من تربية المواشي إلى الأسمدة، المغرب يسعى إلى فتح آفاق تجارية جديدة مع الأرجنتين

سلط سفير المغرب بالأرجنتين، فارس ياسر، أمس الثلاثاء بقرطبة، الضوء على الفرص التجارية المتعددة بين المملكة والأرجنتين، لا سيما في قطاعات تربية المواشي، والصناعات الزراعية، والمدخلات الفلاحية.
جاء ذلك خلال كلمة للدبلوماسي المغربي على هامش معرض تربية المواشي بقرطبة، وهي منطقة فلاحية غنية في وسط الأرجنتين، حيث التقى بالوزير الإقليمي للصناعات الزراعية الحيوية، سيرخيو بوسو، وعدد من رواد الأعمال.
وأشار السيد ياسر إلى أن “نقص اللحوم في المغرب يفتح سوقا مهمة للغاية. إذ لا يتعلق الأمر باللحوم المجمدة فحسب، بل أيضا بالجينات الحيوانية ونقل التكنولوجيا”، مبرزا قدرة الأرجنتين على إنتاج سلالات حيوانية تتكيف مع المناخات القاسية، وهي ميزة مهمة بالنسبة للمغرب.
كما سلط السفير الضوء على الطلب الكبير للمغرب على الفول السوداني، وهو منتج أساسي في إقليم قرطبة.
وقال، في هذا السياق، “في كل حي بالمغرب، توجد متاجر تحمص الفول السوداني وتبيعه. إنه جزء من الحياة اليومية”، مذكرا بأن الاستهلاك يبلغ ذروته خلال الأعياد الدينية مثل عيد المولد النبوي وعاشوراء.
وفي ما يتعلق بالمدخلات الفلاحية، لفت السيد ياسر إلى أن المغرب يمتلك 70 في المائة من احتياطيات العالم من الفوسفور، وهو مكون أساسي في الأسمدة، والذي تعتمد عليه الأرجنتين بشكل كبير.
وبعدما سجل أنه حاليا يتم استيراد الفوسفور من خلال وسطاء، أكد الدبلوماسي المغربي أنه يمكن شحن هذا الفوسفور بشكل مباشر، من خلال إنشاء منطقة تجارة حرة مرتقبة في الإقليم المجاور لسانتا في”، مضيفا أن “هذه المبادرة ستمكن من تخفيض تكلفة المدخلات الفلاحية الأرجنتينية بنسبة 25 في المائة”.
وإلى جانب أوجه التكامل القطاعي، أكد السفير المغربي على الميزة الإستراتيجية للمملكة كمنصة لوجستية بين أوروبا وإفريقيا.
وأشار، في هذا السياق، إلى ميناء طنجة المتوسط، أحد أهم الموانئ في المنطقة المتوسطية، والذي من شأنه فتح فرص للمقاولات الأرجنتينية في إسبانيا وإيطاليا وأسواق رئيسية أخرى.
كما جدد السيد ياسر التأكيد على رغبة المغرب في تعميق روابطه الاقتصادية مع الأرجنتين، بالاستناد إلى الطبيعة التكاملية لاقتصاديهما والموقع الجيوستراتيجي للمملكة كجسر بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.