27 يونيو 2025

طنجة .. ندوة تبحث تأثير الرقمنة والوسائط الجديدة على الفرد والمجتمع

Maroc24 | جهات | مجتمع |  
طنجة .. ندوة تبحث تأثير الرقمنة والوسائط الجديدة على الفرد والمجتمع

بحث المشاركون في ندوة حول “الرقمنة والمجتمع”، مساء الأربعاء بطنجة، تأثير الرقمنة والوسائط الإعلامية الجديدة على التنشئة وعلى سلوكيات الفرد ضمن مجتمع صار أكثر انفتاحا على العالم بفضل الثورة الرقمية.

وتطرق المشاركون في الندوة، المنظمة في إطار “صالون طنجة الثقافي”، إلى مساهمة التكنولوجيا في تغيير الحياة اليومية للأفراد، لاسيما عبر رقمنة مجموعة من الخدمات والمنتجات، والتي صارت جزءا من المعيش اليومي للإنسان، إلى جانب بحث التغيرات التي طالت سيكولوجيا الإنسان المرقمن، لاسيما التنشئة وبناء الهوية الرقمية.

في هذا السياق، شدد الباحث في علم النفس الاجتماعي، مصطفى الشكدالي، على أن “خضوع الانسان للخوارزميات يصيب الهوية الإنسانية في مقتل، حيث نشهد تحولات في طرق العيش وتصور الأشياء والتنشئة الاجتماعية”، مضيفا أن “الجيل الحالي الذي نشأ داخل الفضاءات السيبرانية، له أذواق وتوجهات مختلفة قطعت مع توجهات الجيل السابق”.

وأوضح صاحب كتاب “سيكولوجيا الإنسان المرقمن : التنشئة الخوارزمية وبناء الهوية في عصر الثورة الرقمية – مقاربة سيكولوجية” أن الثورة الرقمية الجارية تدفعنا إلى ضرورة البحث في مفاهيم مستجدة قبيل “التنشئة الخوارزمية” و “التحكمية الخوارزمية” و “الأنا الرقمي (السايبرغ)” وغيرها من المفاهيم، معتبرا أننا بصدد “نهاية المجتمع الكلاسيكي وظهور المجتمع المرقمن، لاسيما مع التأثر الكبير للهوية الثقافية بهذا المد الرقمي الجارف”.

وأضاف الشكدالي أن هذه التحولات التكنولوجية المتسارعة أتاحت للفرد ما يمكن تسميته ب “إعادة خلق الذات رقميا”، عبر نشر “الصورة المفلترة” أو بعض التدوينات المنتقاة، والتي قد تكون مخالفة تماما عن صورته الواقعية، معتقدا أننا “صرنا نعيش ما يمكن تسميته بالهوية المتحورة، والتي يغيرها الفرد رقميا حسب السياقات”.

من جهته، أشار الأستاذ الباحث في التدبير والمهارات الناعمة بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، محمد علي بولعيش، أن “الإنسان فقد جزءا من حريته بخضوعه إلى القواعد الرقمية، لاسيما في ظل الخوارزميات القادرة على فهم الانفعالات البشرية”، مضيفا أن “البعض صار يتنازل عن مجموعة من قدراته ومكتسباته، من قبيل الحميمية والخصوصية، في سبيل مسايرة الخوارزميات لتحقيق مزيد من التفاعل في العالم الرقمي”.

وسجل ان هناك من يزيد من حدة “الرقابة الذاتية الطوعية” تماشيا مع الخوارزميات من أجل بناء صورة رقمية مثالية في الفضاء السيبراني، محذرا من أن “العالم السيبراني صار فضاء جديدا لإنتاج السلطة والمعنى”.

ونبه إلى أن التنشئة الرقمية التي يعيش ضمنها الجيل الحالي صارت تفقد الإنسان جوهر هويته البشرية وخصوصياته الثقافية وتراثه اللامادي وعلاقاته بالهوية الجمعية، معتبرا أن “زيادة الانعزالية الاجتماعية لصالح المشاطرة الرقمية أدى إلى شيوع رموز مجتمعية جديدة”.

وأكد عبد المالك سعود، العضو المؤسس ل “صالون طنجة الثقافي” أن هذا اللقاء يعتبر الحلقة الأولى ضمن سلسلة من الندوات المبرمجة طيلة سنة 2025، مشيرا إلى أن اختيار موضوع الرقمنة والمجتمع جاء بالنظر إلى راهنيته وتأثيراته الكبيرة التي نعيشها يوميا وفي مختلف المجالات.

وقال سعود، الذي كان يشغل منصب مهندس إعلاميات، إن المجتمع الذي كان قائما لآلاف السنين على رموز اجتماعية تمتاز بطابعها الحميمي وعمقها الثقافي والحضاري، صار يتراجع لصالح عالم رقمي قائم على مجموعة من الأكواد، مهما بدت معقدة، فهي مكونة من لغة رقمية تضم عددين فقط، وهما 0 و 1.
و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.