23 يونيو 2025

مهرجان كناوة وموسيقى العالم .. الدورة السادسة والعشرون تستقطب أكثر من 300 ألف متفرج

Maroc24 | فن وثقافة |  
مهرجان كناوة وموسيقى العالم .. الدورة السادسة والعشرون تستقطب أكثر من 300 ألف متفرج

استقطبت النسخة السادسة والعشرون من مهرجان كناوة وموسيقى العالم، التي اختتمت، أول أمس السبت بالصويرة، أكثر من 300 ألف متفرج.

وذكر بلاغ للمنظمين أن النسخة السادسة والعشرين من مهرجان كناوة وموسيقى العالم “اختتمت بإحساس قوي ممزوج بالأنغام والذكريات والبعد الإنساني، حيث اجتمع أكثر من 300 ألف محتفل حجوا لهذا العرس الموسيقي الكبير”.

الصويرة .. ثلاثة أيام وثلاث ليال من الاحتفال والإيقاعات والمزج

من 19 إلى 21 يونيو، تحولت الصويرة مجددا إلى فضاء شاسع للاحتفال والحوار والتلاحم، وإلى فضاء خارج الزمن، مكرس بالكامل للموسيقى واللقاءات والعيش المشترك، وذلك بين أسوار المدينة العتيقة وعلى الشاطئ، حيث “تجاوب الكمبري مع الساكسوفون، وامتزجت الأغاني الإفريقية بالإيقاعات الكوبية، واهتزت أصوات كناوة على إيقاع الطبول السنغالية”.

منصات متوهجة وفنانون في قمة الإبداع

شكل العرض الافتتاحي، بقيادة المعلمين، انطلاقة موفقة وإعلانا لبدء برنامج حافل بالعطاء والثراء الموسيقي احتضنته المنصة الكبرى بساحة مولاي الحسن، فتعاقبت بعدها الحفلات وفق تنسيق موسيقي دقيق.

وكان الافتتاح المغربي- السنغالي، الذي جمع حميد القصري، وفرقة بكالما، عبير العابد، وكيا لوم، بداية رائعة لبرنامج غني بالموسيقى واللقاءات الفنية. وتلا ذلك مزج موسيقي متنوع قدم من خلاله حسام كانيا وماركوس غيلمور وصفة فنية بين الجاز وكناوة، واستكشف ضافر يوسف والمعلم مراد المرجاني بعدا صوفيا صامتا ونابضا بالحياة في آن واحد.

ومساء السبت، حشد كل من سيمافنك وخالد سانسي، موجات بشرية هادرة، بينما جمع حفل CKay شبابا متعطشا، راقصا متعدد الثقافات.

وفي المجموع، شارك 350 فنانا من أكثر من اثنتي عشرة دولة (السنغال، الولايات المتحدة، تونس، نيجيريا، فرنسا، مالي، كوبا، سوريا، تركيا، العراق، كوت ديفوار..) على مختلف منصات المهرجان، من بينهم 40 معلم كناوي من الرواد والمواهب الصاعدة.

جمهور وفي ومتنوع

كان طلاب، عائلات، شباب أو أوفياء من أولى نسخ المهرجان جميعا في الموعد. في صفوف الانتظار والمقاهي وأزقة المدينة العتيقة، سمعت لغات متعددة وضحكات رنانة. وكما هو الحال دائما في الصويرة، تجمع الموسيقى الناس، متجاوزة الجنسيات والأصول والأجيال.

جمهور مهرجان كناوة لا يكتفي بالمشاهدة، بل يستمع ويرقص ويتساءل ويتفاعل، حيث يساهم في بناء ذاكرة حية، وإنعاش حيوية جماعية.

منتدى غني ومرتبط بالواقع

في نسخته الثانية عشرة، أوفى منتدى حقوق الإنسان، المنظم بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، بكل وعوده. فتحت شعار “الحركية البشرية والديناميات الثقافية” ناقش ك ت اب، وباحثون، وسينمائيون، وفنانون، الروابط المعقدة بين الهجرة والإبداع والانتماء.

وكانت من بين أبرز اللحظات مداخلات كل من الشاعرة الفرنسية – الإيفوارية، فيرونيك تادجو، والمؤرخ المتخصص في الاستعمار، باسكال بلانشار، والمخرج، فوزي بنسعيدي، والكاتب إلغاز، والمخرج الفلسطيني، إيليا سليمان الذي أث رت شهادته الشخصية الصادقة في الحاضرين.

وأجمع المشاركون على ضرورة التنقل البشري رغم العوائق والقيود، بدوافع مختلفة، أبرزها البحث عن حياة كريمة، وهجرة غالبا ما تكون مؤلمة، لكن في كثير من الأحيان تصاحبها ديناميات ثقافية قوية وهجينة وذات رسائل سياسية وهوياتية عميقة. ففي سياق الهجرة يشكل الإبداع الثقافي فعل مقاومة واندماج وإثبات للهوية.

كرسي جامعي ي صغي للمعلمين

في إطار كرسي جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية للتقاطعات الثقافية والعولمة، ع قدت مائدتان مستديرتان غير مسبوقتين أتاحتا لحظة نادرة وثمينة : ففي حوار مباشر بين الباحثين، والمفكرين، ومعلمي كناوة. وفي تبادل عميق وصريح، التقت المعارف الأكاديمية مع معارف الجسد، والتقاليد الشفهية.

كان حوارا إنسانيا قائما على الإصغاء والفضول المتبادل واحترام الإرث الكبير، إذ شكل لحظة خاصة امتزجت فيها اللغة الأكاديمية مع كلمات التجربة والحنكة، لاستكشاف موقع التراث الحي في عالم اليوم، لا كأرشيف، بل كقوة حيوية متجذ رة في الحاضر وتتطلع إلى المستقبل.

مدينة نابضة بالحياة

تحولت الصويرة بأكملها إلى منصة عرض : حفلات وترية في الزوايا أو في بيت الذاكرة، أصوات كردية في برج باب مراكش، نغم أمازيغي وعود كهربائي.. وعلى الشاطئ، تألق المعلمون الشباب وسط إعجاب الجمهور، فكان حفل فهد بنشمسي وفرقة (ذا لالاس) لحظة خالدة، اجتمع فيها جمهور لا محدود في منصة الشاطئ .. عرض متميز جمع بين الروك، وكناوة، والشعبي، في لحظة احتفالية وشاعرية جمعت كل الأجيال.

جسور دائمة والتزام راسخ

يواصل المهرجان التزامه بالتكوين، ونقل المعرفة، والبحث، حيث جمع برنامج بيركلي في مهرجان كناوة، المنظم للعام الثاني بالشراكة مع كلية بيركلي للموسيقى، 74 موسيقيا شابا من 23 جنسية في أسبوع من الإقامة الإبداعية، والتكوين، والتبادل تحت إشراف أساتذة عالميين.

إشعاع يتجاوز الحدود

ي عد مهرجان كناوة، أيضا، موعدا إعلاميا بارزا، إذ غطى هذه النسخة السادسة والعشرين 250 صحفيا ومصورا من المغرب، وفرنسا، وإسبانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وأستراليا، والهند، والبرتغال، وتركيا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والنرويج، والإمارات العربية المتحدة.

دينامية مستمرة

أكد مهرجان كناوة 2025 أن مهمته تمت على أكمل وجه : جعل الموسيقى لغة مشتركة، والمدينة مختبرا للمزج، والتراث مادة حي ة. نسخة سمتها الأساسية السخاء والجرأة.

الموعد سيتجدد مع النسخة السابعة والعشرين من 25 إلى 27 يونيو 2026، في دورة تعد بنفس التطلعات : جعل الموسيقى أقوى من أي حدود.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.