بوزنيقة: ملتقى يبحث سبل إدماج شباب جهة الدار البيضاء – سطات عبر الثقافة

شكل موضوع إدماج شباب جهة الدار البيضاء – سطات عبر الثقافة، محور أشغال الملتقى الجهوي الثاني، الذي نظم اليوم السبت ببوزنيقة، بمشاركة حوالي 250 شابا، ومسؤولين وفاعلين ترابيين.

وناقش المشاركون في الملتقى، المنظم من قبل مجلس جهة الدار البيضاء – سطات وجمعية الدراسات والأبحاث من أجل التنمية، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، مجموعة من المواضيع المتعلقة بالثقافة، حيث تم التركيز على دور الشباب في مواجهة التحديات الراهنة.

وأجمع الحاضرون على أهمية تنظيم مثل هذه اللقاءات التي تسهم في إطلاق ديناميات جهوية نوعية ت عطي للكلمة الشبابية معناها، وللثقافة دورها الحيوي في مجالي الإدماج والتمكين.

وفي هذا الصدد، اعتبر رئيس جمعية الدراسات والأبحاث من أجل التنمية، إدريس الكراوي، أن هذا الملتقى يناقش موضوعا جوهريا يرتبط بإدماج الشباب عبر الثقافة، مؤكدا على أن هذه الأخيرة تعد من بين أسس الهوية والوحدة الوطنية، وبالتالي في صلب خصوصيات ومميزات الحضارة المغربية ذات الغنى والعراقة والتنوع.

وأضاف السيد الكراوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن اللقاء يشكل مناسبة للشباب المغربي لمناقشة تيمة الثقافة باعتبارها مجموعة من القيم التي تقوي الرابط الاجتماعي والعيش المشترك، وفرصة لدراسة هذه القيم والضوابط المؤسسية والقانونية التي تؤطرها، مع تسليط الضوء على معالم السياسات العمومية لإدماج الشباب عبر الثقافة.

وخلص إلى أن “تنظيم الملتقى يندرج في إطار هذه السيرورة وهذه الدينامية وهذه المقاربة التراكمية، لكي يحين الشباب بعض المضامين والمقاربات ذات الصلة بهذه الإشكالية الجوهرية”.

من جانبها، أكدت رئيسة اللجنة الدائمة المكلفة بالتعليم والبحث العلمي التطبيقي وتنمية التكنولوجيا الحديثة والرقمنة بمجلس جهة الدار البيضاء – سطات، رابحة صالح، أن النهوض بالمجال الثقافي يتطلب تضافر جهود كل الفاعلين والمتدخلين في هذا القطاع.

وأضافت، في تصريح مماثل، أن الهدف الأساسي لهذا الملتقى يتمثل في العمل على إخراج الثقافة بمفهومها الواسع من الظل، لتصبح أداة ناجعة يشتغل من خلالها الشباب، ومصدر ربح للجهة والشباب على حد سواء.

بدورها، أكدت مديرة الشباب بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، كنزة أبو رمان، في كلمة بالمناسبة، أن الثقافة ليست هامشا بل هي جوهر في مسار بناء الشخصية وترسيخ الهوية ومواكبة التحولات المجتمعية، مشيرة إلى أن الوزارة جعلت من الثقافة محورا استراتيجيا في برامجها الموجهة لفئة الشباب.

وأوضحت أن “هذا التوجه، لم ينبثق من فراغ، بل انطلق من قناعة مؤسساتية عميقة منذ السنوات الأولى لإحداث دور الشباب، التي كانت وما تزال فضاءات للحوار والتكوين والإبداع، ومنبعا لتعبير الشباب عن أنفسهم وتطلعاتهم”، مبرزة أن “النموذج التنموي الجديد جاء ليؤكد على أهمية الثقافة في الإدماج والكرامة والعدالة المجالية، وهو ما نعمل على تفعيله اليوم عبر مختلف البرامج”.

ويتضمن الملتقى ثلاث محاضرات افتتاحية، تمحورت الأولى حول “إدماج الشباب عبر الثقافة، وقائع وتحديات” لعضو أكاديمية المملكة المغربية محمد نور الدين أفاية، والثانية حول “الصناعات الثقافية والإبداعية في المغرب واقع الحال وخطط المستقبل” لمدير الفنون بوزارة الشباب والثقافة والتواصل هشام عبقري، والثالثة حول “المقاربة الثقافية والشباب بجهة الدار البيضاء سطات” للأستاذ بكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بسطات عبد القادر سبيل.

كما يتضمن برنامج الدورة الثانية من هذا الملتقى الجهوي تنظيم ثلاث ورشات عمل ناقشت مواضيع همت، “الشباب والأشكال الجديدة للتعبير الثقافي”، و”صورة الشباب لعملية إدماجهم عبر الثقافة”، و”التحديات وآفاق سياسات إدماج الشباب عبر الثقافة”.

يذكر أن هذا الملتقى يندرج ضمن اتفاقية للتعاون تجمع بين مجلس جهة الدار البيضاء – سطات وجمعية الدراسات والأبحاث من أجل التنمية، بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والتواصل وجامعات الحسن الثاني بالدار البيضاء، والحسن الأول بسطات، وشعيب الدكالي بالجديدة.

و م ع