شكل موضوع “ثورة الملك والشعب: محطة حاسمة وأفق للتفكير التاريخي” محور ندوة فكرية ن ظمت اليوم الثلاثاء بكلميم، بمبادرة من فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير. وخلال هذه الندوة، التي نظمت بتنسيق وتعاون مع النيابة الجهوية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بكلميم وادنون، تم إبراز الدلالات الرمزية والسياقات التاريخية لهذه الذكرى الوطنية التي شكلت محطة وضاءة من تاريخ كفاح العرش والشعب من أجل الحرية والاستقلال، وكذا مكانة هذه الملحمة في الذاكرة التاريخية للمغاربة. وأكد النائب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بكلميم وادنون، لحبيب الكرف، بالمناسبة، أن ذكرى ثورة الملك والشعب محطة من المحطات الحاسمة من تاريخ الحركة الوطنية والمقاومة في سبيل الحرية والاستقلال، مضيفا أن هذه الذكرى تعبر عن التلاحم المتين والعروة الوثقى التي تجمع بين العرش والشعب في مواجهة جميع الصعاب والتحديات ولعل من أبرزها الدفاع عن الوطن ومقدساته. وأشار إلى أن هذا اللقاء فرصة لتسليط الضوء على الرمزية والمكانة التي تحظى بها هذه المحطة الوضاءة من تاريخ المغرب والتي عبرت عن التلاحم الوثيق بين العرش والشعب. من جهتها، أكدت ابتسام تملاين، القيمة على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بكلميم، أن هذه الندوة تروم الوقوف عند دلالات وتجليات هذه الذكرى والدروس والعبر المستخلصة منها، مضيفة أن ثورة الملك والشعب جسدت التلاحم الوثيق بين العرش والشعب. وتطرقت في مداخلة لها، إلى الدور الكبير الذي لعبه الإعلام خاصة على مستوى التعريف بالقضية الوطنية والمطالبة بالاستقلال، مشيرة إلى أن الحركة الوطنية جعلت من الإعلام الوطني سواء مكتوب أو مسموع، جسرا لتعبئة الشعب وتجييش النفوس، وكذا سلاحا لترسيخ ونشر أفكار الحركة الوطنية في جل مناطق المغرب. من جانبه، أبرز الباحث ابراهيم حدكي، أن هذه الندوة مناسبة للوقوف عند جملة من الدلالات والقيم والمعاني التي تحملها ذكرى ثورة الملك والشعب ومنها ذلك الوفاء والترابط والتلاحم الذي ميز تاريخ المغرب والمغاربة في صلتهم بالعرش العلوي المجيد، مضيفا أن المغاربة كانوا دائما مدافعين عن هذا الترابط والوفاء ومحافظين عليه. وتوقف الباحث عند تجليات هذا التلاحم والنصرة والوفاء الذي كان ظاهرا عند المغاربة كصلتهم بالعرش العلوي المجيد وذلك تحت ركيزة إمارة المؤمنين التي تعد الإطار الضامن والحامي والجامع لكل هذه المعاني. أما عبدالمالك حبتا، باحث مهتم بالتاريخ، فأكد أن هذه الذكرى هي لحظة للتأمل والاعتبار لما ترمز إليه من إرادة قوية لترسيخ قيم وحدة الوطن ولما تحمله من أبعاد تاريخية راسخة في الذاكرة الوطنية الجماعية والفردية. وأبرز أن تخليد هذه الذكرى محطة لاستحضار الروح الوطنية والبطولات المجيدة لكل أولئك الذين ضحوا بالغالي والنفيس وانخرطوا في تلك الثورة التي أطلقتها الحركة الوطنية عبر التراب الوطني، غداة إقدام الاستعمار الفرنسي على نفي جلالة المغفور له محمد الخامس وأسرته الملكية الشريفة وإبعاده عن عرشه ووطنه، متحديا الأعراف والتقاليد الدولية، ماسا بذلك شعور المغاربة ومتجاهلا لرابطة البيعة والوفاء التي تربطهم بالعرش العلوي.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.