أبهرت فرقة “تاغبالوت”، التي أسستها مصممة الرقص المغربية، مريم بهلوي، مساء أمس الجمعة، زوار مهرجان “أورينتاليس” بمونتريال بأداء متميز لرقصة “الكدرة”، التي تستحضر أجواء الصحراء المغربية وإيقاعاتها.
فقد ارتدت عضوات الفرقة “ملحفات” سوداء أنيقة وتزين بحلي وإكسسوارات فضية، حيث منحن الجمهور، من خلال حركات إيقاعية محلية متجذرة، فرصة اكتشاف لون من ألوان الفولكلور المغربي المميز للأقاليم الجنوبية للمملكة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت مريم بهلوي أهمية الحفاظ على هذا التراث وتعريف الأجيال الصاعدة بفنونه، لا سيما لدى المغاربة المقيمين بالخارج. وقد دفع شغف هذه الشابة المغربية، المنحدرة من الدار البيضاء، بالرقص إلى إنشاء مدرسة بمونتريال لتلقين أشكال مختلفة من هذا الفن.
وتابعت أن شغفها بالرقص بدأ في سن مبكرة، ومكنها من مراكمة تجربة واسعة داخل المغرب وخارجه، لا سيما في فرنسا ومصر، حيث أتيحت لها فرصة ملاقاة عدد من مصممي الرقص البارزين، مسلطة الضوء على الاهتمام الذي بات يوليه جمهور عريض للرقصات الفولكلورية، وخاصة المغربية.
وقد لاقى عرض فرقة “تاغبالوت”، الذي أدته داخل خيمة تقليدية مغربية، تفاعلا واسعا من لدن الجمهور، لاسيما في صفوف أفراد الجالية المغربية المقيمة بكندا.
وقال ياسين، وهو شاب مغربي قدم من مدينة كيبيك لزيارة الخيمة التقليدية المغربية ومتابعة عروض فرقة “تاغبالوت” ضمن فعاليات المهرجان، “إننا نشعر دوما بفرحة غامرة حين نشاهد عروضا فنية تذكرنا بجذورنا ووطننا”.
من جهته، عبر جان بيير، المنحدر من لافال، عن إعجابه بالفولكلور المغربي الذي اكتشفه بفضل صداقته مع جيرانه المغاربة، حيث أكد، في هذا الصدد، أن “الفولكلور المغربي متفرد وله قدرة استثنائية على البقاء راسخا في الذاكرة، وفي القلوب أيضا”.
وقد انطلقت الدورة الـ15 من مهرجان “أورينتاليس”، الذي يحتفي بالتعددية والانفتاح الثقافي بمدينة مونتريال الكندية، الخميس الماضي، وتستمر فعالياته إلى غاية يوم غد الأحد. ويتيح المهرجان، المقام في فضاء بالميناء القديم بقلب المدينة، للزوار والسياح تجربة حسية فريدة، تمزج بين الإيقاعات والتجارب العريقة والتعبيرات الفنية المعاصرة.
وقال المدير الفني المساعد للمهرجان، ماتياس أوليفيي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “هذا الحدث الفني يهدف أساسا إلى تعزيز التقارب بين الثقافات الشرقية والغربية”، ويعد بمثابة تكريم واحتفاء بالجاليات والثقافات التي تتعايش في مونتريال.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.