الطيران المدني.. تسليط الضوء على إنجازات المغرب أمام الجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي بمونتريال

سلط وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، اليوم السبت بمونتريال، الضوء على التقدم الذي أحرزه المغرب في تطوير وتعزيز الطيران المدني، وجهوده الرامية إلى تقوية دور المملكة كقطب عالمي في قطاع النقل الجوي.
وفي كلمة باسم المغرب خلال الدورة الـ42 للجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي، أبرز السيد قيوح أن المملكة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعطي أولوية كبرى لقطاع الطيران المدني، عبر سياسة ترتكز على تحرير السوق، وتشجيع الاستثمارات، وتعزيز التنافسية.
وذكر بأن هذه السياسة في توقيع أكثر من 100 اتفاقية نقل جوي إلى حد الآن، من أبرزها اتفاقية “الأجواء المفتوحة” مع الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2001، ومع الاتحاد الأوروبي في 2006، مضيفا أن المغرب انضم إلى السوق الإفريقية الموحدة للنقل الجوي، مجددا بذلك تأكيد التزامه بالنهوض بالإندماج الإقليمي وتسهيل الربط بين الدول الإفريقية.
وأشار الوزير، الذي يرأس الوفد المغربي المشارك في أشغال الجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي، إلى أن الاستراتيجية المعتمدة في مجال النقل الجوي مكنت من الارتقاء بمكانة المغرب كوجهة سياحية رائدة، حيث استقطب ما مجموعه 17.4 مليون سائح خلال سنة 2024، مما مكنه من احتلال المرتبة الأولى كوجهة سياحية على مستوى القارة الإفريقية.
وقال إن حركة المسافرين الدولية خلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2025 عرفت نموا كبيرا تجاوز الـ18 مليون مسافر، بفضل شبكة تضم 435 خطا جويا دوليا يربط المملكة بـ159 مطارا في 59 بلدا.
وفي ما يتعلق بتطوير النقل الجوي الداخلي، اعتمدت المملكة مجموعة من المقاربات الهادفة إلى تعزيز الربط بين مختلف جهات المملكة، مما ساهم في بلورة دينامية إيجابية في سوق النقل الجوي الداخلي، والارتقاء بالعرض في مجال النقل الجوي.
وأكد السيد قيوح أن المملكة تضع السلامة الجوية في صلب أولوياتها، مع الحرص على ملاءمة تشريعاتها لمعايير منظمة الطيران المدني الدولي، موضحا أن المغرب حقق نسبة امتثال بلغت 87 بالمائة في برنامج تدقيق مراقبة السلامة لسنة 2024.
وسجل الوزير أنه تم أيضا تعزيز أمن الطيران المدني بفضل تحديث أنظمة الفحص، وتطوير الأمن السيبراني، مذكرا بأن المغرب استضاف منتدى “سماء أكثر أمانا” بمراكش في أبريل الماضي، بحضور رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي وعدد من الخبراء الدوليين البارزين.
كما تطرق السيد قيوح إلى المشاريع الاستراتيجية الهامة الهادفة إلى تعزيز مكانة المغرب على الصعيد العالمي، ويشمل ذلك الخطة الطموحة للسياحة 2023-2026، بالإضافة إلى استضافة الفعاليات العالمية الكبرى، وعلى رأسها كأس العالم لكرة القدم 2030 وكأس الأمم الإفريقية 2025.
وفي هذا السياق، يؤكد الوزير، تواصل المملكة تطوير البنية التحتية للنقل الجوي، مضيفا أن عددا من المطارات المغربية يشهد مشاريع كبرى للتحديث والتوسعة، في إطار برنامج “رؤية مطارات 2030” التي تهدف إلى رفع الطاقة الاستيعابية من 40 إلى 80 مليون مسافر سنويا في أفق 2030.
وأضاف الوزير أن شركة الخطوط الملكية المغربية، باعتبارها فاعلا أساسيا في النقل الجوي، أعدت مخططا تنمويا طموحا يهدف إلى توسيع أسطولها ليصل إلى 200 طائرة بحلول 2037، مع الالتزام الجاد بأعلى معايير السلامة والاستدامة.
وتجسد مشاركة المغرب في الدورة الـ42 للجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي، التي تتواصل إلى غاية 3 أكتوبر، التزام المملكة الثابت بالإسهام في تطوير الطيران المدني المستدام وتحسين سلامته، وكذا إرادتها المساهمة في توطيد التعاون الدولي في هذا المجال الاستراتيجي.
وتنعقد جمعية منظمة الطيران المدني الدولي مرة واحدة على الأقل كل ثلاث سنوات بطلب من مجلس المنظمة، ويشارك في هذا الحدث، الذي يعنى بوضع السياسة العامة للمنظمة برسم السنوات الثلاث المقبلة، ممثلو الدول الأعضاء الـ193 في هذه الوكالة الأممية إلى جانب عدد كبير من المنظمات الدولية.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.