26 يوليو 2025

حكامة الموارد المائية في حوض ملوية في صلب اجتماع بوجدة

Maroc24 | جهات |  
حكامة الموارد المائية في حوض ملوية في صلب اجتماع بوجدة

شكل موضوع “حكامة الموارد المائية في حوض ملوية: تدبير ندرة المياه في ظل التغيرات المناخية”، محور اجتماع مجلس الحوض المائي لملوية الذي انعقد اليوم الخميس بوجدة.

وأكد المشاركون في هذا الاجتماع، الذي ترأسه والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة-أنجاد، خطيب الهبيل، بحضور، على الخصوص، مديرة وكالة الحوض المائي لملوية، نرجس العمرتي، ورئيس مجلس الحوض، محمد جلول، وممثلي مختلف القطاعات المعنية، على أهمية الحكامة الجيدة في مجال الماء والتي تتطلب مراجعة أساليب التسيير التقليدية، مع تعبئة كافة الفاعلين وتعزيز التنسيق بينهم، وكذا تفعيل آليات الرصد والتتبع والتقييم.

وأبرزوا أن تدبير ندرة المياه أصبح ضرورة ملحة تفرضها التحولات المناخية التي يشهدها المغرب بشكل عام، وحوض ملوية بشكل خاص، عبر اعتماد رؤية استباقية للحفاظ على الموارد المائية وضمان استدامتها لفائدة الأجيال القادمة.

وفي كلمة بالمناسبة، ذكر السيد الهبيل، بالعناية الملكية السامية التي تحظى بها قضية الماء، مذكرا بالخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش، والذي دعا إلى ترشيد استعمال الماء، وتفعيل شرطة الماء، وضمان التناغم بين السياسة المائية والسياسة الفلاحية.

وأشار إلى أن حوض ملوية يمثل نموذجا بارزا للتحديات المائية، بفعل تنامي الضغط على الموارد الطبيعية، وتزايد تأثيرات التغيرات المناخية، داعيا إلى إرساء إطار تقني وتنظيمي للتدبير المعقلن للفرشات المائية، من أجل ضمان استمراريتها واستدامتها.

كما سلط والي جهة الشرق، الضوء على عدد من الإكراهات التي تعرفها الفرشات المائية بالحوض، والتي من بينها الاستغلال العشوائي، وضعف مردودية الشبكات، ومحدودية أنظمة المراقبة، وتراجع الوعي المجتمعي بأهمية ترشيد المياه، ما يستوجب تفعيل آليات التتبع والتقنين والمواكبة التقنية، منوها بانخراط وكالة الحوض المائي في إعداد عقود الفرشات المائية المعنية، وفق مقاربة تشاركية لتحقيق تدبير مستدام للموارد الجوفية.

ومن جهته، أكد رئيس مجلس الحوض المائي لملوية، أن الماء يشكل عنصرا محوريا في دعم الدينامية التنموية الوطنية؛ مما يقتضي اعتماد رؤية استباقية وترسيخ وعي جماعي مسؤول بأهمية التدبير العقلاني لهذه المادة الحيوية.

وأبرز أهمية تعميم عقد الفرشات المائية لضمان تأمين الماء الشروب، ومحاربة الاستغلال العشوائي، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يعد فرصة سانحة لعرض حالة تقدم هذه العقد، وتدارس مشروع النظام الداخلي للمجلس، من أجل صياغة تصور شمولي وفعال يضمن تدبيرا أفضل للموارد المائية على مستوى الحوض.

ومن جهتها، أوضحت مديرة وكالة الحوض المائي لملوية، في تصريح للصحافة، أن هذا اللقاء يهدف إلى التشاور والتنسيق بشأن إشكاليات تدبير الماء، وبلورة قرارات مسؤولة تأخذ بعين الاعتبار الوضعية المائية الحرجة التي يعرفها الحوض، وذلك ضمن مجلس الحوض الذي يعد هيئة استشارية أحدثت بموجب قانون الماء، كفضاء مؤسساتي للتداول حول قضايا التخطيط وتدبير الموارد المائية.

وأكدت أن الظرفية الحالية تتطلب حكامة فعالة وتدبيرا رشيدا للموارد المائية المتوفرة، بالإضافة إلى ترسيخ ثقافة الاقتصاد في الماء وتثمينه، والعمل على تحسين مردودية شبكات التوزيع، والرفع من نجاعة التدخلات القطاعية، مبرزة أن الحوض المائي لملوية، ورغم التحسن الطفيف في نسبة التساقطات المطرية لهذا الموسم، لا يزال يعاني من إجهاد مائي كبير، نتيجة التغيرات المناخية وتوالي سنوات الجفاف.

وأبرزت السيدة العمرتي، أن المشاريع المهيكلة التي تنجز بالحوض، تعرف تقدما هاما، حيث بلغت أشغال تعلية سد محمد الخامس بتاوريرت والناظور 64 في المائة، كما بلغت نسبة تقدم أشغال بناء سد تاركا أومادي بجرسيف 72 في المائة، بينما وصلت نسبة إنجاز سد بني عزيمان بالدريوش 73 في المائة؛ وهو ما سيرفع القدرة التخزينية من 794 مليون متر مكعب إلى أزيد من ملياري متر مكعب.

وجرى خلال هذا الاجتماع، المصادقة بالإجماع على مشروع النظام الداخلي للمجلس، والذي سيمكن هيئات المجلس من أداء مهامها، ويوفر لأعضائه إطارا تنظيميا وعمليا لتبادل الآراء وبناء تصورات مشتركة، وإعداد التحليلات، وصياغة الإجابات على مختلف القضايا التي تعرض عليهم للاستشارة.
و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.