أعلن الرئيس الأرجنتيني، خافيير ميلي، اليوم السبت، عن “تخفيض دائم” في الضرائب المفروضة على تصدير عدد من المنتجات الفلاحية، من بينها الصويا، ولحم البقر، والذرة، ودوار الشمس، في خطوة قوية تهدف إلى إنعاش قطاع استراتيجي تضرر بشدة جراء عقدين من الضغط الضريبي.
واعتبر ميلي، خلال كلمة بمناسبة افتتاح المعرض الفلاحي الرئيسي في البلاد ببوينس أيرس، أن الرسوم الجمركية على الصادرات “آفة كبرى لم يكن لها أن توجد أساسا”، مستعرضا سلسلة من التخفيضات الفورية والبنيوية في الاقتطاعات عند المصدر المفروضة على أهم المنتجات الفلاحية بالبلاد.
وتشمل الإجراءات الجديدة، على الخصوص، لحوم البقر والدواجن، حيث تم خفض النسبة من 6,75 بالمائة إلى 5 بالمائة، والذرة والسورغو من 12 بالمائة إلى 9,5 بالمائة، ودوار الشمس من 7,5 بالمائة إلى 5,5 بالمائة، والصويا من 33 بالمائة إلى 26 بالمائة.
وتبلغ نسبة التخفيض في الاقتطاعات بالنسبة لسلاسل إنتاج الحبوب نحو 20 بالمائة، بينما تصل إلى 26 بالمائة بالنسبة لقطاع الماشية واللحوم. وتشمل هذه التخفيضات أيضا تلك السابقة التي شملت القمح والشعير، والتي كانت مؤقتة في البداية، لكن تم تثبيتها رسميا بشكل دائم.
وقال ميلي أمام أكبر تجمع للفلاحين الأرجنتينيين: “هذه التخفيضات دائمة ولن يتم التراجع عنها طالما أنا في السلطة”.
وأكد رئيس الدولة أن هذه القرارات أضحت ممكنة بفضل “الفائض المستدام في الميزانية” الذي حققته حكومته، متهما الحكومات السابقة بأنها “خنقت” تنافسية أحد أكثر القطاعات دينامية في الاقتصاد الأرجنتيني.
من جانبهم، نوه المنتجون بهذا القرار، رغم استمرار بعض التطلعات، حيث أشاد رئيس المجتمع القروي الأرجنتيني، نيكولاس بينو، بهذه الخطوة، دعيا إلى المضي أبعد من ذلك.
وقال: “لو توفرت لنا الظروف المناسبة، لأمكننا مضاعفة الإنتاج. نحن نطالب بمواصلة تقليص العبء الضريبي، بدءا بإلغاء الاقتطاعات عند المصدر بالكامل”.
وتأتي قرارات ميلي في سياق اقتصادي صعب يمر به القطاع الفلاحي الأرجنتيني، الذي يواجه تراجعا في الأرباح وضغوطا قانونية قوية. وتهدف هذه الإجراءات إلى استعادة ثقة الفاعلين المنتجين، وتعزيز التعاون مع الأقاليم المصدرة، وإبراز إرادة الحكومة في الحد من التدخل الاقتصادي.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.