بالأمم المتحدة، السيد بوريطة يدعو إلى جعل الرياضة رافعة استراتيجية من أجل حكامة للهجرة أكثر إنسانية وإدماجا

دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الجمعة بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، إلى جعل الرياضة رافعة استراتيجية من أجل حكامة أكثر إنسانية وإدماجا في مجال الهجرة.
ففي مداخلته خلال حدث رفيع المستوى حول موضوع “الرياضة كأداة للإدماج الاجتماعي وحكامة الهجرة”، نظمه المغرب والمنظمة الدولية للهجرة على هامش الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أبرز السيد بوريطة أن الرياضة تمثل ما هو أبعد من مجرد نشاط ترفيهي.
وقال الوزير “إنها وسيلة للإدماج الفوري، وفضاء للاعتراف، وإطار ملهم لإعادة التفكير بشأن حكامة الهجرة”، مشيرا إلى أنه “في رقعة الملعب، المهاجر ليس غريبا”، بل زميلا في الفريق، ومنافسا، وموهبة وإنسانا”.
ولاحظ أن الرياضة تقدم دروسا ثمينة، إذ أن الاندماج يتم من خلالها طبيعي، وتتعايش في إطارها القواعد الكونية مع السياقات المحلية، ويتحقق فيها التعاون الدولي عبر الاتحادات واللجان العالمية، وتصان فيها القيم الإنسانية بشكل حازم، خاصة في مواجهة العنصرية.
وأوضح أن هذه الأبعاد “توفر نموذجا يخدم تعزيز الإدماج وبناء سردية جديدة وموضوعية وإيجابية حول الهجرة”.
وتطرق الوزير إلى تجربة المغرب، حيث استحضر المثال البارز خلال كأس العالم لكرة القدم 2022 بقطر، حيث أثبتت تشكيلة المنتخب الوطني، التي ضمت عددا كبيرا من اللاعبين من الجالية المغربية بالخارج، أن الاندماج في بلدان الإقامة يمكن أن يعزز الشعور بالفخر والتلاحم في بلدان الأصل.
كما سلط الضوء على الدور الجوهري للأمهات في مسارات إدماج الشباب المهاجرين، مذكرا بالاستقبال التاريخي الذي خص به صاحب الجلالة الملك محمد السادس المنتخب الوطني وأمهات اللاعبين، في شهادة بليغة على الدور المحوري لأمهات الرياضيين.
وبخصوص الآفاق المستقبلية، شدد الوزير على أن المغرب سيجعل من تظاهرتي كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030 فرصتين حقيقيتين لتكريس قيمه المتمثلة في كرم الضيافة والتنوع والتسامح، مع إبراز دور الجاليات المهاجرة.
كما قدم السيد بوريطة ثلاثة مقترحات أساسية، تتمثل في جعل الرياضة أحد ركائز البنية الدولية للهجرة، وإدماج مساهمة الرياضيين المهاجرين في عملية المراجعة الخاصة بالميثاق العالمي من أجل هجرات آمنة ومنظمة ومنتظمة، وإطلاق “مجموعة الأصدقاء المعنية بالرياضة والهجرة”، تضم دولا ومنظمات دولية ومؤسسات رياضية والمجتمع المدني.
وخلص الوزير إلى دعوة المجتمع الدولي إلى تحويل ميادين الرياضة إلى فضاءات للمستقبل، من أجل حكامة للهجرة أكثر إنسانية وإدماجا وتضامنا.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.