08 أغسطس 2025

بنيويورك، النقاش حول العنف المسلح يلقي بظلاله على انتخابات عمدة المدينة

Maroc24 | دولي |  
بنيويورك، النقاش حول العنف المسلح يلقي بظلاله على انتخابات عمدة المدينة

أعاد حادث إطلاق النار الدموي، الذي هز الأسبوع الماضي الحي المالي والثقافي لمانهاتن بنيويوك، إلى الواجهة، النقاش بشأن العنف بالأسلحة النارية، أحد المواضيع الحارقة التي تستأثر باهتمام خاص لدى ساكنة الحاضرة الأمريكية الكبرى.

فمع اقتراب الموعد الانتخابي، المقرر في نونبر القادم، والذي سيحدد هوية العمدة المقبل للمدينة الأمريكية، تحتدم الآراء بخصوص هذه القضية المتعلقة بالأمن العام، إذ يحاول أبرز المتنافسين إظهار مدى قدرتهم على تقديم حلول لهذه المعضلة التي تؤرق بال سكان نيويورك.

غداة الاعتداء الذي شهدته مانهاتن وأودى بحياة خمسة أشخاص، من بينهم شرطي ومسؤول رفيع في (بلاكستون)، الشركة الاستثمارية العالمية، تعالت ردود الفعل في المشهد السياسي بنيويورك، لاسيما في صفوف المرشحين لمنصب عمدة المدينة.

في محاولة لتلميع صورته عقب الهزيمة القاسية التي مني بها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، التي جرت في يونيو الماضي، وجه الحاكم السابق لولاية نيويورك، أندرو كوومو، انتقادات لاذعة لمنافسه من اليسار الديمقراطي، زهران ممداني. هذا الأخير، الذي حقق فوزا عريضا مكنه من الظفر بتذكرة الحزب الديمقراطي برسم انتخابات نونبر المقبل، كان قد دعا في صيف 2020 إلى تقليص الميزانية المخصصة لشرطة مدينة نيويورك، والتي وصفها بـ”العنصرية”.

ورغم أن هذا المرشح الشاب، (33 سنة)، سعى إلى النأي بنفسه عن هذه التصريحات، مشيرا إلى سياق متوتر اتسم بوفاة جورج فلويد على يد شرطي في مينيابوليس، إلا أن أندرو كوومو يؤمن بحظوظه في الفوز بسباق عمدية المدينة على الرغم من كونه مرشحا مستقلا، إذ يتعلق الأمر بمجرد مناورة سياسية.

وقال، في حوار خص به (نيويورك دايلي نيوز): “من سيتقدم بطلب ليصبح شرطيا حين يدلي مرشح للعمدية بتصريحات مماثلة؟”، في إشارة إلى منافسه الرئيسي، الذي تمنحه آخر استطلاعات الرأي أفضلية تصل إلى 13 نقطة في نوايا التصويت.

في السياق ذاته، وجه العمدة الحالي لنيويورك، إريك آدامز، الذي يترشح بدوره بشكل مستقل لولاية جديدة، سهام النقد إلى ممداني، داعيا إياه إلى استيعاب الدور الهام الذي تضطلع به الشرطة في تحقيق الأمن العام.

في رده على انتقادات خصومه، دعا المرشح الذي يلقب نفسه بالاشتراكي الديمقراطي إلى رص الصفوف في “لحظة الحداد هذه”. وقال في تصريحات أوردتها وسائل الإعلام: “إنها لحظة لتوحيد صفوف المدينة، عوض السعي لكسب نقاط يساهم في عزوف سكان نيويورك عن المجال السياسي”، مسجلا أن موقفه إزاء الشرطة شهد تحولا بعد أن تم انتخابه عضوا في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك.

بالنسبة للعديد من الملاحظين، تظل إشكالية العنف بواسطة الأسلحة النارية والأمن العام عموما في نيويورك، عاملا حاسما في سباق الظفر بعمدية المدينة، على الرغم من كونها تراجعت في السنوات الماضية إلى المرتبة الثانية، خلف قضايا أكثر إلحاحا ترتبط أساسا بالاقتصاد ومستوى المعيشة.

هذا الوضع يعزى إلى تراجع الجرائم العنيفة في المدينة الأكثر اكتظاظا في الولايات المتحدة. وبحسب مفوضة شرطة نيويورك، جيسيكا تيش، فإن الأشهر الأولى من السنة الجارية شهدت أدنى عدد لضحايا حوادث إطلاق النار في تاريخ الحاضرة العملاقة.

بيد أن حادث مانهاتن الذي تم ارتكابه في أحد أكثر الأحياء أمنا في نيويورك، أعاد إلى الواجهة قضية العنف بالأسلحة النارية.

يعتبر جون هارت، المساعد السابق لقائد قسم شرطة نيويورك، أن حادث الأسبوع الماضي أعاد مسألة الأمن العام إلى صلب النقاشات، لاسيما وأن الهجوم وقع في مبنى ذي حراسة أمنية قوية في قلب المدينة، وحيث أعداد كبيرة من الأشخاص يعملون يوميا.

وبرأيه، فإن هذا الحادث يعد تذكيرا بأن نيويورك ليست في منأى عن التهديد، على الرغم من أن الولاية التي توجد داخلها هذه المدينة تتوفر على أكثر القوانين صرامة في الولايات المتحدة في ما يتعلق بامتلاك الأسلحة.

ويرى ملاحظون بضرورة التعاون والتنسيق الوثيق بين العمدة الجديد للمدينة وقسم الشرطة، من أجل مواجهة هذا التهديد المستمر.
و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.