17 يوليو 2025

حفل تأبيني بالرباط يستحضر مسار الباحث في اللسانيات محمد كرسل

Maroc24 | فن وثقافة |  
حفل تأبيني بالرباط يستحضر مسار الباحث في اللسانيات محمد كرسل

نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، اليوم الأربعاء بالرباط، حفلا تأبينيا استحضر المسار الحافل للباحث في اللسانيات محمد كرسل، وذلك بحضور نخبة من الشخصيات الأكاديمية والثقافية، إلى جانب عدد من أفراد عائلته وأصدقائه.

ويندرج هذا الحفل التأبيني في إطار ما دأب عليه المعهد من تكريم واعتراف بالشخصيات الثقافية التي لها إسهام وازن في مجال النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين، تثمينا لما أسدته من خدمات للثقافة الوطنية عامة، والثقافة الأمازيغية بصفة خاصة.

وفي كلمة بالمناسبة، قال عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، إن إسهامات الراحل محمد كرسل في مجالي اللسانيات الأمازيغية والعربية، خاصة في الشقين النظري والمنهجي، كان لها أثر بالغ من منظور لساني توليدي حديث.

وأوضح أنه في مجال اللسانيات الأمازيغية ساهمت أبحاث الفقيد، بشكل كبير، في تطوير البحث اللساني حول اللغة الأمازيغية، خصوصا في التفاعل بين الفونولوجيا والمورفولوجيا، لافتا إلى أن أعماله في بنية المقطع الصوتي، وظواهر الحالة الاضافية، والاشتقاق الفعلي، والتركيب النحوي، أضحت من الركائز الأساسية في الدراسات الأمازيغية الحديثة.

وبالرغم من أن الاهتمام الرئيسي للراحل كان موجها نحو الأمازيغية، يضيف السيد بوكوس، فإنه قدم أيضا إسهامات مهمة في دراسة اللغة العربية، منها تناوله بنية الجملة العربية، لا سيما في ما يتعلق بالضمائر، والإعراب، وتوزيع المواضع النحوية، مما ساهم في إدماج العربية ضمن النقاش العالمي المتعلق بالبنى النحوية والمعايير التوليدية.

كما سلط الضوء على مساهمة الفقيد في ترسيخ نموذج ملائم لمجالي اللسانيات الأمازيغية والعربية، خاصة في مجال تأصيل لغات المغرب الكبير في النظريات اللسانية الحديثة، مبرزا أن الراحل وضع الأمازيغية، ومن خلالها العربية المغاربية، في قلب النقاشات اللسانية الكبرى، مانحا إياها مكانة علمية لم تكن تحظى من قبل.

من جهته، وصف الأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الحسين المجاهد، الراحل بـ “اللساني الموسوعي”، مضيفا أن كرسل ترك أثرا بالغا على الأجيال التي درسها وأشرف على تكوينها.

وشدد على أن الفقيد ترك إرثا علميا مهما، خصوصا في مجال البحث في اللسانية الأمازيغية، إلى جانب تعمقه في البحث في صيغ اللغة اللازمة إلى المتعدية واستخراجها من الأمازيغية.

من جانبها، عبرت أرملة الراحل، كنزة أوحسي، في تصريح للبوابة الأمازيغية لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن امتنانها للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على هذه الالتفاتة، مشيرة إلى أن الفقيد كان “لسانيا بارزا” أنجز أعمالا لسانية مهمة حول اللغتين الأمازيغية والعربية.

يشار الى أن الراحل محمد كرسل، الذي توفي في 6 يونيو 2025 بكندا، ناقش أطروحة الدكتوراه الخاصة به سنة 1983 بجامعة واشنطن في سياتل، ثم اشتغل أستاذا باحثا بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج، وعين بعد ذلك أستاذا بشعبة اللسانيات بجامعة كبيك بمونتريال إلى غاية إحالته على التقاعد سنة 2012.
و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.