“الفورمولا 1”.. بعد تعثرها في 2024، مونتريال تضاعف الجهود من أجل إنجاح سباق الجائزة الكبرى لكندا

بعد التعثر الذي واجهته السنة الماضية، تستضيف مدينة مونتريال ابتداء من اليوم الجمعة، جائزة كندا الكبرى لسباق السيارات (فورمولا 1)، وذلك عقب إجراء إعادة تقييم شاملة لمختلف الجوانب التنظيمية لهذه المنافسات.
هذا السباق، الذي يعد الحدث السياحي الصيفي الأبرز في المدينة الكندية، يحظى باهتمام خاص لدى سلطات المدينة، بالنظر لعائداته الاقتصادية الهامة.
ويعمل المنظمون جاهدين، هذه السنة، من أجل تجنب ارتكاب أي أخطاء، بعد الهفوات التي شابت تنظيم السباق العام الماضي.
++ دورة 2024، تجربة مريرة.. للعبرة
شهدت النسخة السابقة من سباق الجائزة الكبرى لكندا سلسلة من الحوادث. إذ غمرت الأمطار الغزيرة حلبات فرق “الفورمولا 1″، وتأخر العديد من السائقين عن الحضور لاجتماعات هامة بسبب سوء تدبير الأوراش الطرقية.
كما أن ضعف التواصل بين منظمي السباق والسلطات المحلية والشرطة وشركة النقل في مونتريال، تسبب في صعوبة تنقل الجمهور إلى مضمار المنافسات.
هذه السلسلة من الحوادث دفعت الرئيس التنفيذي للفورمولا 1، ؤ، إلى تقديم اعتذار للفرق، فيما وصفتها وزيرة السياحة في كيبيك، كارولين برو، بأنها “مخجلة”. كما تعهد المنظمون بتجنب إخفاقات النسخة السابقة.
وبرسم هذا الصيف، تعهدت المدينة والجهات الراعية ومختلف الفاعلين المشاركين في تنظيم السباق، ببذل المزيد من الجهود لضمان نجاح الحدث.
خلال مؤتمر صحافي انعقد يوم الاثنين، صرح فيليب سابورين، المتحدث باسم مدينة مونتريال، “تريثنا لتجنب تكرار أخطاء السنة الماضية”، مضيفا أنه تم بذل جهود إضافية في منطقة وسط المدينة بهدف تحسين نظافة الفضاءات العمومية.
وتم فرض وقف مؤقت على أوراش البناء الجديدة في معظم أنحاء المدينة، بهدف ضمان انسيابية التنقلات. كما تعتزم السلطات تعزيز وسائل النقل العمومي خلال الأيام الثلاثة التي تجري خلالها المنافسات.
++ منافسة محتدمة
من المرتقب أن يعرف سباق الجائزة الكبرى لكندا، الذي يعد الجولة العاشرة خلال الموسم، مشاركة أبرز الأسماء في سباقات السيارات، من بينهم ماكس فيرستابن، المرشح الأوفر حظا للفوز والفائز بالنسخ الثلاث الماضية، والبريطاني لويس هاميلتون، الفائز بالسباق سبع مرات.
كما أن سائقين آخرين، من قبيل البريطاني لاندو نوريس والأسترالي أوسكار بياستري، سيتنافسون من أجل اعتلاء منصة التتويج.
سيتم إجراء المسابقة على مضمار “جيل فيلنوف”، الذي يمتد على مسافة 4361 مترا. ويتعين على السائقين إكمال 70 دورة لمسافة إجمالية تبلغ 305 كيلومترات.
++ حدث يضخ عائدات ضخمة لمونتريال
فضلا عن الجانب الرياضي للمنافسة، يستقطب سباق الجائزة الكبرى الكندي حوالي 350 ألف زائر إلى مونتريال سنويا، أكثر من نصفهم من خارج كيبيك.
وتشير هيئة السياحة في مونتريال إلى أن هذا الحدث ي در 162 مليون دولار من الإنفاق السياحي، كما تبلغ نسبة ملء فنادق المدينة الكندية 85 بالمائة.
ويحظى سباق الجائزة الكبرى لكندا باهتمام إعلامي كبير، إذ يساهم في تعزيز إشعاع المدينة. وقد تابع نسخة 2024 من هذه المسابقة ما يناهز 330 مليون مشاهد عبر العالم.
يوضح إيف لالوميير، الرئيس المدير العام لشركة السياحة في مونتريال، أحد الشركاء الرئيسيين للسباق، أن نسخة 2025، (13-15 يونيو)، ستساهم في تعزيز مكانة مونتريال كـ”مدينة ترحب بضيوفها” وقادرة على منح الزوار تجربة ثقافية واجتماعية ورياضية، مذكرا بأنها تظل إحدى السباقات المفضلة لدى السائقين والمصنعين.
وحسب محللين رياضيين، فإن الدورة الحالية ستخضع لتمحيص دقيق من قبل إدارة سباق “الفورمولا 1″، من أجل اتخاذ قرار بشأن تمديد عقدها مع منظمي جائزة كندا الكبرى. وسيتم الإعلان عن هذا القرار، نهاية الأسبوع.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.