إطلاق النسخة الثانية من أكاديمية قادة المدن العربية للنهوض بالتنمية الحضرية المستدامة

أطلقت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية – المكتب الإقليمي للدول العربية (موئل الأمم المتحدة) اليوم الأربعاء النسخة الثانية من أكاديمية قادة المدن العربية، وهي مبادرة تهدف إلى توطين أهداف التنمية المستدامة من أجل تحسين جودة الحياة وتعزيز قدرة المدن على الصمود.
وذكر بلاغ ل (الإسكوا) أن الأكاديمية التي تعد منصة تدريبية رائدة على المستوى الإقليمي، تسعى إلى تمكين القيادات المحلية من محافظين ورؤساء بلديات وكبار المسؤولين التنفيذيين في إدارة المدن، عبر تزويدهم بالمعرفة والأدوات العملية اللازمة لمواجهة التحديات المتزايدة التي تواجهها المدن العربية، لا سي ما في ظل الأزمات المناخية، والنمو السكاني، والضغوط الاقتصادية والاجتماعية.
ونقل البلاغ عن المديرة الإقليمية للمنطقة العربية في الموئل رانيا هديا ، قولها إن “المدن في الدول العربية تتأثر بالتوسع الحضري السريع حيث من المتوقع أن يعيش 70 بالمائة من المواطنين العرب في مدن ومناطق حضرية بحلول عام 2050″، مشيرة إلى أن المدن والسلطات المحلية تواجه تحديات مختلفة غير أن معظمها عابر للحدود.
ويتميز البرنامج بمحتوى متكامل يجمع بين التدريب التنفيذي والمهارات الشخصية، ويغطي موضوعات حيوية مثل توطين أهداف التنمية المستدامة، والتخطيط الحضري المستدام، والتعافي الحضري وإعادة الإعمار، والإسكان والخدمات الأساسية، والمدن الذكية والمستدامة، وإدارة الأراضي، والتخطيط الاستراتيجي، والدبلوماسية الحضرية، والإدارة القائمة على النتائج، إضافة إلى البيئة وتغير المناخ. وقد تم تصميم المنهاج بناء على استشارات ومساهمات من أكثر من 130 قائدا محليا في المنطقة، لضمان الاستجابة المباشرة لأولوياتهم والتحديات التي تواجههم.
من جهتها، قالت مسؤولة ملف التنمية الحضرية المستدامة في الإسكوا سكينة النصراوي “بعد أن أثبتت النسخة الأولى من أكاديمية قادة المدن العربية بأنها ليست مجرد منصة تدريبية بل تجربة متكاملة، نطلق اليوم النسخة الثانية منها تأكيدا على إيماننا العميق بأن تمكين القيادة المحلية ليس فقط استثمار ا مستدام ا في مستقبل المدن، بل ركيزة أساسية أيض ا لتحقيق التنمية الشاملة في المنطقة العربية” .
ويتضمن هذا اللقاء الافتتاحي، الذي يستمر يومين، جلسات نقاش ومداخلات حول سبل توطين أهداف التنمية المستدامة لتحسين جودة الحياة، إلى جانب إضاءات من المدن المشاركة حول مبادراتها المحلية في هذا المجال، واستعراضات طوعية محلية، وتجارب ناجحة في التعافي الحضري وإعادة الإعمار، والعمل المناخي، والإسكان العادل، والحوكمة المحلية.
وسيستكمل البرنامج عبر سلسلة من الندوات الافتراضية والدورات التدريبية الإلكترونية الممتدة على مدى أربعة أشهر، ويختتم بحفل تخرج في دجنبر 2025، حيث سي منح المشاركون شهادة مهنية مشتركة من الإسكوا والموئل، وينضمون إلى شبكة خريجي الأكاديمية التي ت عد اليوم من أبرز شبكات قادة المدن في المنطقة.
إلى جانب الندوات الإلكترونية واللقاءات الحضورية، يتضمن البرنامج التدريب الذاتي عبر الإنترنت. وسيتاح للمشاركين الوصول إلى منصة إلكترونية تفاعلية مصم مة لتيسير مسار التعل م، بما يشمل المحاضرات الرقمية والموارد، والمنتديات، والمهام، وفرص التواصل.
وتأتي هذه المبادرة في وقت تشتد فيه الحاجة إلى إدارة مرنة ومبتكرة للمدن، وإلى تعزيز دور الحكومات المحلية كفاعل رئيسي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف الحادي عشر المتعلق بجعل المدن شاملة وآمنة ومستدامة وقادرة على الصمود.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.