سفير المغرب بمكسيكو يبرز الدينامية الجديدة في العلاقات بين المملكة والمكسيك

سلط سفير المملكة في مكسيكو، عبد الفتاح اللبار، أمس الأربعاء، الضوء على الدينامية الجديدة التي تشهدها العلاقات بين المغرب والمكسيك في العديد من المجالات.
وقال السيد اللبار، في كلمة خلال حفل استقبال بهيج نظمته سفارة المغرب بمكسيكو بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، إن السنة الجارية جسدت بوضوح هذه الدينامية الجديدة في العلاقات المغربية المكسيكية، حيث شهدت سلسلة من التبادلات رفيعة المستوى تؤكد تطور العلاقات الثنائية.
ولفت الدبلوماسي، خلال هذا الحفل، الذي تميز بحضور المكلف بالإدارة العامة لشؤون إفريقيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط بوزارة الخارجية المكسيكية، إنريكي غوميز مونتييل، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالمكسيك وشخصيات من عوالم السياسة والإعلام والثقافة والأعمال وأفراد من الجالية المغربية، على الخصوص، إلى انعقاد الدورة الأولى من المشاورات السياسية بين المغرب والمكسيك في فبراير الماضي بمكسيكو، وبالزيارة الرسمية لرئيس مجلس النواب إلى المكسيك في الشهر ذاته.
كما تطرق إلى الزيارة المرتقبة لوفد عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب إلى المكسيك في شتنبر المقبل وتنظيم أسبوع ثقافي مغربي في أكتوبر القادم، وكذا إلى تكثيف دينامية التعاون الأكاديمي الثنائي في غضون الأسابيع المقبلة، بتوقيع اتفاقيتي شراكة بين المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات واثنتين من أعرق مؤسسات التعليم العالي الخاصة في المكسيك: جامعة “باناميريكانا” وجامعة “أنهواك”.
وشدد السفير، في هذا الصدد، على أن مرحلة التحول التي تشهدها المكسيك حاليا، تشكل فرصة لتعميق علاقات الصداقة المغربية المكسيكية وتعزيز الشراكة الاستراتيجية والحوار السياسي والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وأشار إلى التكامل بين المغرب والمكسيك، مؤكدا أنهما مدعوان إلى بناء جسور استراتيجية بين مناطق رئيسية في العالم، إذ يتمتع البلدان بموقع جغرافي متميز، حيث يشكل المغرب بوابة لإفريقيا وأوروبا والعالم العربي، فيما تعد المكسيك جسرا طبيعيا بين أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والمحيطين الأطلسي والهادئ.
وتابع السيد اللبار أن هذا التكامل يتيح فرصا هائلة لتطوير مشاريع مشتركة، سواء ثنائية أو ثلاثية الأطراف، في قطاعات ذات قيمة استراتيجية كبيرة مثل الطاقات المتجددة، والصناعة الغذائية والزراعية، والبنى التحتية للموانئ والملاحة البحرية، والصيد البحري المستدام، فضلا عن الصناعات ذات القيمة المضافة العالية، من قبيل قطاعات السيارات والطيران والتكنولوجيا.
من جهته، أكد السيد غوميز مونتييل، أن المغرب والمكسيك، ورغم البعد الجغرافي بينهما، يتقاسمان موقعا استراتيجيا لبناء الجسور بين القارات والثقافات والاقتصادات عبر العالم.
وقال، في كلمة خلال هذا الحفل، إن المكسيك والمغرب يؤمنان بالحوار كأداة للفهم المتبادل، وبالدبلوماسية كسبيل من أجل الحل السلمي للنزاعات، وبالعمل متعدد الأطراف كفضاء مشروع للتعاون الدولي، كما أنهما مقتنعان بأن التحديات العالمية المختلفة، كالتغير المناخي والهجرة والتنمية المستدامة والأمن الغذائي والطاقي، لا يمكن مواجهتها إلا من خلال التزام جماعي، بصوت عالمي واضح واستباقي.
وتابع أن البلدين مؤهلان، من هذا المنطلق، لمد جسور بين مختلف القارات والثقافات والاقتصادات، مشددا، في هذا الصدد، على “الدور البارز الذي يضطلع به المغرب في القارة الإفريقية والعالم العربي، باعتباره جسرا للتواصل بين هذه المناطق وأوروبا”.
كما أبرز المسؤول المكسيكي “أهمية الدور الذي يضطلع به المغرب في تعزيز التعاون جنوب-جنوب، لاسيما بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي”.
وتابع أن البلدين نجحا، وعلى مدى أزيد من 60 عاما من العلاقات، في بناء إطار مؤسسي للتعاون الأكاديمي والدبلوماسي والتربوي والثقافي والزراعي، على الخصوص، مبرزا أن الصداقة بين المكسيك والمغرب واعدة وقائمة على الاحترام.
وقال “إننا ندرك أنه ما تزال هناك الكثير من الإمكانات التي يتعين العمل على تطويرها، ونحن ملتزمون بالعمل بإرادة سياسية وبروح الابتكار والمثابرة لتحويل أوجه التلاقي بيننا إلى مبادرات عملية وتطلعاتنا إلى نتائج ملموسة”، في أفق “بناء شراكة مكسيكية مغربية طويلة الأمد”.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.