04 سبتمبر 2025

الدخول المدرسي.. عودة التلاميذ إلى المدارس تعيد الزخم للمكتبات

Maroc24 | جهات |  
الدخول المدرسي.. عودة التلاميذ إلى المدارس تعيد الزخم للمكتبات

مع حلول الدخول المدرسي، تعرف مختلف مكتبات العاصمة الرباط ونواحيها حركية استثنائية، حيث تتحول إلى فضاءات مكتظة بالتلاميذ والأسر الباحثين عن الكتب واللوازم الدراسية، في أجواء يطبعها الاستعداد المكثف والتحضير لمرحلة جديدة بعد عطلة الصيف.

ولا يخفى أن الدخول المدرسي يشكل طقسا سنويا رئيسيا في حياة الأسر المغربية، التي تحرص، رغم التحديات المادية، على اقتناء ما يلزم أبناءها من كتب وأدوات تفتح لهم أبواب المعرفة وتضمن انطلاقتهم بثقة نحو عام دراسي واعد.

ولأن التعليم جسر نحو مستقبل أفضل، ووسيلة لبناء شخصية متوازنة، لا تتردد الأسر في تقديم تنازلات في نفقات أخرى لتضع التعليم في صدارة أولوياتها.

وعلى الرغم من بروز صيغ أخرى لاقتناء الكتب واللوازم المدرسية كالمنصات الرقمية والمتاجر الكبرى، يولي أصحاب المكتبات عناية خاصة لهذه الفترة على اعتبار أنها محطة سنوية رئيسة، تستلزم استعدادا مسبقا عبر التأكد من توفير مختلف المقررات الدراسية واللوازم التي يبحث عنها التلاميذ وأولياؤهم، مستحضرين الدور الثقافي والتربوي الذي تؤديه مكتباتهم إلى جانب البعد التجاري.

وفي هذا السياق، أوضح مهدي بن الطيبي مستخدم بإحدى المكتبات الكبرى بالعاصمة، أن الدخول المدرسي يشكل بالنسبة لأصحاب المكتبات “أهم محطة في السنة، حيث يعرف إقبالا استثنائيا”.

وأضاف السيد بن الطيبي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأسر تحرص على اقتناء كل ما يحتاجه أبناؤها من كتب ومستلزمات، مبرزا أن الإقبال لا يقتصر على المقررات الدراسية فقط، بل يشمل، أيضا، دفاتر وأدوات متنوعة تضفي الكثير من البهجة على الأطفال.

وأكد أن المكتبات تستعد لهذا الموعد قبل أسابيع عبر توفير العناوين الرسمية والكتب الموازية التي يكثر عليها الطلب، مضيفا أن “دور المكتبة لم يعد يقتصر على البيع، بل أصبح فضاء ثقافيا وتربويا بامتياز، يساهم في غرس حب المعرفة لدى الأجيال الصاعدة، ويجعل العودة إلى المدرسة لحظة تحمل في طياتها الكثير من الأمل والتفاؤل”.

من جهته، أوضح حسن، وهو أب تلميذ في المستوى الابتدائي، أن “اقتناء الكتب واللوازم ليس مجرد عملية شراء، بل رسالة واضحة للأبناء بأن تعليمهم يأتي في المقام الأول”، مبرزا أن الدخول المدرسي يشكل “محطة مليئة بالمشاعر المختلطة بين الفرح والمسؤولية”.

وأضاف، في تصريح مماثل، أنه بالرغم تعدد الالتزامات وتزايد المصاريف، يضع الآباء التعليم في صدارة الأولويات، مؤكدا أن “الأسر المغربية تحرص على توفير المقررات واللوازم الدراسية، حتى وإن اقتضى الأمر التنقل بين عدة مكتبات”.

أما فاطمة، أم لتلميذتين في المستوى الابتدائي، فأكدت أنها “لا تدخر أي جهد لتأمين الحاجيات الدراسية لأبنائها”، معتبرة أن التضحية من أجل التعليم ليست عبئا وستساهم في ضمان مكانة أفضل للأبناء في المجتمع.

وأضافت، في تصريح مماثل، أن الدخول المدرسي “يشكل لحظة خاصة داخل البيت، تنتظرها ابنتاها بلهفة، لأنها تجعلهما تشعران بأنهما مقبلتان على مرحلة جديدة مليئة بالتحديات”.

وأبرزت أن هذا الوعي العميق يجعل الأسر تعتبر موسم الدخول المدرسي لحظة مصيرية، تستحق ما يرافقها من تضحيات وتعبئة شاملة.

ورغم الصعوبات الاقتصادية وتعدد الالتزامات، يبقى الإقبال على المكتبات دليلا على وعي جماعي بأهمية تكوين أجيال متعطشة للعلم، متشبعة بروح المواطنة، وقادرة على رفع تحديات التنمية المستدامة بثقة وإصرار، بما ينسجم مع الرهانات الكبرى للمملكة في بناء مجتمع المعرفة.
و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.