دشنت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية يوم 8 شتنبر 2025 فرعاً جديداً بالولايات المتحدة الأمريكية، في خطوة لمواصلة ربط الكفاءات ومنظمات البحث العلمي الإفريقية بالشبكات الأكاديمية، شبكات ريادة الأعمال والشبكات الصناعية على المستوى العالمي. ويعكس هذا التوسيع نهجاً يهدف إلى وضع طموحات التنمية المستدامة في إفريقيا ضمن الشبكات العالمية للمعرفة وتمويل المال والتكنولوجيا.
شهد هذا الحدث الذي أقيم في نيويورك حضور السيد يوسف العمراني، سفير المملكة المغربية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، والسيد عمر هلال، سفير المملكة المغربية والممثل الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة بنيويورك. سيعزز هذا الفرع الجديد، الذي يتخذ من مكان في نيويورك وكليمبسي، قدرة الجامعة على ربط الباحثين والطلبة ورواد الأعمال من إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية، من خلال إنشاء منصات تعاون، وتعميق الشراكات القائمة، وتطوير شراكات جديدة مع الجامعات ومراكز البحث الأمريكية. كذلك، يتيح الفرع الجديد لمنطقة الابتكار الإفريقية بحثية مشتركة وبرامج التبادل الأكاديمي، كما سيسمح للشركات الناشئة ورواد الأعمال الإفريقية بالوصول إلى رأس المال الاستثماري وشبكات الابتكار الرائدة والصناعية في أمريكا الشمالية، مع إحداث روابط لتسريع الابتكارات الأمريكية وتوسيع نطاقها في السياق الإفريقي.
منذ تأسيسها سنة 2017، واصلت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية مهمتها المتمثلة في تعزيز التعليم والبحث العلمي والابتكار المتمركز حول إفريقيا. وقد دعمت الجامعة في مجالات رئيسية تشمل الفلاحة المستدامة، الطاقة، المناخ، والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، إلى جانب ريادة الأعمال والابتكار الصناعي. يبلغ عدد طلبتها حالياً ما يزيد عن 7000 طالب، واحتضنت أكثر من 50 شركة ناشئة إفريقية ودولية عبر مراحلها المختلفة، كما وفرت الجامعة منذ إنشائها ما يزيد عن 500 منحة دراسية. أما منظومة الابتكار في مجال ريادة الأعمال، فقد دعمت أكثر من 1000 مؤسس وصاحبة فكرة، وساهمت في تحويل الأبحاث إلى شركات ناشئة قيد النمو. كما أطلقت الجامعة أكثر من 200 اتفاقية مع جامعات ومراكز بحث مرموقة في إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية. ومن شأن ذلك بناء اتفاقات للتعاون البحثي المشترك، وبرامج التبادل الأكاديمي، وتعاون في مجال الابتكار. ويقوم الفرع الأمريكي الجديد على هذه الأسس ليعزز نموذج الجامعة في الربط الأكاديمي والصناعي الرامي إلى إحداث التغيير في أمريكا الشمالية.
وقال مهدي الخطيب، المدير العام للفرع الأمريكي لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات: “تأسست الجامعة على قناعة بأن مستقبل إفريقيا سيبنى بالكفاءات والعلم والابتكار المتجذرة في واقعها المحلي والمنفتحة على العالم. إن افتتاح فرعنا بالولايات المتحدة يعكس التزامنا بناء جسور التعاون، بما يضمن استفادة الباحثين والطلبة ورواد الأعمال الإفريقية من الاقتصاد العالمي القائم على المعرفة، في الوقت نفسه مستثمرين القيمة المضافة للابتكارات الفعالة محلياً.”
وسيستجيب الفرع الأمريكي الجديد لاحتياجات أساسية لمنظومة الابتكار الإفريقية؛ أولاً يضع الباحثين وريادة الأعمال الإفريقية في قلب مشاريع مع شركاء عالميين، مما يمكن الفاعلين الإفريقية من المشاركة في تحديد التحديات وإيجاد الحلول. ثانياً يفتح موارد التمويل الإفريقية في أمريكا الشمالية من خلال تعبئة رؤوس المال الفكري والريادي في مجال الأعمال للمساهمة في مواجهة التحديات التي تعيق التنمية في إفريقيا. ثالثاً سيسفر ذلك لدرجة التسريع التكنولوجية العالمية التي تتماشى مع ملاءمة السياقات الإفريقية.
وسيعزز افتتاح هذا الفرع الجديد موقع الجامعة كجسر بين البحث العلمي والابتكار من أجل إفريقيا وبإفريقيا، مع إدماج هذا العمل ضمن النقاشات العالمية حول التنمية المستدامة. ومن خلال فروعها المنتشرة في كندا وفرنسا والولايات المتحدة، توسع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية خارطة شراكاتها الدولية، بما في ذلك ترسيخ وجود المغرب كبوابة نحو إفريقيا في مجالات البحث العلمي والابتكار والاستثمار.
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.