ينعقد أسبوع الموضة بطنجة، الحدث البارز الذي يهدف إلى جعل مدينة البوغاز إحدى عواصم الإبداع في الجنوب العالمي وفي قلب التبادل بين إفريقيا وباقي أنحاء العالم، من 12 إلى 14 يونيو الجاري.
ويهدف هذا الحدث، وفق بيان للمنظمين، إلى أن يشكل منصة دولية، حيث تلتقي روعة الحرف التقليدية وكبريات دور الأزياء العالمية، والمواهب الفذة والواعدة من الجنوب وآسيا الوسطى ومناطق أخرى من العالم، مع القيم الإنسانية لنقل المعرفة والاندماج، من أجل إعادة لف خيوط الموضة العالمية.
ويفرض هذا الموعد الإبداعي نفسه كمنصة دائمة يلتقي فيها تميز الصناعة التقليدية والفخامة المسؤولة والتعدد الثقافي والابتكار لإعادة صياغة حركة الموضة العالمية.
وفاء لتاريخها كملتقى طرق ثقافي منفتح على العالم، تسعى طنجة أيضا إلى إيصال رسالة قوية مفادها أن الموضة يمكن أن تكون دامجة وإنسانية ومتضامنة، حيث تلتقي المعارف التقليدية بالابتكار والتمي ز المعاصر.
ي فتتح هذا الحدث الدولي في 12 يونيو بيوم مخصص بالكامل للالتزام التضامني، بشراكة مع مؤسسة للا أسماء.
وأكد المنظمون أنه في صباح اليوم الأول (الساعة 10:00)، ست ستقبل الشخصيات المدعوة، ومن ضمنها كارولين شوفيل، الشريكة والمديرة الفنية لدار شوبارد، وكارلو داماريو، المدير التنفيذي ورئيس دار فيفيان ويستوود، إضافة إلى شخصيات من عالم الرياضة والسينما والأرستقراطية الأوروبية، من قبل الرئيس المنتدب لمؤسسة للا أسماء، كريم الصقلي، كما سيقومون بزيارة مركز المؤسسة بطنجة.
وخلال هذه الزيارة، سيؤطر الشيف الحاصل على نجمة ميشلان، رافاييل ريغو، ورشة طهي تفاعلية مع الأطفال، في لحظة تقاسم ونقل للمعرفة.
في مساء الخميس (الساعة 20:30)، سيشهد أسبوع الموضة بطنجة لحظة مميزة، وهي حفل العشاء الخيري “شوبارد غالا”، تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، لفائدة مؤسسة للا أسماء.
وجاء اختيار هذه المؤسسة ليعكس تماما القيم التي يحملها الحدث، وهي الإنسانية ونقل المعارف والاندماج. فعمل المؤسسة المتميز مع الأطفال الصم وضعاف السمع، في إطار خطة وطنية مهيكلة، على المستويين الإفريقي والدولي، جعل منها نموذجا مرجعيا في مجال التعليم الشامل والتحول الاجتماعي.
ونقل البيان عن كريم الصقلي قوله إن “هذا العشاء الخيري يجسد روح أسبوع الموضة بطنجة، بتوظيف عالم الرفاهية لخدمة الطفولة والاندماج والتقدم الاجتماعي، من خلال حوار خلاق بين عالم الإبداع والعمل الإنساني”.
وسي شرف على هذا الحفل الخيري الشيف رافائيل ريغو، بمشاركة اثنين من تلاميذ المؤسسة، كما ستتخلله أداءات صوتية للمغنية الأوبرالية المصرية فرح الديباني، إلى جانب عرض فاخر لمجوهرات شوبارد الرفيعة، وعرض أزياء لمجموعة “كارولين” الراقية من دار شوبارد.
وسيشهد الحدث أيضا مشاركة دار الأزياء البريطانية الرائدة “فيفيان ويستوود”، التي ستقدم 30 تصميما من أحدث مجموعاتها، في استعراض شامل لعالم ويستوود الإبداعي، في خطوة ترمي إلى تسليط الضوء على المشهد الإبداعي الصاعد.
وي عد هذا التبرع السخي والم لهم دليلا على التزام دار فيفيان ويستوود بدعم المواهب الشابة، وتعزيز الحوار بين الثقافات، والمساهمة الفعالة في بروز جيل جديد من المصممين من مختلف أنحاء القارة الإفريقية وخارجها.
ومن خلال منحها هالتها الأيقونية لهذه الدورة من أسبوع الموضة بطنجة، توج ه الدار رسالة قوية مفادها أن “موضة اليوم ت بنى على التبادل والانصهار الثقافي ودعم الأصوات الجديدة التي ت حر ك المشهد”، وفق ما جاء في البيان ذاته.
وانطلاقا من هذه الرؤية، يطمح أسبوع الموضة بطنجة إلى أن ي صبح منصة م هيكلة لمواكبة المواهب الشابة من الجنوب العالمي، إذ لا يقتصر هذا الحدث على منحهم الظهور على المنصات، بل يسعى إلى تزويدهم بأدوات ملموسة لبناء مسارات مهنية متينة ومستدامة، مثل التكوين في التواصل، والتسويق، وتطوير المجموعات، والمواكبة في هيكلة المشاريع الإبداعية، والوصول إلى الشبكات المهنية والأسواق الدولية، والدعم في البحث عن مصادر تمويل مناسبة.
ويهدف الحدث أيضا إلى إبراز التراث الحرفي المغربي وتميزه الإبداعي، ومواكبة جيل جديد من المصممين نحو الأسواق الدولية، والمساهمة في تطوير اقتصاد إبداعي شامل ومستدام، وتكريم الإسهام الأساسي لإفريقيا في عالم الموضة العالمي، من خلال التأكيد على شرعيتها الكاملة كقارة صانعة للمواهب والمعارف والإبداع المعاصر.
ومن خلال بوابة إفريقيا، أي طنجة، يسعى أسبوع الموضة إلى إيصال رسالة قوية مفادها أن “الوقت قد حان لكي يستعيد المبدعون من الجنوب ومن إفريقيا وآسيا الوسطى وآسيا، ومن الشتات، إرثهم الفني والثقافي، وي عيدوا إدراجه ضمن السرد العالمي للموضة”.
وخلص البيان إلى أن الطموح واضح، أي المساهمة في بروز وجه جديد للموضة العالمية، أكثر عدلا ، وأكثر انفتاحا ، وأكثر احتراما للثقافات والهويات التي أغنتها.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.