الدار البيضاء – سطات.. دخول مدرسي تحت شعار الالتزام من أجل مدرسة ذات جودة

يلتحق ما مجموعه 1.624.386 تلميذة وتلميذا بمقاعد الدراسة على مستوى جهة الدار البيضاء-سطات، بمناسبة الدخول المدرسي 2025-2026.

ويتميز هذا الدخول المدرسي تحت شعار الالتزام من أجل مدرسة ذات جودة للجميع، بتعبئة قوية لمختلف الفاعلين التربويين وبدينامية جماعية من أجل تعليم شامل، عادل وفعال.

ويندرج هذا الدخول في إطار تنزيل خارطة الطريق 2022-2026، لوزارة التربية الوطنية، الرامية إلى تحسين جودة التعلمات، وتعزيز تكافؤ الفرص وتعزيز الإدارة التربوية داخل المؤسسات التعليمية.

وبهذه المناسبة، أبرز مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء – سطات، محمد ديب، الطابع الاستراتيجي لهذا الدخول المدرسي، بالنظر إلى التقدم النوعي المحرز على عدة مستويات، مشيرا إلى أن عدد التلميذات والتلاميذ المسجلين في المؤسسات التعليمية على مستوى الجهة يبلغ ما مجموعه 1.624.386، منهم 474.338 في الوسط القروي.

ويصل عدد التلاميذ بالتعليم العمومي إلى 1.211.083 تلميذا، موزعين على 1901 مؤسسة تعليمية، فيما يبلغ عدد المسجلين بالسنة الأولى من التعليم الابتدائي العمومي حوالي 90.840 تلميذا.

وتعزى هذه الدينامية، وفق مدير الأكاديمية، إلى الجهود المبذولة على مستوى تأهيل وتوسيع العرض التربوي، مسجلا أن الدخول الحالي تميز بافتتاح 44 مؤسسة تعليمية جديدة، مما يساهم في تعزيز الطاقة الاستيعابية للمنظومة التربوية بالجهة ويضمن ظروفا تربوية ملائمة.

وتشمل هذه المؤسسات الجديدة، 20 مدرسة ابتدائية، و14 ثانوية إعدادية، و10 ثانويات تأهيلية، ليرتفع بذلك عدد المؤسسات التعليمية بالجهة إلى 1.208 مدرسة ابتدائية (منها 19 مدرسة جماعاتية)، و415 ثانوية إعدادية، و278 ثانوية تأهيلية.

وعلى مستوى الموارد البشرية، أشار السيد ديب، إلى أنه تم هذه السنة تعبئة 48.114 أستاذة وأستاذا، منهم 2078 خريجا جديدا، ويبلغ عدد المفتشين 363 منهم 30 مفتشا جديدا. في حين بلغ عدد المختصين التربويين 918 منهم 217 من المعينين الجدد.

أما بيداغوجيا، فيتواصل تنفيذ عدة أوراش تربوية استراتيجية، أبرزها تعميم التعليم الأولي العمومي وتجويده. وخلال هذه السنة الدراسية الجديدة، سيستفيد ما مجموعه 207.604 طفلا وطفلة من التعليم الأولي، يشرف على تأطيرهم أزيد من 10.940 مربيا ومربية، بنسبة تغطية تصل إلى 80 في المائة.

وي عد توسيع شبكة مؤسسات الريادة بالجهة، أحد أهم محاور هذا الدخول المدرسي، حيث يبلغ عدد هذه المؤسسات في السلك الابتدائي 665 مدرسة بعد إضافة 288 مؤسسة جديدة، و121 مؤسسة بالسلك الثانوي الإعدادي بعد إضافة 88 إعدادية جديدة.

وفي ما يتعلق بتعليم اللغات، تواصل الأكاديمية تعميم تدريس الأمازيغية، التي أصبحت ت در س في 60 في المائة من المدارس الابتدائية بالجهة، فيما يشمل تدريس اللغة الإنجليزية 98 في المائة من الإعداديات، ويغطي مستويات السلك الإعدادي الثلاثة.

ويتسم الدخول التربوي كذلك بمواصلة تفعيل مشروع المؤسسة المندمج الذي يروم تحسين جودة التعلمات، إذ من المتوقع أن تصل نسبة التعميم إلى 100 في المائة. من جهة أخرى، تعمل الأكاديمية على مضاعفة الجهود لتعزيز تكافؤ الفرص ومحاربة الهدر المدرسي.

وفي هذا الإطار، تم إحداث داخليتين جديدتين بطاقة استيعابية تبلغ 240 سريرا، ليصل مجموع الداخليات بالجهة إلى 83، يستفيد منها 24.000 تلميذة وتلميذا. وبالموازاة مع ذلك، تم تعزيز أسطول النقل المدرسي بما مجموعه 100 حافلة جديدة، ليصل مجموع حافلات النقل المدرسي إلى 1.400 حافلة على صعيد الجهة.

وفضلا عن ذلك، تواصل الأكاديمية تطوير شبكة المؤسسات الدامجة لفائدة المتعلمين ذوي الاحتياجات الخاصة، ليصل عددها إلى 1283 مؤسسة. كما تعرف شبكة مراكز الفرصة الثانية الجيل الجديد تطورا مهما، حيث يوجد حاليا 31 مركزا، منها 26 مركزا محتضنا بالمؤسسات التعليمية، يستفيد منها ما مجموعه 1852 تلميذا، منهم 1595 يستفيدون من منحة، مع العلم أن الطاقة الاستيعابية الإجمالية لهذه المراكز تبلغ 3312 مقعدا.

وفي هذا الإطار، وضعت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء – سطات، خطة عمل متعددة الأبعاد، بمشاركة مختلف الفاعلين، من خلال مبادرات منسقة تهم التحسيس والتتبع والتوجيه.

وبهذه المناسبة، عبر السيد ديب عن امتنانه لكافة الأطر التربوية والإدارية، وجميع المتدخلين من سلطات ترابية وأمنية، ومنتخبين وجمعيات الآباء والأمهات، وشركاء المدرسة العمومية، على مساهمتهم الفعالة في إنجاح هذا الدخول المدرسي، داعيا إلى مواصلة التعبئة والالتزام الجماعي على مدار السنة الدراسية، من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية لخارطة الطريق وفي طليعتها تعزيز التحكم في التعلمات الأساس، وتنمية قيم التفتح والمواطنة لدى المتعلمين، ومحاربة الهدر المدرسي.

يذكر أن هذا الدخول المدرسي يهم على المستوى الوطني ما يفوق 8.2 مليون تلميذة وتلميذا بالتعليم العمومي والخصوصي، بزيادة نسبتها 72 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي.

ويستقطب التعليم العمومي وحده أكثر من 7 ملايين تلميذا، بزيادة قدرها 4,3 في المائة. كما يشهد التعليم الأولي دينامية إيجابية، إذ يبلغ عدد الأطفال المسجلين 985.375 طفلا، من بينهم 67 في المائة في المؤسسات العمومية، أي بزيادة قدرها 4,5 في المائة.

وتعكس هذه المعطيات، الجهود المتواصلة المبذولة على المستوى الوطني لضمان ولوج منصف وتدريجي لتعليم ذي جودة للجميع.

و م ع