07 يوليو 2025

نيكولاس مورينو، أو عندما يجتمع الشغف بالتصوير الفوتوغرافي مع حب المغرب

Maroc24 | فن وثقافة |  
نيكولاس مورينو، أو عندما يجتمع الشغف بالتصوير الفوتوغرافي مع حب المغرب

بشعر بني ناعم ومتوسط الطول، ومظهر بوهيمي ونظرة هادئة، يفرض نيكولاس مورينو نفسه بحضوره الرصين. كما أن هذا المصور الفوتوغرافي البيروفي ذو 28 عاما، محاط بهالة من السكينة، على غرار تلك التي تميز الفنانين الذين يقودهم حس مرهف.

منبهرا بالمغرب منذ صباه، بدأ نيكولاس التعرف على المملكة من خلال ألبومات الصور التي يملكها والده ثم عبر”حكايات المستكشفين الأوروبيين”، لكن قدميه لم تطأ أرض المغرب إلا في عام 2023، ولم يغادره منذ ذلك الحين.

يقول نيكولاس لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه “منذ أن وطئت قدماي المغرب، لم أغادره”، مضيفا أن اندماجه في بلد الاستضافة تم بسلاسة، بفضل “الضيافة التي لا مثيل لها” و”كرم” المغاربة.

منذ عامين، انبهر المصور البيروفي الشاب بهذا البلد الذي جذبه منذ طفولته، ويحمل آلة تصوير بيده، عازما على توثيق وهج المغرب الذي طالما أسره.

واعتبر أن الأمر بالنسبة له يتعلق بحرصه على التقاط تفاصيل الحياة اليومية للمغاربة العاديين، والتي، كما يؤكد، لا تختلف كثيرا عن حياة البيروفيين، رغم آلاف الكيلومترات والمحيط الذي يفصل بين البلدين.

وقد أعجب نيكولاس بحداثة البنيات التحتية ونظافة عاصمة المملكة، وتأثر بالمعمار الرباطي، معتبرا أن “الرباط تعد واحدة من أكثر المدن أمانا في العالم”.

وأضاف في هذا الصدد، أن الشعور بالأمان، بالنسبة له، يظل معيارا أساسيا للاستقرار في أي بلد، موضحا أنه “كمصور أستطيع التجول بآلة التصوير في أوقات مختلفة من اليوم دون أن أن أقلق أو أن أتعرض لأي إزعاج من أحد”.

وأكد أنه عدا عن هذا المناخ المطمئن، هناك جوانب أخرى تثري تجربته، من بينها المطبخ المغربي “اللذيذ”، الذي يغذي أيضا إلهامه الفني.

بين السكينة وجمالية المعمار، والنكهات، تمنح الرباط لنيكولاس مورينو بيئة مثالية للإبداع الفني ومصدر إلهام لا ينضب.

يجوب هذا الفنان خلال النهار شوارع العاصمة ومدينتها العتيقة، موثقا تفاصيل حياة سكانها. وبالنسبة له فإن أكثر ما يشد انتباهه في الحياة اليومية للمغاربة هو التناغم الطبيعي إلى حد ما مع وطنه الأم، “لدرجة يصعب معها التمييز ما إذا كانت الصورة قد التقطت في المغرب أو في البيرو”.

وعند حلول المساء، يستبدل مورينو آلة تصويره بجهاز تنسيق الموسيقى، ليطلق العنان لموهبته الموسيقية من خلال عمله كمنسق موسيقى” دي دجي” في تنشيط الأمسيات والحفلات.

وأعرب عن انبهاره بحماس الشباب تجاه الموسيقى الوطنية والعالمية، لافتا إلى أن “الموسيقى المغربية مرآة تعكس تطور الثقافة في البلاد، من خلال مزجها مع الأنماط العالمية”.

وقال “بالنسبة لي، المغرب مكان ملهم بالكامل، كما أنه بمثابة فسيفساء حية يجد فيها الإبداع معناه الحقيقي”، معتبرا أن المملكة “عاصمة للثقافة”.

وأضاف أن “المغرب يشكل جسرا ثقافيا بين أوروبا وإفريقيا”، مسجلا أن هذا الموقع الاستراتيجي هو ما يجذب الفنانين من جميع أنحاء العالم، ويجعل من المملكة مركزا إبداعيا.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.