ورزازات: مركز للا أمينة لرعاية الأطفال، ملاذ الأمل والأمان

وعيا منها بهشاشة وضعية الأطفال المحرومين من الأسر، ما فتئت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعزز انخراطها اليومي في جهود الحفاظ على الكرامة الإنسانية لهذه الشريحة، من خلال مبادرات متنوعة تهدف إلى بث الأمل والطمأنينة وتوفير شروط النمو السليم لهؤلاء الأطفال.

وتأتي هذه المقاربة انسجاما مع الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والعناية الخاصة التي يوليها جلالته لتحسين ظروف عيش الفئات الاجتماعية في وضعية هشاشة.

وفي جهة درعة تافيلالت، يخلف الأثر الإيجابي والمستدام لمشاريع المبادرة ذات الطابع الاجتماعي ارتياحا وأملا واسعين، كما هو الحال بالنسبة لمركز للا أمينة لاستقبال ورعاية الأطفال بورزازات، والذي ي عد نموذجا بارزا للالتزام المتواصل للمبادرة من أجل ضمان حياة كريمة لهذه الفئة الاجتماعية في وضعية هشاشة.

وينكب المركز الذي أنجز في إطار البرنامج الثاني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المتعلق بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، والذي يمتد على مساحة 3.296 متر مربع، على استقبال ورعاية الأطفال المتخلى عنهم في المستشفيات والأطفال المحرومين من الأسر، وذلك وفقا لمقتضيات القانون 15-01 المتعلق بكفالة الأطفال المتخلى عنهم.

ويقدم هذا المركز، المنجز بشراكة مع قطاع الشباب والعصبة المغربية لحماية الطفولة، خدمات ذات طابع اجتماعي وتربوي ونفسي وطبي، كما يحرص على تحقيق إدماج أفضل لهؤلاء الأطفال، تماشيا مع فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الرامية إلى تثمين الرأسمال البشري.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمركز حوالي 90 سريرا ، ويضم فضاءات ومرافق مخصصة للرضع وحديثي الولادة وللأطفال الأكبر سنا ، بالإضافة إلى ساحات لعب ومكتبة وفضاءات للدروس والدعم المدرسي.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال عبد الجليل زايد، مدير المركز، إن هذه المنشأة، التي تم تدشينها في فبراير الماضي، ت عد مفخرة للجهة، نظرا لكون إقليم ورزازات كان في حاجة ماسة لمثل هذه المؤسسات التي توفر للأطفال المستهدفين الراحة النفسية وشروط النمو السليم وآفاقا واسعة للمستقبل.

وأضاف أن المركز يقدم مجموعة من الخدمات تشمل الرعاية الطبية، والتعليم، والإيواء، والتغذية، فضلا عن أنشطة موازية متعددة تحت إشراف ومواكبة طاقم تربوي وإداري وطبي متكامل ومجند بالكامل لتلبية احتياجات الأطفال.

وأكد أن الصدى الإيجابي الكبير لهذا المركز تحقق بفضل الدعم اللامشروط من السلطات المحلية والقضائية من خلال مبادرات ملموسة لفائدة الأطفال في وضعية صعبة.

ومن جانبها، أوضحت المربية حكيمة فوزي، في تصريح مماثل، أن المركز يسهر على التأطير التربوي، والدعم النفسي، والمتابعة الصحية للأطفال، إلى جانب ضمان ولوجهم للتعليم، مشددة على أن الهدف هو تأمين حياة كريمة لهذه الفئة، وتمكينها من مفاتيح أساسية تتيح لها بناء مستقبلها بثقة وتفاؤل.

وي عد المركز الذي يشهد على التزام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الدائم والفعال تجاه الأطفال في وضعية صعبة، من بين أبرز المبادرات التي تسعى إلى توفير بيئة لائقة وآمنة ومحفزة ومفعمة بالأمل لكل طفل يعيش وضعية صعبة.
و م ع