29 يونيو 2025

صحافيون مغاربة وموريتانيون يتدارسون بنواكشوط مزايا ومخاطر الذكاء الاصطناعي

صحافيون مغاربة وموريتانيون يتدارسون بنواكشوط مزايا ومخاطر الذكاء الاصطناعي

تدارس صحافيون مغاربة وموريتانيون نهاية الأسبوع الجاري بنواكشوط مزايا ومخاطر الذكاء الاصطناعي على العمل الصحفي والسبل الكفيلة بتوظيفه في خدمة مهنة الصحافة.

وتطرق المشاركون في ندوة علمية تنظمها نقابة الصحفيين الموريتانيين، بالتعاون مع النقابة الوطنية للصحافة المغربية، كتمهيد لدورة تكوينية يستفيد منها نحو 30 صحافيا موريتانيا ، إلى أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير الإنتاج الإعلامي، وسبل توظيف خدماته مع المحافظة على بصمة الصحفي، وكذا إبراز ماهية الذكاء الاصطناعي وتحدياته الأخلاقية والقانونية.

وفي هذا السياق قال نائب رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية ، محمد الطالبي، إن الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفا معرفيا أو خيارا تقنيا، بل أصبح واقعا عالميا تتقاسمه البشرية وتمارسه في مختلف مناحي الحياة، من الصحة إلى النقل، ومن التعليم إلى الإعلام.

وأضاف في مداخلة خلال الندوة، أن هذا التحول يفرض تحديات جوهرية على الصحفيين، إذ يتعين عليهم أن يتعاملوا مع أدوات جديدة تغير طبيعة الممارسة الصحفية وتعيد تشكيل العلاقة بين الصحفي والمتلقي، و”بين الخبر والحقيقة”.

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي، في مجال الإعلام، يتيح مزايا واضحة، من تسريع عمليات البحث والتحقق، وتحسين جودة الإنتاج، وتسهيل الوصول إلى المعلومات، إلا أن هذه المزايا، وفق السيد الطالبي، تخفي في طياتها مخاطر عميقة، على رأسها غياب البعد الأخلاقي والضمير المهني في الأنظمة الذكية، فضلا عن إمكانية إقصاء الصحفي البشري من بعض الوظائف، بسبب الاعتماد المفرط على الآلة.

ورأى أن الصحفي اليوم لم يعد فقط مطالبا بامتلاك أدوات الاشتغال الكلاسيكية، بل عليه أن يطور فهما نقديا للذكاء الاصطناعي، وأن يعمل على ترويض هذه الأدوات لا الانصياع لها، معتبرا أن التوازن بين الذكاء الاصطناعي والذكاء المهني للصحفي هو التحدي الأكبر في المرحلة المقبلة والذي يتطلب رفعه إعادة بناء التكوين الإعلامي بما يتلاءم مع هذه التحولات.

أما نقيب الصحفيين الموريتانيين، أحمد طالب ولد المعلوم، فأبرز أن التعاون بين النقابتين الموريتانية والمغربية يروم تبادل الخبرات من أجل الارتقاء بالعمل الصحفي باعتباره أحد أهم أدوات التنمية المجتمعية.

وقال إن الندوة والدورة التكوينية تعدان باكورة للعمل المشترك بين النقابتين، مؤكدا انفتاح النقابة على التعاون مع مختلف الجهات ذات الصلة بالحقل الإعلامي لمقاربة كل المواضيع والإشكاليات المتعلقة به.

من جهتها، قالت عضو النقابة الوطنية للصحافة المغربية المكلفة بالنوع، سلمى لمباركي، إن الذكاء الاصطناعي يشكل أحد الانشغالات الكبرى في الحقل الإعلامي الدولي، مشيرة إلى أن الندوة ستوفر فضاء للتشاور وتبادل الأفكار حول الاستخدام الناجع والمعقلن للذكاء الاصطناعي.

واعتبر عضو المكتب التنفيذي للنقابة المغربية، حافظ محضار، أن الندوة تلامس موضوعا آنيا يشكل أحد التحولات الرقمية المتسارعة التي تسم الحقل الإعلامي المتطور باستمرار.

وذكر بأن المشاركة في هذا اللقاء تؤكد التزام النقابتين الموريتانية والمغربية بتفعيل بنود الاتفاقيات المبرمة بينهما لتعزيز الشراكة والتعاون خدمة للمهنة و للصحافيين.
و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.