15 أغسطس 2025

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.. دينامية متواصلة لتحسين أوضاع الفئات الهشة بإقليم القنيطرة

Maroc24 | جهات |  
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.. دينامية متواصلة لتحسين أوضاع الفئات الهشة بإقليم القنيطرة

شهدت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم القنيطرة، في إطار برنامجها الثالث المتعلق بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، دينامية متواصلة في دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والنهوض بأوضاع الفئات الهشة.

وتم خلال الفترة ما بين 2019 و2024 برمجة ما مجموعه 685 مشروعا بغلاف مالي إجمالي تجاوز 83,38 مليون درهم، مما يعكس التزام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمواكبة المشاريع الفردية والجماعية ذات القيمة المضافة العالية.

وتندرج هذه المشاريع ضمن محورين أساسيين؛ يهم الأول دعم الحس المقاولاتي لدى الشباب، حيث تم تخصيص مبلغ 61,27 مليون درهم لهذا المحور واستفاد منه 2150 شابا في مرحلة ما قبل إنشاء المقاولة، و688 مستفيدا في مرحلة ما بعد الإنشاء.

وفي ما يتعلق بالمحور الثاني الذي يهم دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فقد خصص له مبلغ 8,16 مليون درهم واستفاد منه 136 شخصا في إطار مشاريع مدرة للدخل.

وتبرز نجاعة هذه المقاربة من خلال عدد من المشاريع الناجحة التي تم دعمها على مستوى الإقليم، ومن بينها مشروع “سيفن هيربال أورغانيك” المتخصص في إنتاج وتغليف الأعشاب الطبية والعطرية بمدينة القنيطرة، حيث استفاد من دعم مالي يفوق 99 ألف درهم، مكنه من تطوير سلسلة الإنتاج وتحسين شروط التسويق والتوزيع وساهم في خلق مناصب شغل لفائدة شباب المدينة.

وفي المجال الفلاحي، استفادت تعاونية “العولة” بجماعة المناصرة من دعم مالي بلغ 180 ألف درهم، موجه لمشروع تجهيز مشتل فلاحي يهدف إلى إنتاج شتائل متنوعة لفائدة الفلاحين المحليين وتقديم خدمات تقنية متخصصة، مما يفتح آفاقا واعدة أمام شباب المنطقة للاندماج في مجال الفلاحة المستدامة.

أما في جماعة لالة ميمونة، فقد استفادت تعاونية “لالة ميمونة لنساء الفريزة” من دعم مالي بلغ 180 ألف درهم لمشروع يهم تجفيف الفواكه الحمراء واستعمالها في مواد تجميلية طبيعية، وهو ما مكن النساء القرويات من الولوج إلى سلاسل الإنتاج ذات القيمة المضافة واستهداف الأسواق الوطنية والدولية.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت رئيسة التعاونية، فاطمة الزهراء الدشراوي، أن الهدف من إحداث هذا المشروع يتمثل في تمكين النساء القرويات اقتصاديا، وفتح آفاق جديدة أمامهن للاندماج السوسيو-اقتصادي، مشيرة إلى أن المشروع يعرف تطورا ملحوظا وبدأ يثير اهتمام شركات كبرى بفضل جودة المنتوجات الطبيعية التي تقدمها التعاونية.

وأوضحت أن الدعم المالي والتقني الذي استفادت منه التعاونية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كان له دور أساسي في تحسين سلسلة الإنتاج والرفع من جودة المنتجات وتعزيز حضورها في السوق، مما أسهم في توسيع إشعاع التعاونية محليا ووطنيا.

وبفضل هذا الدعم استطاعت التعاونيات الثلاث، وعلى غرار تعاونيات أخرى بالإقليم، تحسين جودة منتجاتها وتبني تقنيات حديثة في الإنتاج والتسويق، بما في ذلك التسويق الرقمي الذي مكنها من الوصول إلى أسواق جديدة سواء على الصعيد الوطني أو الدولي.

كما تحرص هذه التعاونيات على المشاركة في المعارض والملتقيات الاقتصادية من أجل التعريف بمنتجاتها وفتح آفاق جديدة للتسويق إلى جانب مساهمتها في الحفاظ على التراث الفلاحي المحلي وضمان استدامة الموارد الطبيعية.

ويعكس هذا التوجه حرص المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تعزيز الاستقلالية الاقتصادية للشباب والنساء وتحقيق إدماج سوسيو-اقتصادي فعلي عبر سلسلة متكاملة من التدخلات تجمع بين الدعم المالي والتكوين والتأطير والمواكبة المستمرة، ما يجعل من هذه المبادرة رافعة حقيقية للتنمية المجالية.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.