05 سبتمبر 2025

طنجة : إطلاق الاستراتيجية الوطنية للمحافظة على الطيور الجارحة

Maroc24 | جهات |  
طنجة : إطلاق الاستراتيجية الوطنية للمحافظة على الطيور الجارحة

أطلق كل من الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة والوكالة الوطنية للمياه والغابات، في مدينة طنجة، الاستراتيجية الوطنية للمحافظة على الطيور الجارحة 2024–2034، الأولى من نوعها في المنطقة.

وتستهدف هذه الاستراتيجية، التي أطلقت في إطار معرض الطيور بجبل موسى، الذي يعد ملتقى لا غنى عنه لخبراء علم الطيور في شمال المغرب، والمنظم ما بين 5 و7 شتنبر، اثنتي عشرة نوعا من الطيور الجارحة، المهاجرة والمقيمة، من بينها: النسر الملتحي، العقاب المصري، نسر بونلي، النسر الملكي، إضافة إلى العقاب الأسمر الذي عاد مؤخرا للتعشيش في المغرب بعد غياب دام أربعين سنة، وذلك حسب بلاغ للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، الذي أكد أن هذه الاستراتيجية تمثل منعطفا هاما في مسار حماية هذه الكائنات الرمزية.

وتروم هذه الاستراتيجية، التي هي ثمرة عمل تشاركي بين مختلف القطاعات المعنية، والمؤسسات العلمية، والمنظمات غير الحكومية، والفاعلين المحليين، إلى إيقاف تدهور أعداد الأنواع المستهدفة.

وأوضح المصدر أن الاستراتيجية تسعى من خلال تنفيذ خطة عملها، إلى الحد من المخاطر المؤدية إلى وفاة الطيور الجارحة بسبب البنى التحتية الطاقية، وتعزيز حماية موائلها الطبيعية، وتحسين توفر الغذاء، وكذا تكثيف الجهود البحثية وبرامج الرصد، مضيفا أن شبكة من مراكز علاج الطيور الجارحة ستساهم في تأهيل الطيور الضعيفة وإعادة إدماجها في الطبيعة.

وتطمح الاستراتيجية، و بعيدا عن الأهداف الرقمية المسجلة لها، وبشكل كبير أن تكون وضعية الطيور المعششة في المغرب بحلول عام 2034، قد تحسن بشكل ملحوظ، ويكون المغرب قد تحول إلى ممر ملائم لهجرتها بين أوروبا وإفريقيا، في تناغم بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية والحفاظ على الطبيعة.

ونقل البلاغ عن رئيس قسم المنتزهات والمحميات الطبيعية بالوكالة الوطنية للمياه والغابات، زهير أمهاوش، قوله إن “المغرب يؤكد، مرة أخرى، دوره الريادي في حماية الأنواع المهددة، وفي المحافظة على الطيور الجارحة، التي ليست فقط حارسة للتوازن البيئي، بل أيضا تراثا حيا مشتركا بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط”.

وتندرج هذه المبادرة ضمن خطوة أوسع يقودها مركز التعاون من أجل المتوسط و والاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في البحر المتوسط التابع للاتحاد، الذي يدعم العديد من دول المنطقة لتطوير وتنفيذ استراتيجيات وخطط عمل لحماية التنوع البيولوجي.

من جهته قال مدير الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في البحر الأبيض المتوسط، ماهر محجوب،”إن هذه المبادرة تعكس رغبتنا في دعم البلدان المتوسطية في جهودها لوقف تدهور التنوع البيولوجي، وتحقيق الأهداف العالمية لإطار كونمينغ-مونتريال”.

كما يكتسي تنظيم أول معرض للطيور من نوعه، الذي أطلقت الاستراتيجية في إطاره، بعدا رمزيا خاصا، كونه يتزامن مع حدث عالمي يتمثل في اليوم العالمي للطيور الجارحة 2025، الحدث العالمي الذي يهدف إلى التوعية بأهمية هذه الطيور الكبيرة في الحفاظ على سلامة النظم البيئية.

وهكذا يصبح المغرب أول بلد في المنطقة يتبنى إطارا استراتيجيا عشريا مخصصا للطيور الجارحة، في خطوة حاسمة تعزز حماية ثروته الحيوانية وتدعم التعاون الإقليمي في هذا المجال.

وقد شارك في إعداد هذه الاستراتيجية، التي أطلقت بمبادرة من الوكالة الوطنية للمياه والغابات، وبالتنسيق مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة بالبحر الأبيض المتوسط ومجموعة خبراء تخطيط الحماية التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، عدد كبير من الخبراء والمعاهد، بدعم من مؤسسة MAVA والوكالة الفرنسية للتنمية عبر الوكالة الفرنسية للتعاون الإنمائي الدولي.

تجدر الإشارة إلى أن المغرب، الذي يقع على المسار الرئيسي لهجرة الطيور بين أوروبا وإفريقيا، يلعب دورا حيويا في عبور أكثر من 300 ألف طائر جارح سنويا، إلا أن هذه الأنواع تواجه تهديدات متعددة، من بينها: الصعق الكهربائي على خطوط الكهرباء، والاصطدام مع طواحين الطاقة الريحية، وتدهور الموائل الطبيعية، وخطر التسمم، والصيد الجائر.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.