01 يوليو 2025

الخميسات.. المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تمنح الفرصة لأطفال التوحد لإسماع صوتهم

Maroc24 | جهات | مجتمع |  
الخميسات.. المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تمنح الفرصة لأطفال التوحد لإسماع صوتهم

يجسد المركز السوسيو – تربوي الجديد للأطفال المصابين بالتوحد، الذي يقع في قلب مدينة الخميسات، الأمل في التمتع بمستقبل دامج وأكثر طمأنينة، تكريسا للعناية الملكية السامية بالفئات الهشة.

ويمثل هذا المشروع، الذي دخل حيز الخدمة سنة 2024، باستثمار قدره ستة ملايين درهم، في حد ذاته استجابة ملموسة ومهيكلة لاحتياجات الأشخاص المصابين باضطرابات النمو العصبي وعائلاتهم، من خلال تمكينهم من فضاء للدعم والراحة والتفتح.

وقالت لطيفة الشعيبي، رئيسة جمعية (خذ بيدي) للأطفال المصابين بالتوحد، التي ت دير المركز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “إن هذا المركز ليس مجرد مبنى، بل هو تتويج لحلم جماعي مدفوع برغبة راسخة في تلبية حاجة غالبا ما يتم إهمالها”.

وبعد أن أشارت إلى أن كل لبنة في هذا المبنى تشهد على تعبئة استثنائية للمجتمع والمؤسسات والشركاء المحليين، أكدت السيدة الشعيبي أن الدعم الذي قدمته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كان حاسم ا في تجسيد هذه الرؤية على أرض الواقع.

ويتوج إحداث جمعية (خذ بيدي) الدينامية الجماعية التي أطلقتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، باعتبارها نموذجا غير مسبوق للحكامة الاجتماعية. ويتعلق الأمر، على الخصوص، بتحسيس العموم باضطراب التوحد، وهو شرط ما تزال تجهله إلى حد كبير شرائح واسعة من المجتمع.

وأضافت أنه بفضل هذا الدعم، لم تتمكن هذه البنية الجمعوية من بناء وتجهيز المركز فحسب، بل استفادت أيض ا من إطار مؤسساتي ملائم لاستدامة وفعالية أعمالها.

وقالت بنبرة متأثرة “بالنسبة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ي عد الإدماج الاجتماعي ضرورة، وقد كان الدعم المقدم لمشروعنا بحجم لم نكن لنحققه بمفردنا”.

ويوجد حاليا بالمركز، الذي يتسع 80 طفلا، 61 نزيلا، يستفيدون من تتبع شخصي يلائم احتياجاتهم الخاصة. وبالإضافة إلى الدعم التربوي، يتميز هذا الفضاء بكونه مكانا للعيش، حيث ت ستقبل كل خطوة، مهما كانت متواضعة، بفخر وتقدير.

وبحسب رئيس قسم العمل الاجتماعي بالنيابة في عمالة إقليم الخميسات، محمد أمين كارت، “يمثل المركز نموذجا حيا لما يمكن أن يحققه نهج تشاركي ودامج”.

وأشار إلى أن العديد من آباء الأطفال المصابين بالتوحد غالبا ما يجدون أنفسهم مثقلين، على المستويين العاطفي والمالي أمام المطالب التي يفرضها الدعم الملائم، مؤكدا أن المركز يوفر لهم مساحات للإنصات ودورات تكوينية لمساعدتهم على فهم احتياجات أطفالهم الخاصة وتدبيرها بشكل أفضل.

أما بالنسبة للآباء، فيبدو الأثر الإيجابي للمركز جليا على قدرات المستفيدين وعلى الحياة اليومية لأسرهم.

ويعرب عبد الغفور، وهو والد طفل مصاب بالتوحد، عن ارتياحه قائلا: “في السابق، كان ابني منعزلا في عالمه الخاص، غير قادر على التواصل معنا. أما اليوم، فقد بدأ يتكلم ويتفاعل مع محيطه. إنها نعمة ندين بها لهذا المركز ولطاقمه المتفاني”.

وتؤكد والدة طفل آخر هذا التقدم الملحوظ، مشيرة إلى أنه بفضل هذا المركز يستفيد طفلها من تتبع شخصي يمكنه من أن يقطع خطوة إلى الأمام، مضيفة “هذا الأمر يغير كل شيء في عائلتنا”.

ويعرب المربون العاملون في المركز عن فخرهم بمساهمتهم في عمل اجتماعي يومي لفائدة الإدماج السوسيو- اقتصادي لفئة من الأطفال ذات احتياجات خاصة، مؤكدين “نشهد كل يوم انتصارات صغيرة. إن رؤية هؤلاء الأطفال يتطورون يمثل حافزا كبيرا بالنسبة لنا”.

ولا يقتصر المركز على توفير المواكبة المباشرة للأطفال، بل ينخرط بكل حزم في مجهود تحسيسي بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتعاون الوطني، في أفق تغيير نظرة المجتمع للإعاقة على وجه الخصوص.
و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.