29 يونيو 2025

في ليلة الختام.. شيرين عبد الوهاب ومحمد شاكر يحلقان بجمهور “موازين” في سماء الطرب المفعم بالشجن والحنين

Maroc24 | فن وثقافة |  
في ليلة الختام.. شيرين عبد الوهاب ومحمد شاكر يحلقان بجمهور “موازين” في سماء الطرب المفعم بالشجن والحنين

أسدل مهرجان “موازين – إيقاعات العالم” الستار على دورته العشرين، مساء أمس السبت، بحفل ختامي أحيته كل من الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب والفنان اللبناني محمد شاكر، بمنصة النهضة وجمع بين الطرب و الشجن.

وعاش رواد منصة النهضة التي تعد القلب النابض للموسيقى الشرقية في مهرجان موازين، لحظات انتشاء واستمتاع بالأداء الراقي، المفعم بالأحاسيس للفنان الشاب محمد شاكر الذي تحمل نبرات صوته صدى والده، النجم فضل شاكر، مع بصمة فنية تشي بميلاد نجم يشق مسار التألق بثقة.

واستهل الفنان محمد شاكر عرضه بأغنية “لو على قلبي”، التي تنضح بالحب المستحيل والانكسارات العاطفية، قبل أن يبدع بصوته الرخيم في أداء أغاني “روح”، و “معقول”، و “يا أنا يا أنا” وهي أغنية شهيرة للفنانة صباح، أضفى عليها الفنان الشاب مسحة تجديد.

وأظهر محمد شاكر خلال هذا الحفل قدرات صوتية وجمالية في الأداء وهو ينسج توليفة زاوجت بين الطرب الكلاسيكي والرومانسي بلمسة معاصرة أحيت في قلوب الحضور ذكرى والده، ورسمت في الآن ذاته ملامح شخصيته الفنية الخاصة.

وما إن اختتم محمد شاكر عرضه حتى انطفأت الأضواء برهة، لتشتعل المنصة بالهتافات مع صعود النجمة شيرين عبد الوهاب التي خاطبت جمهورها بعبارة عفوية “وحشتوني”، مجددة الوصل معهم في لحظة فنية باتت عنوان تميز لعاصمة الأنوار.

وافتتحت شيرين فقرتها بأغنية “حبيبي نساي”، وأشعلت الأجواء منذ اللحظات الأولى، قبل أن تواصل التألق بأغان من قبيل “مين اختار”،، و”على بالي”، و”مش عاوزة غيرك إنت”، و”بطمنك”، و”ما تعتذرش”، والتي عبرت فيها عن مزيج من الألم وعزة النفس.

ولم تكتف شيرين بتقديم أغانيها الخاصة، بل فاجأت الجمهور بتحية طربية راقية للسيدة أم كلثوم، إذ قدمت رائعة “ألف ليلة وليلة”، فأعادت للحفل روح الطرب الكلاسيكي محلقة بالحضور في سماء الإبداع الخالد، حيث الكلمة سحر، واللحن طواف في الوجدان.

وواصلت شيرين تألقها بأداء أغنيتها الشهيرة “مشاعر”، وهي بطاقة سفر في عوالم الشوق والحنين، أدتها الفنانة بصوت يروي فصول الحكاية بشجن، لوعة، وحنين طافح.

وكانت هذه الليلة لتظل ناقصة لولا التوقيع الموسيقي البديع الذي قدمته الفرقة الموسيقية، بقيادة المايسترو مدحت خميس، الذي أضفى على الأمسية أبعادا فنية راقية، انسابت من خلالها الألحان بتناغم منح رونقا للأداء، ورافق شيرين في رحلتها العاطفية صوتا وصدى.

أما الجمهور الذي ملأ جنبات منصة النهضة، فكان أكثر من مجرد حضور عابر، بل قلب الحفل النابض وروحه الحقيقية، حيث توافد الآلاف من مختلف المدن المغربية، وهم يحملون في قلوبهم حبا للفن وأملا في لقاء طال انتظاره.

ومع كل نغمة، كانت الوجوه تتلألأ، والقلوب تتجاوب مع الإيقاع، في مشهد جماعي عصي على الوصف، تحول فيه الجمهور إلى كورال حي يمنح الفنان شحنة عاطفية ليتألق أكثر.

وبهذا الحفل الختامي، يرسخ مهرجان “موازين – إيقاعات العالم” الذي أطفأ شمعته العشرين، مرة أخرى، مكانته كأحد أبرز التظاهرات الموسيقية في العالم العربي التي تجمع بين الأصالة والتجديد، مؤكدا أن للموسيقى قدرة فريدة على نسج وشائج المحبة والانتصار لقيم الجمال والإبداع في مختلف تجلياته.
و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.