بني ملال.. لقاء تواصلي بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر حول رقمنة الخدمات وتعزيز مساهمة مغاربة العالم في التنمية

احتضنت مدينة بني ملال، اليوم الأحد، لقاء تواصليا مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر، الذي يخلد هذه السنة تحت شعار “ورش الرقمنة: تعزيز لخدمات القرب الموجهة لمغاربة العالم”.
وشكل هذا اللقاء، الذي ترأسه والي جهة بني ملال-خنيفرة، السيد محمد بنرباك، بحضور ممثلي السلطات المحلية والمنتخبين والمصالح الأمنية واللاممركزة، وممثلي الجالية المغربية بالخارج، فرصة لتسليط الضوء على العناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لأبناء الوطن في المهجر، وحرص جلالته على تمكينهم من خدمات ميسرة تحافظ على روابطهم الروحية والثقافية والاقتصادية مع بلدهم الأم.
وأكد السيد بنرباك، في كلمة بالمناسبة، أن اليوم الوطني للمهاجر، الذي أقره جلالة الملك سنة 2003، أصبح موعدا سنويا بارزا لتعزيز الأواصر مع مغاربة العالم، واستعراض حصيلة المنجزات التي تحققت لفائدتهم، وكذا استشراف آفاق مساهمتهم في التنمية الوطنية، باعتبارهم فاعلين أساسيين في مختلف الأوراش التنموية وضامنين لإشعاع المملكة على الصعيد الدولي.
وأوضح أن شعار هذه السنة يعكس الأهمية التي يكتسيها ورش التحول الرقمي في تقريب الإدارة من المواطنين، سواء داخل الوطن أو خارجه، مذكرا بالتوجيهات الملكية السامية التي أكدت على ضرورة تعميم الإدارة الإلكترونية وتبسيط المساطر، بما يتيح للمواطن الحصول على الخدمات في أقرب الآجال ودون الحاجة إلى كثرة التنقل.
وفي هذا السياق، أبرز أن جهة بني ملال-خنيفرة انخرطت بشكل فعال في هذا الورش، من خلال تفعيل منصات رقمية حديثة، من بينها منصة “CRI-INVEST” التابعة للمركز الجهوي للاستثمار، والتي تتيح تدبيرا شاملا لملفات الاستثمار بشكل مرن وسريع وشفاف، ومنصة “Rokhas.ma” التي تشكل آلية موحدة لتدبير الرخص الإدارية المرتبطة بالتعمير والبناء والرخص الاقتصادية، بهدف تبسيط المساطر وتقليص آجال المعالجة وتعزيز الشفافية وتشجيع الاستثمار.
كما أشار إلى مشروع “تنزيل سياسات الهجرة على المستوى الجهوي”، الذي أ طلق سنة 2021 بدعم من الاتحاد الأوروبي، كنموذج رائد لإدماج ب عد الهجرة في السياسات الجهوية، وتمكين أفراد الجالية من المساهمة في التنمية الترابية سواء عبر استثماراتهم أو من خلال نقل خبراتهم وتجاربهم المهنية.
من جهة أخرى، توقف السيد بنرباك عند الدينامية التنموية التي تعرفها جهة بني ملال-خنيفرة، مستعرضا بعض المشاريع الكبرى التي تهم تحسين الخدمات الصحية والتعليمية والبنيات التحتية، والتي يمكن أن تشكل فرصا حقيقية لأبناء الجالية الراغبين في الاستثمار أو المساهمة في تطوير المنطقة.
ومن بين هذه المشاريع، ذكر بإنجاز المستشفى الجهوي بكلفة 940 مليون درهم، وكلية الطب والصيدلة (465 مليون درهم)، والمركز الاستشفائي الجامعي (حوالي ملياري درهم)، فضلا عن مشاريع البنية التحتية كالطريق السيار بني ملال-مراكش، وتطوير نشاط المطار الدولي لبني ملال عبر خطوط جوية جديدة داخلية ودولية.
كما أشار إلى توفر الجهة على قطب الصناعات الغذائية “Agropole”، ومدينة المهن والكفاءات التي ستوفر تكوينات لـ 2500 متدرب ومتدربة في تخصصات تستجيب لحاجيات سوق الشغل، مؤكدا أن هذه المشاريع تشكل فرصا حقيقية لجذب استثمارات أبناء الجالية.
وشدد على أن هذا اللقاء التواصلي يشكل مناسبة للاستماع لانشغالات أفراد الجالية وانتظاراتهم، وتبادل التجارب حول التحديات المرتبطة برقمنة الخدمات الموجهة لهم، داعيا إلى تعبئة الكفاءات الرقمية من مغاربة العالم، وتطوير خدمات إلكترونية تعزز انتماءهم وتيسر اندماجهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية لبلدهم الأم.
وعرف هذا اللقاء مجموعة من المداخلات لممثلي المصالح الإدارية استعرضت من خلالها البرامج والخدمات التي توفرها هذه الإدارات والتي تتوخى تحسين وتجويد أداء المرفق العمومي خصوصا فيما يهم قضايا المغاربة المقيمين بالخارج باعتبارهم شريكا فعالا في منظومة التنمية الشاملة.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.