11 يوليو 2025

الشرق.. دينامية متواصلة تعزز مكانة الجهة كوجهة سياحية رائدة

Maroc24 | جهات |  
الشرق.. دينامية متواصلة تعزز مكانة الجهة كوجهة سياحية رائدة

تشهد جهة الشرق، منذ إطلاق المبادرة الملكية لتنمية الجهة (مارس 2003)، دينامية متواصلة لتعزيز موقعها على خارطة السياحة الوطنية والدولية، تعكسها رؤية استراتيجية متكاملة ترتكز على تثمين المؤهلات الطبيعية والثقافية الغنية، وتطوير البنيات التحتية، وإرساء عرض سياحي متنوع ومستدام.

وتندرج هذه الدينامية ضمن جهود متكاملة لتقوية جاذبية الجهة، عبر تعزيز بنياتها السياحية، والتسويق الذكي لمؤهلاتها، وتنفيذ مشاريع مهيكلة بمختلف الأقاليم، مستفيدة من تنوع المجال الجغرافي، وتعدد الأقطاب السياحية، ما يجعلها فضاء سياحيا واعدا.

وعرفت البنية التحتية السياحية للجهة تحسنا ملحوظا، حيث تتوفر على قدرة إيوائية تفوق 14 ألف سرير، و90 وكالة للأسفار، استقبلت أكثر من 320 ألف سائح. كما سجل مطاري وجدة-أنجاد، والناظور-العروي سنة 2024 أكثر من مليوني مسافر، ما يعكس تزايد الإقبال على الجهة كمقصد سياحي متكامل.

وتعكس هذه المؤشرات الرؤية الاستراتيجية الجهوية (2025- 2030)، الرامية إلى إنعاش القطاع بغلاف مالي يقدر بـ424 مليون درهم، عبر إنجاز 58 مشروعا مهيكلا، منها 16 مشروعا لتثمين المنتجات المجالية (325 مليون درهم)، و7 مشاريع لتعزيز النقل الجوي (74.4 مليون درهم)، و11 مشروعا للترويج السياحي (7.55 مليون درهم)، و14 مشروعا للتنشيط والتكوين (12 مليون درهم).

ولتنويع العرض السياحي، تعرف الجهة إنجاز مشاريع نوعية، كالمشروع السياحي “قطار الصحراء”، الذي يروم الترويج لواحات فجيج ومجالها الجغرافي المتميز، ومشروع “وجدة سيتي تور”، الذي يقام على مساحة 36 هكتارا، ويضم أكثر من 6000 وحدة سكنية، وفنادق، ومراكز للتسوق والأعمال، ومعارض وساحات عمومية، ومقرات إدارية ومؤسسات تعليمية وصحية، ليشكل دعامة حقيقية لتقوية الجاذبية السياحية لمدينة الألفية.

ويبرز، أيضا، مشروع “ناظور ويست ميد”، الموجه لدعم السياحة البحرية، ومخطط استغلال وتدبير الشواطئ (PUGP) الذي أطلق بشراكة بين ولاية الجهة ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، لتأهيل الواجهة البحرية للجهة على أزيد من 200 كلم، مع إطلاق نموذج أولي بالسعيدية ورأس الماء.

كما يتم الاشتغال على تثمين القرى السياحية، من خلال مشروع نموذجي يهم قرية تافوغالت المعروفة بكهوفها وجبالها، ضمن خارطة وطنية تشمل 16 قرية، لتوفير بنية تحتية ملائمة للسياحة المستدامة، وكذا إدماج الصناعة التقليدية في المسارات السياحية، ضمن رؤية تنموية تدمج الاقتصاد الثقافي بالسياحة، وتثمن التراث المحلي وتوسع قاعدة المستفيدين منه.

ويتم العمل أيضا على تعزيز الترويج الرقمي، عبر إنتاج خرائط ومسارات سياحية رقمية، وأدوات تعريفية تبرز تنوع العرض السياحي، وتقوي الحضور بالمنصات الرقمية، إضافة لتأهيل الكفاءات الرقمية في الذكاء الاصطناعي والبرمجة والبيانات، بشراكة مع مؤسسات وطنية ودولية، عبر مشروع “Zone 01 Oujda” الهادف إلى تكوين 4000 شاب، في أفق تعزيز السياحة الذكية.

وتندرج هذه الدينامية ضمن جهود متكاملة لتقوية جاذبية الجهة، عبر تسويق ذكي لمؤهلاتها الطبيعية المتنوعة من شواطئ رملية، وسلاسل جبلية، وغابات كثيفة، وواحات، ومواقع استشفائية، إضافة لغنى تراثها الثقافي والفني؛ ما يؤهلها لاحتضان سياحة بيئية وثقافية وقروية ورياضية ذات قيمة مضافة.

وتتبوأ مدينة السعيدية موقع الصدارة في هذه الدينامية، بما توفره من شواطئ ممتدة على 14 كلم، ومياه هادئة، وبنية فندقية متطورة، ومرافق ترفيهية متنوعة مثل “مارينا السعيدية”، و”أكوابارك ألبامار”، وملاعب الغولف، ومراكز للرياضة والاستجمام، وموقع استراتيجي يربطها بمطارات وجدة والناظور، وبشبكة طرقية متطورة، ما يمنحها مكانة رائدة بالخريطة السياحة الصيفية.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة الشرق، يوسف زكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الجهة تكرس اليوم مكانتها كوجهة سياحية واعدة، مبرزا أن الخطاب التاريخي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بوجدة (18 مارس 2003)، كان منطلقا لمرحلة الإقلاع التنموي والسياحي بالجهة.

وأوضح أن المحطة الشاطئية للسعيدية أضحت قاطرة رئيسية لتنمية السياحة الساحلية بالمنطقة، حيث تضم أكثر من 6500 سرير، بما يفوق 52 بالمائة من القدرة الإيوائية بالجهة، التي تتجاوز حاليا 14 ألف سرير، مبرزا أنه تم تسجيل حاليا 870 ألف ليلة مبيت في أمل بلوغ مليون ليلة مع نهاية السنة.

وأضاف السيد زكي أن المجلس الجهوي للسياحة، اعتمد أدوات رقمية حديثة للتسويق السياحي، كما شرع بشراكة مع المكتب الوطني المغربي للسياحة، في إطلاق مشروع “قطار الصحراء”، وهو عرض سياحي فريد على المستوى الوطني، مؤكدا أن المؤشرات الحالية مشجعة وتعزز موقع الجهة كقطب سياحي بارز وطنيا ودوليا.

وانسجام مع هذه الدينامية، أبدى عدد من زوار السعيدية إعجابهم بما تزخر به من مؤهلات سياحية متكاملة، تجمع سحر الطبيعة، ونظافة الشواطئ، ودفء المناخ، وجودة الإيواء، مؤكدين أنها أصبحت وجهتهم المميزة بفضل خدماتها المتنوعة، وبنيتها المتطورة.

ودعوا إلى توسيع نشاطها السياحي ليشمل باقي فصول السنة، وكذا استغلال وتثمين المؤهلات السياحية بباقي أقاليم الجهة وجعلها وجهة حقيقية للتجربة والمتعة والاكتشاف.

وإلى جانب السعيدية، تبرز مدينة الناظور كمحطة للسياحة الإيكولوجية، عبر مشروع بحيرة مارتشيكا، ومنطقة رأس الماء التي تجمع بين الشواطئ الواسعة والطبيعة الهادئة. كما تعد جبال بني يزناسن بمنطقة تافوغالت بإقليم بركان وجهة جبلية متميزة بغطائها الغابوي الشاسع ومقوماتها البيئية والأثرية، ناهيك عن منطقة دبدو وفجيج اللتان تحتضنان كنوزا معمارية وطبيعية أصيلة.

وهكذا، فإن جهة الشرق تسير بخطى ثابتة لترسيخ مكانتها كوجهة سياحية صاعدة، وفق رؤية مندمجة تجمع بين الاستغلال المؤهلات المتوفرة، والتخطيط المحكم، والتسويق العصري، مما يجعل السياحة رافعة مركزية للتنمية المجالية والاقتصادية.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.