21 يونيو 2025

مهرجان كناوة بالصويرة.. الحركيات البشرية محفز أساسي للتفاعل بين الذات والعالم (منتدى)

مهرجان كناوة بالصويرة.. الحركيات البشرية محفز أساسي للتفاعل بين الذات والعالم (منتدى)

أجمع المشاركون في ندوة نظمت، اليوم السبت، ضمن فعاليات الدورة الـ 12 لمنتدى حقوق الإنسان في إطار الدورة الـ 26 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة، على أن الحركيات البشرية تعد محفزا أساسيا للتفاعل بين الذات والعالم ومصدرا للتحرر من القيود الهوياتية.

وشكل هذا اللقاء، الذي تميز بحضور مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور، أندري أزولاي، مناسبة للمتدخلين لتسليط الضوء على دور الحركية البشرية، سواء كانت ناتجة عن دوافع اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية، في تعزيز التأثيرات الثقافية التي تحفز على الإبداع.

وأكد المتدخلون أن الحركية لا تقتصر على الانتقال بين البلدان والقارات، بل تنطلق من الذات وتمتد إلى الحي والمجتمع، لافتين إلى أن “المكوث الظاهري” قد يخفي خوفا من التغيير وجمودا داخليا، في حين أن الحركية تعبر عن انفتاح دينامي وتفاعل حي مع العالم.

واعتبروا أن الكتابة نفسها هي شكل من أشكال الحركية، وأن كل إبداع أصيل يحمل في عمقه سؤال التنقل، سواء كان ماديا أو فكريا أو حسيا.

وبعدما توقف المتحدثون عند واقع الهجرة في السياق الإفريقي، سجلوا أن الكثير من التحركات داخل القارة تفرضها عوامل قسرية، مبرزين أن التنقل داخل القارة أكثر تعقيدا من الهجرة نحو أوروبا.

ودعوا، في هذا الصدد، إلى توطيد جسور التواصل الثقافي بين شمال القارة وجنوبها، بما يعزز الاندماج ويثري التبادل.

كما شددوا على أهمية الفنون في إعادة تشكيل التصورات، وسرد القصص الذاتية، وطرح أسئلة الهوية والانتماء، لافتين إلى أن الاعتراف بالتعدد يضعف الحواجز ويقوي التماسك المجتمعي.

وفي معرض الحديث عن بناء الوعي، أبرز المتدخلون الدور المحوري الذي يلعبه الفنانون والكتاب والمثقفون في مقاومة الإقصاء الثقافي، مؤكدين أن الجهل بالتاريخ متعدد الثقافات لأوروبا يغذي الخطابات التمييزية.

ونبهوا، في هذا السياق، إلى أن المسلمين كانوا على الدوام جزءا من التاريخ الأوروبي، داعين إلى إعادة إدماج “الأوروبي غير الأوروبي” في صلب السردية الأوروبية.

وتنعقد الدورة الثانية عشرة لمنتدى حقوق الإنسان، التي تنظم تحت شعار “الحركيات البشرية والديناميات الثقافية”، بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج. وتتيح هذه الدورة فرصة لتوسيع النقاش من خلال استكشاف، إلى جانب الإسهامات الاقتصادية، المساهمات الثقافية للهجرات والجاليات بالنسبة لبلدان الأصل والعبور والوجهة.

وتحتضن الدورة السادسة والعشرون لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من 19 إلى 21 يونيو الجاري، مزجا موسيقيا من مختلف أنحاء العالم في احتفال حي بالتنوع والحوار الثقافي.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.