نيويورك.. السيد بوريطة يؤكد أن حفظ وبناء السلام لا يمكن أن يتحقق دون مشاركة النساء

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الخميس بنيويورك، أن حفظ وبناء السلام، في وقت تتأجج فيه النزاعات وتتعاظم الأزمات عبر العالم، لا يمكن أن يتم تصوره كما في السابق، ولا يمكن أن يتحقق دون مشاركة النساء.
وخلال اجتماع انعقد حول موضوع “النساء يبنين السلام في زمن الأزمات والنزاعات المسلحة: كيف يمكن للمقاربات النسائية للسياسة الخارجية أن تسهم في تقدم حفظ وبناء السلام (السياسة الخارجية النسوية+)”، قال السيد بوريطة: “في ظل تأجج النزاعات وتفاقم الأزمات، لم يعد بإمكاننا أن نفكر بشأن السلام كما كنا نفعل” في الماضي.
وأبرز السيد بوريطة، خلال هذا الاجتماع المنظم على هامش الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن تصور السلام ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار “نظرة النساء، وواقعهن، وإجاباتهن”.
وأشار إلى أن هذه المقاربة “لا تعد تنازلا، بل تصويبا ضروريا” يحتم مقاربة العالم كما هو، مضيفا أن المقاربة النسائية “تذكر بأن لا قيمة للأمن إلا إذا كان ضامنا لسلامة الأشخاص”.
وبالنسبة للمملكة، فإن هذه المقاربة تتجسد من خلال التزامات عدة، أبرزها تقوية حضور النساء في الوحدات العسكرية وهيئات الأركان وأجهزة اتخاذ القرار، فضلا عن تكوين الوسيطات وتمكينهن.
كما تتجلى من خلال تعزيز سياسة عدم التسامح في مكافحة العنف ضد النساء، وفي تمكين أصوات النساء في مجال الوقاية من التطرف العنيف، ونشر ثقافة السلام.
وأكد السيد بوريطة أن “المقاربة النسائية” في السياسة الخارجية ليست توجها وافدا أو مستوردا، بل تعد “تتويجا طبيعيا لمسار وطني راسخ، يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش”.
وبعدما ذكر، في هذا الصدد، بالإصلاحات التي تم إطلاقها للنهوض بوضعية المرأة، لاسيما تعديل الدستور ومراجعة مدونة الأسرة، أبرز السيد بوريطة أن جلالة الملك دعا، في إطار هذه الدينامية، إلى إصلاح جديد لمدونة الأسرة يهدف إلى ترسيخ المكتسبات وتعزيز فعلية المساواة بشكل أكبر.
وأضاف أن هذه الإصلاحات تنعكس اليوم في مجالات التعليم والمشاركة السياسية والحكامة الاقتصادية.
وفي مجال الدبلوماسية، كشف أن النساء يمثلن 48 في المائة من موظفي الوزارة و49 في المائة من مناصب المسؤولية المركزية، مضيفا أن النساء يشرفن على 21 في المائة من السفارات، من بينها بعض أهم التمثيليات الدبلوماسية الاستراتيجية، فضلا عن 40 في المائة من القنصليات العامة.
وخلص السيد بوريطة إلى أن انضمام المغرب إلى مبادرة (السياسة الخارجية النسوية+) هذه السنة، التي تصادف الذكرى الـ25 للقرار 1325 والذكرى الـ30 لإعلان بكين، يجسد إرادة المملكة في إثراء هذا التكتل بوجهات نظر الجنوب، ويعكس قناعتها بأن المعارك من أجل المساواة كونية وغير قابلة للتجزيء”.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.