09 سبتمبر 2025

انتفاضة ماء واد بوفكران انعطافة مفصلية وفارقة في تاريخ المغرب المعاصر (مصطفى الكثيري)

Maroc24 | مجتمع |  
انتفاضة ماء واد بوفكران انعطافة مفصلية وفارقة في تاريخ المغرب المعاصر (مصطفى الكثيري)

أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن انتفاضة ماء واد بوفكران التي اندلعت في فاتح وثاني شتنبر 1937، تشكل منارة مشجعة وانعطافة مفصلية وفارقة في تاريخ المغرب المعاصر.

وأضاف السيد الكثيري في كلمة خلال لقاء ن ظم الإثنين بمكناس تخليدا للذكرى ال88 لانتفاضة ماء واد بوفكران، ان هذا الحدث التاريخي جسد محطة نضالية وازنة في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وشكل تحولا عميقا في مسار المقاومة المغربية من حيث نقل المواجهة من البوادي والمداشر إلى المدن والحواضر.

وتابع أن هذه الانتفاضة المباركة شكلت محطة م عززة لما سبقها ومؤسسة لما سيأتي بعدها من أحدث وطنية في مسيرات كفاح العرش والشعب من أجل الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية.

وأبرز المندوب السامي أنه في مستهل شهر شتنبر 1937 قام سكان مدينة مكناس ونواحيها بالإعلان عن ثورة عارمة وانتفاضة حاشدة احتجاجا على إقدام السلطات الاستعمارية الفرنسية المتمثلة في إدارة الأشغال العمومية على إصدار القرار الوزيري الجائز بتاريخ 12 نونبر 1936 والقاضي بتحويل مجاري مياه واد بوفكران عن مرافق مدينة مكناس ونواحيها لسقي ضيعات المعمرين وحرمان السكان من سقي أراضيهم، مع ما رافق ذلك من إجراءات مجحفة من نزع الملكية وفرض الضرائب على الفلاحين والحرفيين.

وقد كان لهذا القرار الظالم، يضيف السيد الكثيري، انعكاسات سلبية على السكان الذين ساءت أحوالهم المعيشية وأ لحقت بهم أضرار اقتصادية واجتماعية وخيمة خلفت غضب واستياء وتذمر كافة شرائح سكان الحاضرة الإسماعيلية وأحوازها الذين كانوا الأكثر تضررا من هذا الإجراء، فتعبؤوا للاحتجاج على هذا الإجراء التعسفي.

واعتبر المندوب السامي أن انتفاضة ماء واد بوفكران شكلت، ورغم نتائجها الأليمة المتمثلة في سقوط العديد من الشهداء، حدثا تاريخيا تجاوزت أصداؤه أسوار مدينة مكناس وضاحيتها، وانتشر خبره في جل المدن المغربية، بل وتصدرت أعمدة الصحف الدولية في العواصم العالمية الكبرى آنذاك مثل باريس ولندن وبرلين وواشنطن وموسكو.

وأشار إلى أن أشكال الاستنكار تعددت في العديد من الدول العربية التي شجبت هذه الممارسات الإجرامية من خلال برقيات التضامن، مبرزا أنه داخل المغرب، كان موقف الشجب والإدانة يتصدر صفحات صحف الأحزاب السياسية الوطنية، وخرجت عدة مظاهرات بأهم المدن المغربية كالدار البيضاء وفاس ومراكش وغيرها تضامنا مع ساكنة مكناس.

وفي سياق متصل، أبرز السيد الكثيري أن معركة ماء واد بوفكران شكلت حقلا خصبا للدراسات والأبحاث العلمية، انكب على توثيق أحداثها وتفاصيلها ثلة من المؤرخين المعاصرين، إضافة إلى نشر أطاريح جامعية ودراسات تم إنجازها حول هذا الحدث التاريخي نظرا لأهميته المحورية، حيث يعتبر من المفاتيح الأساسية لفهم تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال.

من جهته، أفاد رئيس المجلس العلمي المحلي لمكناس حمو أورامو بأن ذكرى انتفاضة ماء واد بوفكران تعد من الذكريات العطرة والملاحم البطولية في تاريخ المغرب، مؤكدا على أهمية أخذ الدروس والعبر منها ونقل عظاتها للأجيال القادمة.

ومن جانبه، اعتبر رئيس جماعة مكناس، عباس المغاري، أن معركة ماء واد بوفكران تعتبر من أبرز الملاحم البطولية في تاريخ المغرب المعاصر، وتعد تجسيدا بارزا لمواقف المكناسيين البطولية في مواجهة المستعمر الغاشم.

وأضاف أن الاحتفاء بهذه الذكرى يأتي انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى الاهتمام بالموروث التاريخي والاحتفاء بالأمجاد والذكريات الوطنية الخالدة.

بدوره، أكد الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، سعيد عبيدي، على الأهمية البالغة التي يكتسيها هذا الحدث التاريخي، والصدى الواسع الذي خلفه داخل وخارج أرض الوطن، حيث حظي بمتابعة كبيرة وتضامن واسع النطاق، وتغطية كبيرة في وسائل الإعلام الوطنية والدولية.

وشمل برنامج تخليد هذه الذكرى تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء وجيش التحرير برورا وعرفانا بما أسدوه من خدمات وتضحيات.

كما تم توزيع إعانات مالية وإسعافات اجتماعية على عدد من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.