عقدت قمة قادة الاتحاد البريدي العالمي، اليوم الاثنين بدبي، في إطار اليوم الأول من أشغال المؤتمر الـ 28 للاتحاد، بحضور وزراء وصناع القرار ومسؤولي الهيئات التنظيمية والمديرين العامين لمشغلي البريد وفاعلين في القطاع البريدي الموسع، من بينهم مسؤولون من مجموعة (بريد المغرب).
وتشكل هذه القمة حدثا رئيسيا يمهد الطريق لإعداد حزمة من الاستراتيجيات والسياسات التي ستشكل مستقبل الشبكة البريدية العالمية، فضلا عن كونها منصة حوار لمناقشة التحولات الكبرى في قطاع البريد العالمي، خاصة ما يتعلق بالرقمنة والذكاء الاصطناعي والشمول المالي والشراكات بين القطاعين العام والخاص والتنمية المستدامة وتوسيع الولوج إلى الخدمات.
ويهدف هذا اللقاء إلى صياغة مستقبل القطاع البريدي، من خلال تحديد أولويات القيادة لهذا القطاع الحيوي، واستعراض استراتيجيات ورؤى للتعاون بين القطاعين العام والخاص لبناء بريد المستقبل (Post 2.0)، وإبراز دور الخدمات البريدية في تعزيز التجارة والاتصال والنمو الشامل، لاسيما في العصر الرقمي.
وفي كلمة بمناسبة افتتاح أشغال القمة، قال المدير العام للاتحاد البريدي العالمي، ماساهيكو ميتوكي، إن هذا اللقاء يستهدف بحث ومناقشة السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه بقوة في العصر الحالي، والمتمثل في ماهية منظومة البريد التي ينشدها الجميع لفائدة الأجيال المقبلة.
ولذلك، يضيف ميتوكي، يتعين على أعضاء المؤتمر أن يجعلوا من هذه القمة خطوة نحو الأمام من خلال بسط مجموعة من الأفكار والمقترحات والعمل على صياغتها في شكل توصيات وإجراءات ملموسة، لاسيما وأن قطاع البريد العالمي أضحى يواجه ضغوطا متزايدة بفعل زخم الابتكارات التكنولوجية والعولمة الرقمية التي تلامس جميع مناحي الحياة.
من جانبه، أكد رئيس المؤتمر الثامن والعشرين للاتحاد، طارق الواحدي، أن هذه القمة تشكل آلية لاستعراض مجموعة من الخبرات والتجارب والأفكار التي بإمكانها الاستجابة لكافة المتطلبات والإكراهات التي تعترض تطور قطاع البريد العالمي.
وأضاف أن هذا الملتقى رفيع المستوى من شأنه تذليل الصعاب وإيجاد الوسائل والحلول الكفيلة بمواجهة العقبات الثلاث التي تعترض مسار قطاع البريد العالمي، وهي العقبات “الرقمية” و”التشغيلية” و”البيئية”، داعيا إلى اعتماد هيكلة قائمة على الثقة والتعاون والحفاظ على الخصوصية.
بعد ذلك، انكب المشاركون في هذه القمة الدولية على تبادل الآراء ومناقشة وبحث مختلف السبل التي يتعين على قطاع البريد العالمي أن يتبعها لرسم معالم مستقبله في ظل التطورات الراهنة التي تتسم بتزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة.
وناقشوا، في هذا الصدد، كيفية تحويل الأفكار والمقترحات إلى إجراءات ملموسة للحفاظ على قطاع البريد العالمي، بجميع أشكاله التقليدية منها والحديثة، بالنظر إلى الدور الذي تضطلع به الخدمات البريدية في دعم أهداف التنمية المستدامة، وبالتالي المساهمة في النسيج الاقتصادي لجميع بلدان العالم.
وتتواصل أشغال المؤتمر الثامن والعشرين للاتحاد البريدي العالمي، الذي تستضيفه دبي خلال الفترة الممتدة من 08 إلى 19 شتنبر الجاري، بحضور وفود من 192 دولة، ومشاركة أكثر من 2000 مؤتمر من مختلف بلدان العالم.
ويروم هذا المؤتمر، الذي ينعقد تحت شعار “قيادة التغيير لصناعة المستقبل”، صياغة مستقبل الشبكة البريدية الدولية ووضع السياسات واعتماد استراتيجية الاتحاد البريدي العالمي، بما يضمن تعزيز مرونة القطاع وتوفير بيئة حاضنة للابتكار وتوجيه القرارات المشتركة استعدادا للتحديات والفرص الجديدة.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.