انفتحت منصة “نفس جديد”، التي تندرج في إطار الدورة الثامنة عشر من مهرجان “جازابلانكا”، أمس الجمعة، بحديقة جامعة الدول العربية بالدار البيضاء، على إيقاعات صحراوية أبدعتها الفرقة المغربية “درعة تريبز”.
ومنحت الفرقة، التي تكونت في وادي درعة حيث ابتكرت لغة موسيقية فريدة تمزج بين الإيقاعات الصحراوية والأصوات التراثية وطاقة موسيقى الروك، الجمهور تجربة موسيقية متفردة تجمع بين “بلوز الصحراء” والتقاليد العريقة للجنوب المغربي.
واستطاع أداء “درعة تريبز”، خلال هذا الحفل الموسيقي المجاني في قلب العاصمة الاقتصادية، أن يستأثر باهتمام جمهور من الفضوليين والشغوفين بالموسيقى على حد سواء. وبينما رقص البعض على إيقاع الأغاني العريقة، استمتع آخرون باستراحة موسيقية عفوية في أجواء الحديقة الخضراء، فيما اكتشف الأطفال بحماس هذه الأصوات الجديدة التي جعلتهم يتفاعلون مع أنغام الموسيقى.
وبهذه المناسبة، ع بر مصطفى أقرميم، عضو الفرقة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته بالمشاركة للمرة الثانية في مهرجان جازابلانكا، مؤكدا أن هذه الدعوة الجديدة تمثل فرصة ثمينة للقاء جمهور الدار البيضاء.
وكشف أن “تفاعل الجمهور القادم من مناطق مختلفة كان جد مؤثر، والأجواء كانت رائعة”. لقد قدمت الفرقة حفلا استمر ساعة ونصف وتضمن حوالي 12 أغنية، من بينها عدة قطع جديدة من ألبوم مصغر جديد بعنوان ” Torat”، تم الكشف عنه لأول مرة.
وتابع الفنان أن الفرقة، التي تمتلك رصيدا غنائيا غنيا يضم ثلاث ألبومات (صحراء، بشارة، والنبي)، تعمل حاليا على مشروع موسيقي جديد يحمل نفس العنوان، حيث سيؤدي كل عضو من المجموعة، أغنية مستوحاة من القبيلة التي ينتمي إليها. وذك ر أقرميم بأن “وادي درعة هو من أغنى المناطق بالتنوع القبلي”، مضيفا أن هذا المشروع يروم إبراز هذه التعددية الثقافية.
بعد ذلك، افتتح الشاب البولندي مارسين الأمسية على “منصة 21” في حديقة أنفا، بأداء متميز وبراعة ملحوظة، حيث قدم عرضا مبهرا مزج بين القيثارة الكلاسيكية والروك وتقنيات إيقاعية مبتكرة، متجاوزا حدود أداء الآلة الموسيقية إلى آفاق جديدة.
وعلى منصة كازا أنفا، كان الحضور على موعد مع دفء البرازيل من خلال الفنان سيو جورجي، رمز السامبا الحديثة، الذي قدم أغانيه الكلاسيكية مثل “كارولينا” و”O Mundo é Um Moinho “، فضلا عن إعادة أداء أغاني ديفيد بوي باللغة البرتغالية.
وبهذه المناسبة، أعرب الفنان، في تصريح مماثل، عن تأثره العميق بالاستقبال الذي حظي به في المغرب، مؤكدا أنه شعر “كأنه في منزله” بفضل دفء الساكنة والأجواء الأخوية التي يتسم بها المهرجان.
وأضاف أن “هذا المهرجان هو احتفال حقيقي بالموسيقى والتنوع الثقافي. جميع الموسيقيين الحاضرين يتقاسمون نفس العشق لموسيقى الجاز ولهذا الموعد الفني الذي أصبح لا غنى عنه”.
كما أشاد بالدور الذي يضطلع به المغرب في تعزيز الثقافة والتبادل الدولي، معتبرا أن المهرجانات تساهم ليس فقط في إشعاع الفن، بل أيضا في النهوض بالدبلوماسية الثقافية.
وفي الختام، توجت الفرقة الأسطورية “Kool & The Gang” الأمسية بعرض لموسيقى الفانك أمام جمهور متحمس، حيث قدمت الفرقة باقة من أغانيها الخالدة مثل “Celebration” و”Jungle Boogie”، إلى جانب قطع موسيقية من ألبومها الأخير “People Just Wanna Have Fun” (2023)، مما أكد مرة أخرى قدرتها على مواصلة التأثير عبر الأجيال.
وبعد نجاح الدورة السابعة عشر، يواصل مهرجان جازابلانكا، الذي تمتد فعالياته إلى غاية 12 يوليوز الجاري، التزامه بتقديم تجربة متكاملة للجمهور، والتي تشكل ميزة أساسية من هويته.
ففي منتزه أنفا، تم تجهيز الفضاءات لتوفير أقصى درجات الراحة، من خلال منصتين وفضاءات للمأكولات المتنوعة، ومناطق للاسترخاء، وأجواء حميمية تجعل من المهرجان فضاء نابضا بالحياة والتلاقي.
من جهة أخرى، ستحتضن منصة “نفس جديد” بحديقة الجامعة العربية بالدار البيضاء، إلى غاية 12 يوليوز الجاري، أربعة عروض موسيقية مجانية يحييها كل من: فرقة “درعة تريبز”، مهدي قاموم، أنس شليح كينتت، وسكينة فحصي.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.