افتتح، اليوم الاثنين بالمتحف الوطني للفوتوغرافيا في الرباط، معرض “رواة بصريون” الفني، بحضور شخصيات بارزة من عالم الفن والثقافة.
ويسلط هذا المعرض، الذي يتواصل على مدى أربعة أشهر، الضوء على عشرة فنانين فوتوغرافيين مغاربة يعتبرون التصوير الفوتوغرافي لغة بصرية حقيقة وأداة قوية للتعبير السردي.
ومن خلال مجموعة متنوعة من المواضيع، يبني كل واحد من هؤلاء الفنانين سردا فريدا ودقيقا حول الواقع المغربي المعاصر، بما يشمل المجال الحضري والقروي، والتحولات الإجتماعية والعمرانية، والذاكرة الفردية والجماعية وغيرها، مع استكشاف التراث واللجوء إلى سرديات بصرية وعوالم ساحرة مستوحاة من الواقع المحلي والعالمي.
وأكد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المعرض يتيح الغوص في عوالم التعبير الحر لمصورين شباب، جاءوا لتقاسم شذرات من مسارهم وتجاربهم اليومية وبيئاتهم المختلفة.
وأوضح السيد قطبي أن الهدف يتمثل في جعل الفن فضاء للحرية، يمكن فيه لكل فنان أن يعبر عن رؤيته وعالمه الخاص وطريقته في إدراك محيطه.
من جهته، أشار محافظ المتحف الوطني للفوتوغرافيا، سفيان الرحوي، إلى أن هذا المعرض يسلط الضوء على رواة بصريين شباب، يشاركون، من خلال الصور، قصصا متجذرة في حياتهم اليومية.
وأبرز أن هذه المبادرة من شأنها أن تتيح للفنانين المغاربة فرصة تقديم صورة أصيلة عن المغرب من منظورهم الخاص، تلتقط التحولات الاجتماعية والعمرانية التي يعرفها المغرب.
وأضاف أن الهدف هو جعل المتحف فضاء للإبداع والتأمل والتعبير، منفتحا على القضايا الكبرى التي تعبر المجتمع المغربي.
من جانبها، أوضحت الفنانة الفوتوغرافية، هبة بادو، أن أعمالها، المستوحاة من الواقع الثقافي المغربي، تتناول قضايا الهوية والطقوس واللغات، في إطار فني “مستقبلي-رجعي”.
وأضافت أن أعمالها تجسد قصة الصحن الهوائي، ذاك اللاقط الذي أيقظ في ثمانينيات القرن الماضي رغبة في تجاوز الحدود اللامرئية للممكن، عبر نقل أصداء بعيدة وصور مثالية عن عالم آخر يشبه الفردوس.
أما المصور الفوتوغرافي شرف لهيب، فأفاد بأنه اختار مسارا مختلفا، صاغته طفولته التي قضاها في البادية، وتحديدا بمنطقة قلعة السراغنة.
ولفت إلى أن صوره تروي واقع قريته الأصلية، مستعيدا ذكريات الطفولة التي لا تزال تغذي مخيلته وتشكل مصدر إلهام لأعماله.
وصمم المعرض كعمل استكشافي ذاتي التوجيه يسمح للزوار بالتجول بحرية والتفاعل المباشر مع الأعمال، بما يمكنهم من الانغماس في كل عالم من عوالم المعرض، واكتشاف الوحدة التي نسجت من خلال سرد القصص وترابط الأصوات البصرية.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.