شهد مهرجان “جازابلانكا”، مساء أمس الخميس، ثالث أمسياته الكبرى إطار الدورة الحالية، من خلال سهرة استثنائية جمعت بين ثلاثة من أبرز الأسماء الموسيقية، وهم: فراج سليمان، كوري هنري وفرقة “ذا فانك أبوسلز”، و”بارسلز”، الذين أسروا جمهورا غفيرا بعروض موسيقية قوية ومتنوعة مزجت بين الجاز المعاصر، والفانك، والبوب.
واست هلت الأمسية بعرض قدمه عازف البيانو والملحن فراج سليمان رفقة فرقته الخماسية، حيث مزج بأسلوب رفيع بين الألحان العربية والنف س الموسيقي العصري، واضعا البيانو الشرقي في قلب ربرتوار غني يجمع بين التقنية العالية والتعبير العاطفي العميق.
وقد نجح هذا الأداء الغامر في خلق اتصال حقيقي مع الجمهور، الذي تفاعل بحرارة مع العرض الذي احتضنته “منصة 21″، من خلال تصفيقات حارة وطويلة، مما يعكس المكانة الكبيرة التي بات يحظى بها الفنان، الذي سبق له أن تألق خلال تظاهرات مرموقة من قبيل “مهرجان جاز لندن” و”مهرجان مونترو للجاز”.
وتواصلت السهرة بعرض قدمه كوري هنري وفرقة “ذا فانك أبوسلز”، بقيادة هذا العازف الموهوب والحائز على جائزة “غرامي”، والذي ي عد من أبرز العازفين على البيانو ومن الفنانين متعددي الآلات، حيث يمزج في أسلوبه الفريد بين الفانك، والجاز، والآر إن بي.
مرفوقا بموسيقيين استثنائيين، أبهر كوري هنري الجمهور منذ النوتات الأولى من خلال تقديم أداء موسيقي عالي، وتحويل الفضاء إلى ملتقى حقيقي للفانك بفضل الإيقاعات القوية.
أما ختام السهرة، فكان مع فرقة “بارسلز” الأسترالية، التي قدمت عرضا موسيقيا فريدا، مزج بين الفانك والديسكو والروك والبوب الإلكتروني، في قالب فني يجمع بين الحداثة واللمسة الأصيلة.
وقبل الصعود الى خشبة كازا أنفا، أعرب باتريك سكوت هيذرينجتون، عازف الغيتار والمغني في الفرقة، عن سعادته بتقديم عرضه الموسيقي في المغرب لأول مرة، مشيرا إلى تشوقه لاكتشاف تفاعل الجمهور المغربي.
وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “الهدف يمكن في خلق رحلة موسيقية حقيقية خلال الحفل، وأخذ الجمهور معنا إلى عالمنا الخاص، عبر الموسيقى والطاقة التي نعيشها على الخشبة”.
وبفضل النجاح العالمي الذي تحققه الفرقة، والتي تجاوزت أغانيها مليار استماع على مختلف المنصات، إضافة إلى حفلات بيعت تذاكرها بالكامل مثل تلك التي أقيمت في “ريد روكس أمفيتياتر” سنة 2024، نجحت “بارسلز” في إشعال منصة “جازابلانكا” بأجواء احتفالية تنبض بانسجام لافت وإيقاعات راقصة أسرت الحضور.
وعلاوة على العروض المقدمة على المنصة الرئيسية، يمتد مهرجان “جازابلانكا” إلى مختلف أرجاء مدينة الدار البيضاء، حيث أضفت فرقة “غلين ديفيد أندروز”، القادمة من مدينة نيو أورليانز الأمريكية، أجواء احتفالية على مسار انطلق من مسجد الحسن الثاني نحو منطقة العنق، في إطار جولة موسيقية تشمل أيضا عرضين مبرمجين يومي 11 و12 يوليوز، تجوب خلالهما أماكن رمزية بالمدينة، من بينها “ريكس كافي”، و”السوق المركزي”، و”أنفا بلاص”، و”فندق السويس”.
وفي سياق انفتاح المهرجان على مختلف شرائح الجمهور، وحرصا على جعل الموسيقى في متناول الجميع، ست قام حفلتان مجانيتان على منصة “نفس جديد” بحديقة الجامعة العربية. وسيكون الموعد يوم الجمعة 11 يوليوز مع أنس شليح كينتت، الذي يقترح مزيجا فنيا يجمع بين التراث المغربي والجاز المودال، فيما ستطل الفنانة سكينة فحصي يوم السبت 12 يوليوز، عبر عرض يجسد رؤية متجددة لأسلوبها الفريد مع أصالة الإيقاعات المغربية، في تعبير فني يعكس دينامية الجيل الجديد من الفنانين المحليين.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.