27 سبتمبر 2025

موسم أصيلة: تكريم الراحل محمد بن عيسى، رجل الدولة المحنك وأيقونة الثقافة

Maroc24 | فن وثقافة |  
موسم أصيلة: تكريم الراحل محمد بن عيسى، رجل الدولة المحنك وأيقونة الثقافة

كرمت شخصيات دبلوماسية دولية، مساء أمس الجمعة بمدينة أصيلة، الراحل محمد بن عيسى، رجل الدولة المحنك وأيقونة الثقافة.

ونظم هذا الحفل التكريمي في إطار الدورة الخريفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي السادس والأربعين، المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمبادرة من مؤسسة منتدى أصيلة، وبشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة -، والمجلس الجماعي لأصيلة، وذلك بحضور أصدقاء وزملاء الراحل محمد بن عيسى، من بينهم سياسيون ومفكرون وباحثون وصحفيون من مختلف أنحاء العالم.

وخلال الجلسة الافتتاحية لـ “خيمة الإبداع”، التي خصصت لتكريم ذكرى ومسار الراحل محمد بن عيسى، مؤسس منتدى أصيلة والأمين العام السابق للمؤسسة، والتي نظمت تحت شعار: “محمد بن عيسى … رجل الدولة وأيقونة الثقافة”، قدم المشاركون شهادات مؤثرة، أبرزوا من خلالها التزام الراحل الراسخ بالحوار بين الثقافات، ومساهمته البارزة في إشعاع المغرب على الساحة الدولية.

وفي كلمة مؤثرة بالمناسبة، أكد الرئيس السنغالي السابق، ماكي سال، أن منتدى أصيلة يمثل منصة متميزة للإبداع والحوار المثمر من أجل السلام والأخوة، مشيرا إلى أن هذه القيم السامية كان الراحل محمد بن عيسى يحملها بإيمان والتزام كبيرين.

وقال في رسالة مصورة، “أود أن أحيي الراحل محمد بن عيسى، رجل الدولة والدبلوماسي المحنك وخادم الثقافة المتفاني، الذي بفضل عمله القيم جعل من منتدى أصيلة، ليس فقط نافذة على العبقرية المغربية، بل أيضا همزة وصل بين الشعوب والثقافات والحضارات.”

وأضاف أن الراحل خلف إرثا ثمينا وتحديا كبيرا يتمثل في إحياء هذا الإرث وصونه ونقله إلى الأجيال القادمة، مشيرا إلى أن مدينة أصيلة تجسد رمزا حيا للصداقة المتينة بين الشعبين المغربي والسنغالي، وأن الراحل كان يعمل بكل إخلاص من أجل تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات.

أما نبيل يعقوب الحمر، المستشار الإعلامي لملك البحرين، فاعتبر أن بن عيسى “ترك بصمة لا تمحى” في عوالم الثقافة العربية وستظل جهوده حية في القلوب والعقول، قائلا “إذ نحتفي به فنحن نحتفي برجل عظيم رحل جسديا، إلا أن ارثه الثقافي والمعرفي سيظل خالدا”.

وتحدث عن الدور البارز لمحمد بن عيسى في دعم الثقافة العربية، موضحا أنه حول منتدى أصيلة إلى منارة للمعرفة ومنبرا عربيا وواحة، يجتمع فيها، كل موسم، المثقفون والسياسيون والأدباء والفنانون العرب في منصة واحدة، الأمر الذي ساهم في إثراء التجربة الثقافية العربية وتقديمها للعالم، وبالتالي بناء جسور بين الحضارات، وهو الذي كان يؤمن بالدور الكبير الذي تلعبه الثقافة كوسيلة للتواصل بين الشعوب.

وانطلاقا من رؤيته للثقافة الفريدة التي تذهب إلى أن “الثقافة ليست حكرا على شعب واحد دون غيره، وأن الثقافة هي تجربة إنسانية مشتركة” وكذا قدرته على رؤية الجمال في التنوع الثقافي، كان بن عيسى، يقول السيد يعقوب، مرشدا للأجيال الجديدة وملهما للشباب للانخراط في العمل الثقافي عبر الدعم والاهتمام.

بدوره، وفي كلمة تليت بالنيابة عنه، يرى الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقا، عمرو موسى، أن الراحل محمد بن عيسى، الذي تعمقت معرفته به في المحافل الدولية وبأصيلة، ” كان تجسيدا للمواطن المغربي المرتبط وجدانيا بأمة عربية ذات ثقافة ثرية رغم تشبعه بالثقافة الغربية”.

وأوضح أن مؤسس منتدى أصيلة كان “مزيجا رائعا بين الثقافتين ، العربية والغربية”، وبفضل جهوده ووفائه لبلدته أصيلة تحول منتداها، يخلص السيد عمرو موسى، إلى “مركز ثقافي متقدم” تعرض فيه كل القضايا التي تشغل العالم للنقاش.

أما وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، أنا بالاسيو، فأكدت أن هذا اللقاء يشكل مناسبة لتكريم شخصية استثنائية كالراحل محمد بن عيسى، الذي يمثل الاستمرارية والحداثة، والتقاليد والانفتاح، والحس الإنساني، مبرزة أن الراحل كرس حياته لخدمة المملكة المغربية، مؤمنا بعمق بأن الفن والكلمة هما أداتان أساسيتان للقاء والحوار بين الشعوب.

وقالت: “أحتفظ بذكرى محمد بن عيسى كدبلوماسي محنك، غني الشخصية، يجسد بأناقة وصرامة أسمى التقاليد الدبلوماسية للمملكة. كان يجمع بين المعرفة، اللباقة، وحس البروتوكول، مع شغف حقيقي واهتمام بالآخر.”

وأضافت أن الراحل لم يكن فقط دبلوماسيا بارزا ، بل أيضا رئيس جماعة ملتزم، ومثقف مستنير، ورجل ثقافة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

وأكدت أن مدينة أصيلة لم تكن فقط مسقط رأسه، بل كانت في قلب مشروعه، موضحة أن الموسم، الذي يخلد الإرث الحي الذي خلفه، يجمعنا اليوم لتكريم ذكراه عبر حمل مشروعه نحو المستقبل.

وأضافت أن أصيلة أصبحت مختبرا ثقافيا حقيقيا ومركزا للحوار، وأن الموسم لم يعد مجرد حدث فني، بل منتدى فكريا يعكس القناعة الراسخة بأن السياسة والثقافة مترابطتان حين يتعلق الأمر ببناء جسور بين الشعوب.

من جانبه، أشار وزير الخارجية البرتغالي الأسبق، لويس أمادو، إلى أن هذا الحفل المؤثر يمثل مناسبة رسمية لتكريم ذكرى الراحل محمد بن عيسى، رجل الدولة والثقافة والحكمة، وإحدى الشخصيات البارزة في الحياة السياسية، مشددا على أن الراحل لم يكن مجرد سياسي، بل كان يجمع في مهمته الأبعاد الإنسانية والثقافية والفنية.

وقال “كان بن عيسى يتمتع بقدرة نادرة على التوفيق بين الرؤية الاستراتيجية للدبلوماسية الكبرى والبعد المحلي للفعل السياسي، ذلك الذي يمس الناس بعيدا عن تجريد العلاقات الدولية.”

وأضاف أن هذا الأسلوب في العمل كان دائما مصدر إلهام له. كما أكد أن منتدى أصيلة يمثل منصة فريدة من نوعها، وأن وضوح المواضيع المطروحة في الندوات يسمح بفهم التحولات التي يشهدها، حاليا، النظام الدولي.

أما وزير الخارجية الأسبق لجمهورية الرأس الأخضر، فيكتور بورجيس، فقال إن الراحل سيظل محفورا في الذاكرة بصفته دبلوماسيا كفؤا ومخلصا لوطنه، ومروجا لا يكل للثقافة والفنون، مشيرا إلى دوره المركزي كمؤسس لمؤسسة المنتدى وعمدة رمزي لمدينة أصيلة.

وشدد على أن المنتدى جعل من أصيلة منارة للثقافة، وفضاء للقاء وتبادل الأفكار بين مسؤولين سياسيين، وصناع قرار، وخبراء، وباحثين، ومفكرين، وفنانين من مختلف أنحاء العالم، مضيفا أن الراحل ساهم بشكل فاعل في إثراء المشهد الثقافي لأصيلة والمغرب، وكذلك للمشاركين في الموسم على مر السنوات.

وأكد باقي المتدخلين أن رحيل محمد بن عيسى يشكل خسارة كبيرة للحياة الثقافية والفكرية في العالمين العربي والإفريقي، مبرزين أن الراحل جعل من منتدى أصيلة موعدا دوليا ، يجمع بين المثقفين والخبراء والفنانين، ويروج لقيم التسامح والحوار والسلام.

وسيتميز هذا الموسم، الممتد من 26 شتنبر إلى 12 أكتوبر المقبل، بتنظيم عدد من الندوات والورشات والمعارض، إلى جانب توقيع كتب والعديد من الأنشطة الثقافية والفنية الأخرى.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.