الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني.. خبراء يدعون إلى التوفيق بين الابتكار وحماية الحياة الخاصة والأمن

دعا خبراء مشاركون في ورشة انعقدت، اليوم الاثنين بالرباط، في إطار الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني، إلى التوفيق بين حماية الحياة الخاصة، والأمن، والابتكار، من أجل إرساء مستقبل رقمي يعمل على حماية المواطنين، وتعزيز الاقتصاد، والتشجيع على الابتكار.
وأبرز المشاركون في هذه الورشة، التي تمحورت حول موضوع “سيادة البيانات والأمن السيبراني – توازن بين الحياة الخاصة، والأمن والابتكار”، أن السيادة الرقمية لاتعني الانعزال، وإنما القدرة على الابتكار بكل ثقة، من خلال ضمان التوازن بين حماية الحياة الخاصة، والأمن، والابتكار.
وفي هذا الصدد، سلطوا الضوء على أهمية تحفيز نمو المقاولات من خلال التحول الرقمي، وتحسين تجربة الزبناء، والمرونة والنجاعة التشغيلية، وتعزيز الابتكار والحفاظ على ميزة تنافسية في السوق، مع الدعوة إلى دعم اتخاذ القرارات القائمة على البيانات في بيئة اقتصادية تتطور باستمرار.
كما أبرز المتدخلون أن البيانات تشكل الرأسمال الحقيقي للمقاولات، غير أنها في الوقت نفسه تمثل هدفا مفضلا للمجرمين السيبرانيين، مما يستدعي إرساء أنظمة قوية لحماية البيانات، تدمج في آن واحد تقنيات التشفير المتقدمة، وبروتوكولات الأمن.
وأضافوا أن الذكاء الاصطناعي أضحى يشكل رافعة استراتيجية لتعزيز الصمود السيبراني، مشيرين إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على رصد اختلالات في الزمن الحقيقي وتحليل كميات هائلة من البيانات، مما يتيح استجابة استباقية أمام التهديدات.
وشددوا بالمقابل، على أن الذكاء الاصطناعي ينطوي أيضا على مخاطر، حيث يمكن للمجرمين السيبرانيين استغلاله لجعل الهجمات تنطلق بشكل آلي، مثل “التصيد الاحتيالي الذكي” أو “التزييف العميق (deepfakes)”، مما يجعل الأمن السيبراني أكثر تعقيدا.
واعتبروا أنه من الضروري إدماج بعد أخلاقي للذكاء الاصطناعي في استراتيجيات الدفاع السيبراني، لا سيما من خلال الحد من استخدام بعض التقنيات التي يمكن أن تضعف أمن الأنظمة.
كما أكد الخبراء أن الصمود السيبراني لا يقتصر على حماية البنيات التحتية المعلوماتية، بل يشمل أيضا الاستخدام المسؤول للبيانات، والإدماج الآمن للذكاء الاصطناعي، واحترام الاستراتيجيات التنظيمية، مضيفين أن الهيئات التي يمكنها الجمع بين هذه الأبعاد الثلاثة ستكون مستعدة بشكل أفضل لمقاومة التهديدات الراهنة والمستقبلية، مع تطوير قدرة تنافسية معززة، في بيئة رقمية معقدة بشكل متزايد.
ويشكل الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني، الذي ينظم تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، من طرف المديرية العامة لأمن نظم المعلومات، التابعة لإدارة الدفاع الوطني تحت شعار “مستقبل الأمن السيبراني: السيادة الرقمية في خدمة تنمية اقتصادية مستدامة”، فضاء للنقاش وتبادل الرؤى حول القضايا الراهنة في مجال الأمن السيبراني، مثل حماية البنيات التحتية ذات الأهمية الحيوية، وأمن الخدمات السحابية، ودور التكنولوجيات الناشئة في تعزيز أمن وصمود الفضاء الرقمي، وذلك بمشاركة نخبة من صناع القرار والخبراء والمهنيين الذين يمثلون القطاعين العام والخاص في كل من المغرب، والعالم العربي وإفريقيا.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.