أكثر من 110 ملايين أوروبي معرضون لمستويات عالية من التلوث الضوضائي (الوكالة الأوروبية للبيئة)

أفاد تقرير صادر عن الوكالة الأوروبية للبيئة، اليوم الثلاثاء، بأن أكثر من 110 ملايين أوروبي يتعرضون لمستويات عالية من الضوضاء الناجمة عن وسائل النقل، وهو ما يتجاوز العتبة التي تحددها قواعد الاتحاد الأوروبي، ويضر بالصحة والبيئة والاقتصاد.

وبحسب الوثيقة المعنونة بـ”الضوضاء البيئية في أوروبا 2025″، فإن التقدم المحرز في الحد من التعرض لمستويات الضوضاء الضارة في الاتحاد الأوروبي يعد “بطيئا”، معتبرة أنه “من غير المرجح تحقيق هدف الاتحاد الأوروبي المتمثل في تحقيق مستوى صفر من التلوث، وتقليل عدد الأشخاص الذين يعانون من ضجيج وسائل النقل المزمن بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2030، من دون اتخاذ تدابير إضافية”.

وأكدت الوكالة أن التعرض طويل الأمد لضوضاء وسائل النقل له آثار سلبية عديدة على الصحة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الصحة النفسية، وداء السكري، وحتى الوفاة المبكرة، مشيرة إلى أن الأطفال والمراهقين أكثر عرضة لتأثيرات الضوضاء، حيث يتسبب التعرض لها في مرحلة الطفولة في “صعوبات القراءة، والاضطرابات السلوكية، والسمنة”.

من جهة أخرى، أكدت أن التكاليف الاقتصادية والاجتماعية تعد مرتفعة، إذ تؤثر الأمراض والمشاكل الصحية المصاحبة سلبا على الاقتصاد.

ووفقا لتقرير الوكالة فإن التلوث الضوضائي الناجم عن وسائل النقل يؤدي إلى تكاليف اقتصادية سنوية لا تقل عن 95,6 مليار أورو في أوروبا، أي ما يعادل 0.6 في المائة من الناتج الداخلي الخام.

وبحسب تقديرات الوكالة الأوروبية للبيئة، فقد انخفض عدد الأشخاص المنزعجين بشكل ملحوظ من ضوضاء وسائل النقل في الاتحاد الأوروبي بنسبة 3 في المائة فقط بين عامي 2017 و2022، مبرزة أن هذا الانخفاض “أقل من المعدل اللازم لتحقيق هدف الحد من الضوضاء في خطة عمل القضاء على التلوث تماما”.

وفي هذا الصدد، دعا التقرير إلى تحسين الوصول إلى المساحات الهادئة والخضراء في المدن، والحد من سرعة المركبات في المناطق الحضرية، وتعزيز صيانة البنيات التحتية للسكك الحديدية، وتشجيع استخدام الإطارات المطاطية الهادئة، وتحسين أنماط هبوط وإقلاع الطائرات في المطارات، وتشجيع استخدام طائرات أكثر هدوءا.

كما حثت الوكالة الأوروبية للبيئة على وضع استراتيجيات طويلة الأمد للمناطق الحضرية تمنح الأولوية للتدابير الوقائية، مثل إحداث مناطق عازلة بين طرق النقل والمناطق السكنية، أو تعزيز التنقل المستدام مثل النقل العمومي والمشي واستعمال الدراجات.
و م ع