30 يوليو 2025

مراكش آسفي.. تعبئة مستمرة لضمان الأمن المائي أمام التحديات المناخية

Maroc24 | جهات |  
مراكش آسفي.. تعبئة مستمرة لضمان الأمن المائي أمام التحديات المناخية

تواجه جهة مراكش آسفي، التي يرتكز اقتصادها بشكل واسع على الفلاحة والسياحة والصناعة التقليدية، تحديات ندرة التساقطات والضغط المتزايد على الموارد المائية.

ولمواجهة هذا الوضع، توجد سلسلة من السدود الأساسية، البعض منها منجز والآخر في طور الإنجاز، للتدبير الأمثل للموارد المائية وإنتاج الطاقة، وذلك في إطار سياسة تشييد السدود، التي ينهجها المغرب تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وتتوخى هذه البنيات التحتية الاستراتيجية تأمين التزود بالماء، سواء بالنسبة للحاجيات المنزلية أو الفلاحية، مع حماية ساكنة هذه الجهة من خطر الفيضانات.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح مدير وكالة الحوض المائي لتانسيفت، محمد اشتيوي، أن جهة مراكش آسفي لم تكن، إلى غاية 2002، تتوفر سوى على سدين أساسين هما للا تاكركوست ومولاي يوسف، مدعومين بشبكات تقليدية (ساقيات) أبانت قدراتها، أمام الجفاف المتكرر، عن محدوديتها، الأمر الذي حتم تشييد سدود جديدة.

وهكذا، توالت منذ سنة 2005، مشاريع بناء السدود لتدارك العجز المائي بالجهة. وشكل سد سيدي محمد الجزولي، بسعة 13 مليون متر مكعب وحجم تنظيمي يبلغ 24 مليون متر مكعب، بداية هذه الدينامية، مما مكن من تزويد تمنار والمناطق المحيطة بها.

من جانبه، عزز سد مولاي يعقوب المنصور على واد نفيس، من التزويد بالماء الشروب لمنطقة مراكش الكبرى بصبيب بلغ 1 متر مكعب في الثانية.

وفي سنة 2014، أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تدشين سد أبي العباس السبتي، المشيد فوق واد آسيف المال، بهدف تطوير السقي، وتقوية التزود بالماء الشروب لشيشاوة وامنتانوت وأمزميز، والمراكز والدواوير المجاورة، وحماية المناطق والبنيات التحتية بالمصب ضد الفيضانات.

وساهم سد مولاي عبد الرحمان (65 مليون متر مكعب)، الذي دشنه جلالة الملك في 2020، في تأمين التزود بالماء الشروب لمدينة الصويرة والمناطق القروية المجاورة، مجسدا التزام الدولة لفائدة المجالات الترابية المحيطة.

من جانبه، صمم سد واكجديت، المشيد بإقليم الحوز، خصيصا، لحماية مراكش من الفيضانات. ويعد هذا البعد الوقائي حاسما في جهة يمكن أن تهدد فيها الأمطار الغزيرة البنيات التحتية والأرواح البشرية.

وبخصوص المشاريع الجارية، يضم البرنامج الوطني 2020-2027 تشييد عدد من السدود المحورية بجهة مراكش آسفي، من ضمنها سد آيت زياد (186 مليون متر مكعب)، والذي ينتظر أن تستكمل الأشغال به سنة 2026.

كما يروم سد بولعوان (66 مليون متر مكعب) سقي 2000 هكتار بإقليم شيشاوة، فيما يرمز سد تاسا ويركان، الذي أطلق بعد زلزال 2023، لصمود الجهة.

وإلى جانب التزود بالماء الصالح للشرب والسقي، سيحفز هذا المشروع الأخير السياحة المحلية، بخلق مشاهد جذابة وآثار اقتصادية لساكنة الحوز.

بالموازاة مع ذلك، يوجد 16 سدا تليا في طور التهيئة أو البناء، كسد أولاد سالم بآسفي. وتمكن هذه المنشآت الصغيرة من تدبير لا ممركز للماء، يتلاءم مع الحاجيات المحلية.

وتراهن الجهة أيضا، على المياه غير التقليدية، لاسيما التحلية وإعادة استعمال المياه العادمة، قصد تنويع مصادرها وتقليص الضغط على الفرشات المائية.

ويجسد بناء السدود في جهة مراكش آسفي لاستجابة مندمجة واستباقية أمام التحديات المناخية والاقتصادية.

وتضع هذه المقاربة، التي تجمع بين الأمن المائي والتنمية الفلاحية وحماية الساكنة، الأسس لنمو صامد ومندمج، مع صون تراث طبيعي هش.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.