16 سبتمبر 2025

“الليلة المكسيكية”… هكذا يعيش المكسيكيون “صرخة استقلال” بلادهم

Maroc24 | دولي |  
“الليلة المكسيكية”… هكذا يعيش المكسيكيون “صرخة استقلال” بلادهم

مساء الخامس عشر شتنبر من كل سنة، يحيي المكسيكيون “الليلة المكسيكية”، التي دأب رؤساء البلاد خلالها على ترديد “صرخة الاستقلال”، على إيقاع حفلات موسيقية ورقصات شعبية تحتفي بكفاح الأجداد قبل أزيد من قرنين من أجل نيل الاستقلال.

“تحيا المكسيك! يحيا الأبطال الذين منحونا الوطن والحرية!”، هي بعض من كلمات “صرخة الاستقلال” التي يرددها رؤساء البلاد في مستهل هذه الليلة، قبل أن يقوموا بهز الجرس نفسه الذي قيل إن القس ميغيل هيدالغو إي كوستيا، وهو شخصية محورية في تاريخ البلاد ويلقب بـ”أبو الاستقلال المكسيكي”، قرعه فجر يوم السادس عشر شتنبر من سنة 1810 إيذانا ببدء الكفاح من أجل تحرير البلاد.

ويأتي رفع العلم الوطني وأداء مراسم الصرخة الشهيرة في مقدمة الطقوس الرسمية، إذ يؤدي رئيس البلاد هذا الطقس في العاصمة، فيما تقلده الجماهير في مختلف المدن والبلدات، تعبيرا عن الوحدة الوطنية والفخر بالهوية المكسيكية.

ليلة أمس كانت كباقي “الليالي المكسيكية”، حيث شهدت العاصمة، إلى جانب مختلف ولايات البلاد، تجمعات حاشدة في الساحات العمومية والمنازل، حيث ردد المواطنون صرخة الاستقلال، على خطى الرئيسة كلاوديا شينباوم، التي ترأست المراسم الرسمية من شرفة القصر الوطني للمرة الأولى، كأول سيدة تتولى رئاسة المكسيك.

واستحضرت شينباوم، في “صرختها”، أسماء أبرز وجوه الكفاح الوطني، الذي انطلق مع صرخة هيدالغو قبل 215 سنة، من أجل “مكسيك تتمتع بالاستقلال والحرية والسيادة”.

تتميز هذه الليلة بأجواء احتفالية مفعمة بالألوان والموسيقى والأطعمة التقليدية، حيث يتوافد السكان إلى الساحات العمومية والمنازل للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية، فيما تتشح الشوارع والشرفات بألوان العلم الوطني، الأخضر والأبيض والأحمر، “إل تريكولور” أو الألوان الثلاثة التي ترمز للاستقلال والوحدة والكفاح.

وتملأ الموسيقى الشعبية المكسيكية وأغان وطنية الأجواء، لتجعل من الاحتفالات لحظة فرح جماعي، تؤدي فيه فرق الفولكلور المحلي رقصات تقليدية بأزياء تنبض بالثقافة المكسيكية العريقة.

ولا تكتمل الاحتفالات دون مشاركة الأطعمة التقليدية، مثل التاكو، والتاماليس، والإيلوتيس، التي تجمع العائلات والأصدقاء في أجواء تغمرها روح الانتماء وبحس المشاركة الاجتماعية.

تتواصل الاحتفالات حتى ساعات متأخرة من صباح اليوم الموالي (16 شتنبر، تاريخ بداية حرب الاستقلال، الذي جعلت منه المكسيك عيدا وطنيا) مع استمرار الغناء والرقص وتناول الطعام، لتصبح هذه الليلة رمزا للفرح الوطني والهوية المكسيكية المتجذرة في تاريخ البلاد.

وفي غمرة هذه الاحتفالات، شكلت ولاية سينالوا، شمال غرب المكسيك، نغمة نشاز للسنة الثانية على التوالي. حيث قرر حاكمها، روبين روشا مويا، إلغاء الاحتفالات الشعبية واقتصارها على حفل رسمي، بسبب تصاعد أعمال العنف التي تشهدها الولاية منذ أشهر، والتي أسفرت، حسب أرقام رسمية، عن نحو 1.830 جريمة قتل و2.390 حالة اختفاء قسري.

وأوضح روشا مويا، في رسالة مصورة بثها على شبكات التواصل الاجتماعي، أن القرار يهدف إلى ضمان “سلامة وأمن” سكان سينالوا، بعد اندلاع موجة عنف واسعة، منذ شتنبر 2024، في كولياكان، عاصمة الولاية، نتيجة صراع داخلي بين فصائل كارتيل “سينالوا”، وهي واحدة من ست مجموعات مكسيكية تنشط في تهريب المخدرات والجريمة المنظمة صنفتها الولايات المتحدة كمنظمات إرهابية.

ورغم أن “سينالوا” شكلت نغمة نشاز في صخب الاحتفالات، تظل “الليلة المكسيكية”، التي تجمع بين الطقوس الرسمية والأنشطة الشعبية، أكثر من مجرد احتفال، بل مناسبة لإحياء ذكرى الأجداد الذين ساهموا في نيل استقلال المكسيك، ولحظة رمزية للاحتفاء بالانتماء إلى أرض الأزتك والمارياتشي والصرخات.
و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.