قدم الفنان الجمايكي بورنين سبير عرضا مذهلا، مساء أمس الجمعة، على منصة أبي رقراق، ملونا الفضاء الساحر بإيقاعات الريغي، في حفل ضمن فعاليات الدورة العشرين لمهرجان موازين- إيقاعات العالم.
وشكل الحفل دعوة للانغمار في عالم بورنين سبير رفقة إيقاعات عميقة وتوزيعات ممتعة تزاوج البعد الروحي مع الالتزام الموسيقي، مما صنع لحظات انتشاء وسعادة في صفوف حشود حجت للاحتفاء بلون موسيقي خالد ومتجدد.
وصفق عشاق الريغي طويلا للفنان الذي يحمل منذ عقود صوت الشعب الجمايكي ويدافع عن حركة الراستافاري كحركة ثقافية إحيائية تجسد هوية شعبه. إنه يجسد أيضا التزاما موصولا بالوعي الافريقي الذي يبشر به على منصات العالم كله.
أدى النجم العالمي خلال الأمسية ببراعة باقة من أنجح عناوين رصيده الحافل، على غرار “كولومبوس”، “جاه نو ديد” و “ماركوس شيلدرن سافر”..
مصحوبا بفرقة من الموسيقيين المهرة، فرض بورنين سبير أسلوبه بتحكم وانغماس كلي. قوة الصوت انسجمت مع حوار الآلات الموسيقية في أداء فني استثنائي منح الجمهور لحظة سعادة بنكهة فريدة.
وفي ذروة العرض، أمسك بورنين سبير طبله الأحمر وانخرط في وصلة إيقاعية هزت أرجاء الفضاء الاحتفالي على ضفاف نهر أبي رقراق. كانت لحظة نقلت العرض الى حالة متسامية من الانسجام والتجاوب بين الفنان وجمهوره، قبل أن تضيء الألعاب النارية السماء لتكتمل بهارات حدث فني ناجح بامتياز.
يعيش الريغي ويتنفسه، يرقص على إيقاعاته بخطى وئيدة تتخللها قفزات طفولية تعبيرا عن الفرح والأنس. حركة جسد رشيقة بطاقة دائمة متجددة. أناقة في الأداء الشعري تشكل خلاصة المعادلة: فنان موهوب وملتزم.
بورنين سبير رأى النور في مارس 1945 بسانت آنز باي في جمايكا. يعد أحد الوجوه الأيقونية لفن الريغي الى جانب بوب مارلي وغلادياتورز. سخر موسيقاه حاملا لصيانة الذاكرة وتمثل أحلام الشعب الجمايكي وتثمين الإرث الإفريقي.
وتقام الدورة العشرون لمهرجان “موازين – إيقاعات العالم” من 20 إلى 28 يونيو الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث تقترح دورة هذه السنة برنامجا غنيا يلبي كافة الأذواق، ويجمع أبرز النجوم العرب والعالميين، ما يجعل مدينتي الرباط وسلا مسرحا للقاءات استثنائية بين الجمهور ومشاهير الفنانين.
كما يعد المهرجان، الذي تم إحداثه سنة 2001، وتنظمه جمعية مغرب الثقافات، حدثا لا يمكن تفويته من قبل عشاق الموسيقى في المغرب. فمع حضور أكثر من مليوني متفرج في كل دورة من دوراته الأخيرة، يعتبر هذا المهرجان ثاني أكبر حدث ثقافي في العالم.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.