أمرت السلطات القضائية في البيرو ببدء محاكمة الرئيس الأسبق بيدرو بابلو كوشينسكي (2016-2018)، المتهم بتبييض الأموال في إطار فضيحة شركة البناء البرازيلية “أوديبريشت”.
وطالبت النيابة العامة بإصدار حكم بالسجن في حق كوشينسكي لمدة 35 عاما، وأداء 46,7 مليون دولار كتعويضات للدولة.
وأفاد القرار الصادر عن القاضي المكلف بالقضية، بأن المحكمة العليا كانت قد أنهت التحقيق الذي فتح عام 2017 وصادقت على 2577 عنصرا من الأدلة، من بينها وثائق وشهادات وتقارير مالية. وستحال القضية بالتالي على محكمة جنائية.
ويشمل قرار الاتهام أيضا رجل الأعمال الشيلي جيراردو سيبولفيدا، شريك كوشينسكي، وكذا عدد من الشركات المرتبطة بالرئيس الأسبق.
ويعتقد المدعون أن كوشينسكي، البالغ من العمر 86 عاما، تلقى بين عامي 2003 و2014 أكثر من 12 مليون دولار من خلال عقود استشارية وهمية، في الوقت الذي كان يشغل فيه مناصب عامة رفيعة، وخاصة كوزير للاقتصاد ورئيس لمجلس الوزراء تحت رئاسة أليخاندرو توليدو.
وكانت الأموال متأتية بالأساس من مجموعة البناء البرازيلية العملاقة “أوديبريشت”، وشركة “Transportadora de Gas del Peru” البيروفية، في إطار مشاريع كبرى من قبيل مد أنبوب للغاز ومشروع للري.
ومازال الرئيس الأسبق، الذي أمضى ثلاث سنوات رهن الإقامة الجبرية بين 2019 و2022 والممنوع من مغادرة البلاد، مصرا على براءته.
وفي حال إدانته، قد يفلت من السجن بسبب سنه المتقدمة، غير أنه يظل عرضة لعقوبات مالية وسياسية شديدة.
وتأتي هذه المحاكمة الجديدة ضمن سلسلة طويلة من القضايا التي تواجه رؤساء البيرو السابقين.
وفي هذا الإطار، أدين ألبرتو فوجيموري (1990-2000) بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والفساد، ويقضي أليخاندرو توليدو عقوبة بسبب تلقيه رشاوى من “أوديبريشت”، فيما حوكم أولانتا هومالا وزوجته بتهم تمويل حملة انتخابية بشكل غير قانوني، بينما انتحر آلان غارسيا في 2019 لدى اعتقاله، أما بيدرو كاستيو (2021-2022) فيوجد رهن الاعتقال بتهمة محاولة الانقلاب.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.