ما يشك ل خطوة متقدمة في مسار صون هذا التراث الثقافي المغمور بالمياه وإدماجه ضمن مشاريع البحث العلمي المستقبلية”.

وأشار منسق القافلة الأطلسية إلى أن هذه الأخيرة شاركت في العاصمة نواكشوط في لقاء تحسيسي لفائدة مكتب اليونسكو للتراث المغمور بالمياه وإدارة الحظيرة الوطنية لحوض أرغين حول نتائج الزيارة ” بهدف رفع مستوى التنسيق وتعزيز التعاون المؤسسي” كما تمت زيارة المتحف الوطني الموريتاني، “الذي تسل م اللقى الأثرية التي ع ثر عليها خلال المهمة الأثرية بجزيرة أرغين”.

وفي ختام فعاليات الدورة السابعة المنتدى الدولي للساحل، حظي الوفد الممثل للقافلة الأطلسية باستقبال من طرف وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة الموريتانية، الحسين ولد مدو، قدم خلاله الوفد للمسؤول الموريتاني عدة وثائق وكتب مرجعية عن جزيرة أرغين المعروفة محليا بجزيرة أكادير، وكذا وثائق مهمة حول سفينة لاميدوزا ومخطط حطام السفينة عند اكتشافها سنة 1980.
و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.