12 يونيو 2025

موسم الحج: زمزم ماء مبارك يروي عطش الحجيج مثلما يطفئ لهيب شوقهم إلى البقاع المقدسة

موسم الحج: زمزم ماء مبارك يروي عطش الحجيج مثلما يطفئ لهيب شوقهم إلى البقاع المقدسة

من معجزة نبع دافق يرتوي حجاج بيت الله الحرام بشرب ماء بئر زمزم المبارك أثناء أدائهم لمناسك حج هذا العام 1446 هـ، وألسنتهم لا تفتر عن الدعاء وشكر الله عز وجل على ما أنعم به عليهم.

ومثلما يطفئ ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام وزوار المدينة المنورة عطشهم بشرب ماء بئر زمزم التي تقع شرق الكعبة المشرفة على بعد 21 مترا، ترتوي أشواقهم إلى الديار المقدسة التي جمعتهم على تنائي ديارهم واختلاف أعراقهم وألسنتهم وألوانهم، يوحدهم إيمانهم والحرص على أداء شعائر دينهم خلال موسم الحج.

فكلما قصدوا البيت الحرام بمكة المكرمة أو المسجد النبوي بالمدينة المنورة لا يفوت المصلون والحجاج الفرصة للتضلع بماء بئر زمزم المبارك، التي مازالت تروي الحجاج منذ أن أذن نبي الله إبراهيم في الناس بالحج، وذات الفضل الكبير الذي أخبر عنه رسول الله صلى عليه وسلم حيث قال: “إنها مباركة وإنها طعام طعم”.

تتولى إدارة سقيا زمزم بالمسجد الحرام منذ عقود الإشراف على بئر زمزم وتوفير المياه المبردة من البئر في الحافظات على مدار الساعة، كما تعمل على ضمان نظافتها، وتزويدها بما يلزم من الأكواب، فضلا عن متابعة درجة برودتها.

وتحرص الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على ضمان نظافة مياه بئر زمزم حيث أعدت لهذا الغرض مختبرا لتحليلها، فيما تتم عملية التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية دون إضافة أي مواد كيماوية.

وتصل نسبة تعقيم مياه بئر زمزم من البكتيريا والفيروسات إلى 99.77 بالمائة، علما أن الكيلواط الواحد من الكهرباء يقوم بتعقيم حوالي 12 ألف غالون من الماء، حيث تتميز طريقة التعقيم بضمان عدم تغير لون ماء زمزم أو طعمه أو رائحته.

ويعود تاريخ تدفق مياه بئر زمزم الواقعة في صحن المطاف بالمسجد الحرام بمحاذاة الملتزم، إلى زمن سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. وتطلق على بئر زمزم أسماء عديدة منها: “طيبة” و”برة وعصمة” و”سيدة” و”عذبة” و”سالمة” و”مباركة” و”كافية” و”عافية”.

وكان أول ظهور لماء زمزم لسقيا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، حينما حمل إبراهيم عليه السلام إسماعيل وأمه هاجر إلى مكة ومعهما قربة ماء ومزود تمر، وتركهما بمكة وعاد، فلما فرغ التمر والماء عطش إسماعيل وهو صغير وجعل ينشع الموت، مما جعل هاجر تسعى بين الصفا المروة، بحثا عن الماء، الذي ظهر من الأرض، عندما كانت تسعى في الشوط السابع.

وتنقسم بئر زمزم إلى قسمين، أولهما مبنى وعمقه 12.80 مترا و الثاني جزء منقور في صخر الجبل وطوله 17.20 مترا، وبالتالي فإن عمق البئر يبلغ 30 مترا من فتحة البئر إلى قعره ويبلغ عمق مستوى الماء عن فتحة البئر حوالي أربعة أمتار، وعمق العيون التي تغذى البئر عن فتحة البئر 13 مترا ومن العيون إلى قعر البئر 17 مترا، أما قطر البئر فيختلف باختلاف العمق، وهو يتراوح بين 1.5 متر و2.5 متر .

أما العيون التي تغذى بئر زمزم فهي ثلاث عيون: عين حذاء الركن الأسود، وعين حذاء جبل أبى قبيس والصفا، وعين حذاء المروة، وهذا هو التحديد القديم لعيون زمزم في القرن الثالث وما قبله .

ويشير التحديد الحديث لبئر زمزم إلى أن المصدر الرئيسي للبئر فتحة تتجه جهة الكعبة المشرفة في اتجاه الركن الغربي (الحجر الأسود) وطولها 45 سم وارتفاعها 30 سم، ويتدفق منها القدر الأكبر من المياه، أما المصدر الثاني فهو فتحة كبيرة باتجاه المكبرية بطول 70 سم، تنقسم من الداخل إلى فتحتين، وارتفاعها 30 سم .

وفضلا عن ذلك هناك فتحات صغيرة بين أحجار البناء في البئر تخرج منها المياه، خمس منها في المسافة التي بين الفتحتين الأساسيتين، وقدرها متر واحد.

وقد تم وضع تصميم فريد للبئر لدى تنفيذ التوسعة الأولى في المطاف روعي فيه إزالة ما يضيق على الطائفين وذلك بوضع بئر زمزم تحت الأرض وأصبح سقف المبنى مساويا لأرض المطاف. وبني للبئر جدار من الخرسانة مكسو بالرخام.

وتم إحداث مجمعات لمياه زمزم المبردة في عدد من المواقع داخل المسجد الحرام وخارجه يفوق عددها خلال موسم الحج ورمضان المبارك أكثر من 8 آلاف برادة تتم تعبئتها بصفة مستمرة بمياه زمزم التي يتم تبريدها بالثلج المصنوع من مياه زمزم في مصنع مخصص لهذا الغرض.

كما أن ماء زمزم لما ش رب له، ويعد من أسباب الشفاء، وله فضل كبير في استجابة الدعاء إذ يقال عند شربه “اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء.”

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.