أولى المغرب، خلال السنوات الأخيرة، أهمية كبرى لقطاع التعليم الأولي، وذلك بالنظر لدوره الحاسم ليس فقط في بناء وتكوين شخصية الطفل، بل أيضا كونه يشكل رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة.
وقد تم إرساء تعميم وتعزيز التعليم الأولي كاستراتيجية وطنية، من قبل الهيئات الحكومية الوصية في إطار المشاريع الاجتماعية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وفي مختلف العمالات والأقاليم مثل الجديدة، وخاصة بالوسط القروي ، فإن الهدف هو المساهمة الفعلية في دينامية وطنية لفائدة تنمية الطفولة المبكرة، وكذا تشجيع تكافؤ الفرص وتقليص الفوارق الاجتماعية.
وهكذا، عملت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بالجديدة، في إطار المرحلة الثالثة (2019- 2025)، على إحداث 284 وحدة للتعليم الأولي، استفاد من خدماتها 4.746 طفلة وطفلا ، بتكلفة مالية تقدر في 112.418.390.84 درهم.
ويندرج إحداث هذه الوحدات في إطار تنزيل مقتضيات الاتفاقية الموقعة بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي من أجل الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، من خلال الارتقاء بالتعليم الأولي وتسريع وتيرة تعميمه وتقليص الفوارق الاجتماعية، وخاصة تسهيل ولوج أطفال الوسط القروي، إلى التعليم الأولي في ظروف مواتية تستجيب لتطلعات السكان .
ولهذا الغرض، أنيطت مهمة تسيير وتدبير هذه الوحدات الخاصة بالتعليم الأولي، التي تغطي مختلف تراب الجماعات القروية بإقليم الجديدة، إلى المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي.
وفي هذا الصدد، أكد المسؤول الإقليمي لهذه المؤسسة يوسف ميكايسي، أنه تم في إطار هذه الاتفاقية، إحداث ما مجموعه 265 وحدة للتعليم الأولي ضمن المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، مما يعكس الالتزام المشترك للشركاء لصالح الولوج العادل والواسع النطاق للتعليم الأولي.
وأضاف ميكايسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، عملت، خلال هذه الفترة، على تكوين 314 مربية بالإضافة إلى التكوين الأساسي الذي امتد على 950 ساعة، منها 400 ساعة على مدى شهرين، و550 ساعة كتكوين تكميلي، فضلا عن تكوينات مستمرة في كل سنة من أجل توفير تعليم أولي ذي جودة نوعية على المستوى الوطني.
من جانبها، أكدت رئيسة قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الجديدة، حكيمة الراعي، أنه “في إطار تفعيل برامج المبادرة، لاسيما البرنامج الخاص بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، عملت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية منذ سنة 2019 على إحداث 284 وحدة للتعليم الأولي، منها 17 في طور الإنجاز ووحدتان تم ضمهما للمؤسسات التعليمية الابتدائية”.
وأضافت أن هذه الوحدات المحدثة، التي تشرف على تسييرها المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي بشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، استفاد من خدماتها 4.746 طفلا من خدمات تعليمية، بكلفة فاقت 112 مليون درهم بتمويل كلي من صندوق المبادرة لضمان تكافؤ الفرص وتحقيق العدالة المجالية بين أطفال المجالين الحضري والقروي.
من جهتها، قالت حكيمة ناجي، وهي مؤطرة تربوية بهذه المؤسسة ، إنها تشرف على 30 وحدة من خلال زيارات ميدانية منتظمة وجلسات ملاحظة داخل الأقسام، وتنظيم مجموعة من الورشات والتكوينات لفائدة المربيات لتحسين أدائهن التربوي وممارساتهن المهنية التي استفدن منها خلال عمليات التكوين.
ومنذ انطلاقتها،دأبت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على دعم وتمويل جميع المشاريع الرامية إلى تحسين جودة التعليم الأولي، وذلك عبر تهيئة وصيانة وحدات وفضاءات التعليم الأولي، وتجهيز أقسام التعليم الأولي بمختلف الأقاليم بتجهيزات ومعدات وبرامج بيداغوجية مخصصة للأطفال.
يشار إلى أن التعليم الأولي، الذي يشكل خيارا استراتيجيا وركيزة أساسية لبناء مدرسة مغربية جديدة عادلة ومنصفة ومواطنة، يضطلع بدور رئيسي في بناء شخصية الطفل، باعتباره رافعة لا محيد عنها لاكتساب العديد من المهارات والقدرات والملكات النفسية والمعرفية قبل ولوجه إلى التعليم الابتدائي.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.