27 أغسطس 2025

منتوجات الحماية من أشعة الشمس: أربعة أسئلة لأخصائية الأمراض الجلدية غيثة زكي

Maroc24 | صحة |  
منتوجات الحماية من أشعة الشمس: أربعة أسئلة لأخصائية الأمراض الجلدية غيثة زكي

بهدف تأمين حماية جيدة للبشرة ضد أشعة الشمس البنفسجية الحارقة، يلجأ الكثيرون إلى استعمال مختلف المنتوجات الواقية من آثار هذه الأشعة، بما في ذلك المراهم، والكريمات الواقية وغيرها، إلا أن هذا الاستعمال يمكن أن يتم بطريقة غير سليمة، مما قد يحد من فعالية النتائج المنتظرة، وذلك بحسب الأخصائيين في الأمراض الجلدية.

وتسلط أخصائية الأمراض الجلدية، غيثة زكي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، الضوء على الأخطاء الشائعة في استعمال هذه المنتوجات الشمسية، بما في ذلك الاختيار غير المناسب لمنتوج ما نتيجة سوء تقدير أو استعمال غير كافي.

وتوصي، في هذا الصدد، باتخاذ العديد من التدابير الحمائية الملائمة التي تجمع بين الاستعمال الصارم والمستفيض للمنتوجات الشمسية، بالإضافة إلى ارتداء ملابس مناسبة، والتحلي باليقظة المستمرة وكذا التعرض للشمس بطريقة عقلانية.

1. يوصي عدة أخصائيين باستخدام المنتوجات الواقية من أشعة الشمس. لماذا تحظى هذه المنتوجات بكل هذه الأهمية؟

رغم أن الجلد يحتوي على ميكانزمات دفاعية جوهرية، بما في ذلك سمك الطبقة القرنية وكذا إفراز مادة الميلانين، إلا أن هذه الميكانزمات تكون في الغالب غير كافية في حالة تعرض بشرة من النوع العادي إلى إفراط في التعرض الطويل للأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس، وبالأخص أشعة UVA وUVB، المسؤولة عن الشيخوخة المبكرة للبشرة، وحروق الشمس، وسرطانات الجلد، لذلك، يصبح اللجوء إلى الحماية الضوئية الاصطناعية أمرا ضروريا.

وفي هذا السياق، تنقسم منتجات الوقاية من الشمس إلى فئتين رئيسيتين بحسب طبيعة المرش حات (عوامل الحماية في الواقي الشمسي) المستخدمة، وهي الواقيات القائمة على المرش حات العضوية (المعروفة بالكيميائية)، والتي تعمل على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية وتحويلها إلى طاقة حرارية غير ضارة بالأنسجة الجلدية، والواقيات التي تعتمد مرش حات معدنية (المعروفة بالفيزيائية)؛ إذ تعتمد على جزيئات مثل ثاني أكسيد التيتانيوم أو أكسيد الزنك، والتي تعكس وتبعثر الأشعة فوق البنفسجية على سطح الجلد.

2- في ظل كثرة وتنوع منتجات الوقاية الشمسية المتاحة، ما هي المعايير التي يجب أخذها بعين الاعتبار لاختيار المنتج المناسب؟

يجب أن يكون الاختيار واعيا، مع أخذ نوع البشرة وسن المستخدم في الاعتبار، وذلك لتفادي أي آثار غير مرغوب فيها.

بالنسبة للواقيات المعدنية، ورغم أنها قد تترك طبقة بيضاء على البشرة، إلا أنها تعد الخيار الأفضل للفئات الحساسة، مثل الأشخاص المصابين بالحساسية، والنساء الحوامل، والرضع، نظرا لانخفاض قدرتها المهيجة للبشرة، وآلية عملها غير التفاعلية، وقدرتها العالية على التحمل.

أما الواقيات ذات المرشحات العضوية؛ وعلى الرغم من قوامها السائل والشفاف، فإنها قد تحمل احتمالية مسببة للحساسية أو للتهيج، خاصة لدى ذوي البشرة التأتبية أو لدى الأطفال الصغار.

وباختصار، يوصى بشدة باختيار تركيبات غير كوميدوجينية (أي لا يحتوي على مكونات تسد المسام)، وخالية من العطور، وتركيبات المواد أو المستحضرات التي تعرف بأنها تسبب تفاعلات حساسية أقل من غيرها، من أجل تقليل مخاطر التهيج أو ردود الفعل التحسسية.

3 – ما هي الأخطاء الشائعة المرتبطة باستعمال منتجات الوقاية الشمسية والتي تقلل من فعاليتها وتزيد من مخاطر المشاكل الجلدية؟

من بين أكثر الأخطاء شيوعا، التي تمت ملاحظتها، وضع كمية قليلة جدا من الكريم الواقي من الشمس. عمليا، يوصى باستخدام ما يقارب 30 إلى 40 مل لتغطية كامل الجسم، مع الحرص على توزيع المنتج جيدا على جميع المناطق المعرضة للشمس.

يضاف إلى ذلك عدم تجديد وضع منتج الوقاية الشمسية كل ساعتين وبعد كل سباحة. كما يتعلق الأمر أيضا بعدم وضع واقي الشمس قبل التعرض للشمس بحوالي 15 إلى 30 دقيقة، وهي المدة اللازمة لتمكين المرش حات (عوامل الحماية في الواقي الشمسي) من أداء عملها بشكل مثالي.

أما في ما يخص الحفظ، فكثيرا ما يتم الاحتفاظ بالمنتج مفتوحا من سنة إلى أخرى، من دون التحقق من تاريخ انتهاء صلاحيته، ومن دون الانتباه إلى ضرورة حفظه بعيدا عن الحرارة والضوء المباشر.

4 – ما هي السلوكيات السليمة التي يجب اعتمادها قبل اقتناء منتج للوقاية من الشمس للاستفادة الكاملة من تأثيره الواقي؟

من الضروري أولا التحقق من بعض المعلومات على الغلاف، لا سيما عبارة “واسع الطيف” (large spectre)، التي تؤكد الحماية من الأشعة UVA وUVB، إضافة إلى تاريخ انتهاء الصلاحية، والمؤشر الدقيق لعامل الحماية (SPF) الذي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار نوع البشرة (صورتها الضوئية) ومدة التعرض. مع الإشارة إلى أنه بالنسبة لأي تعرض مطول أو في مناطق ذات إشعاع شمسي قوي، ي وصى بشدة باختيار SPF مرتفع.

كما ينبغي التذكير بأن أي منتج شمسي، مهما بلغت فعاليته، لا يمكن أن يوفر وحده حماية مطلقة ضد الأشعة فوق البنفسجية.

لذلك، من المهم ربط استعماله بإجراءات إضافية للوقاية الضوئية، مثل ارتداء ملابس للتغطية وفاتحة اللون، ووضع قبعة عريضة الحواف ونظارات واقية، والحرص على التواجد في أماكن ظليلة عندما تبلغ الأشعة فوق البنفسجية ذروتها، مع تفضيل التعرض للشمس بشكل مضبوط خلال الفترات التي تكون فيها شدة الأشعة أقل.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.